الدكتورة منال حسنة تكتب .. اقتلوها قبل أن تتكاثر!

بقلم الدكتورة منال حسنة

هذا العنوان ليس دعوة لقتل النفس البشرية، أو أوراحاً خلقها الله لتعمر الأرض، لكنها دعوة لقتل الأفكار الخاطئة التي شرعت الكثير من التصرفات والسلوكيات المؤذية بحجة العادات والتقاليد التي اتخذت من الازدواجية في التفكير، والتعامل بقوانين غير مدونة في الدستور، ولكنها  محفورة في بعض النفوس البشرية.

فما يتبناه المرء في العلن لا يمارسه في حياته اليومية، ولنعطي مثلاً بسيطاً عن جمعية تُعنى بحقوق المعوقين، وتقيم لهم النشاطات، وتلقي الضوء على مشاكلهم وحقوقهم، وفي أغلب الأحيان يكون مؤسس ورئيس الجمعية من الشخصيات المرموقة والمعروفة في المجتمع، فإذا خضت الحديث معه وتعمقت قليلاً في بعض المواضيع تجده يرفض ارتباط ابنته بشخص من أصحاب الإحتياجات الخاصة بالرغم من قبول الفتاة، حيث يضع مبررات لرفض الموضوع، ويربط رفضه بالعادات والتقاليد.

أو ليست هذه الازدواجية السامة  تعتبر باباً من أبواب الرياء، بحيث يستغل الحالات الإنسانية لجذب التبرعات و التعاطف المجتمعي لرسم صورة إنسانية لا غبار عليها.

هذه هي الازدواجية التي لا تقف عند هذا الحد بل تعدته إلى الجوانب السياسية، والتي تترجم في سياسات الدول المتقدمة، وتعاملاتها مع الدول النامية، أو بالأحرى الدول المتخلفة التي تتسم بنظام فاسد، وهنا حدث ولا حرج عن ازدواجية المسؤولين الذين يصلون الى السلطة بأصوات الشعب الموعود بمشروع محاربة الفساد، وتستفيق ازدواجيتهم بعد تسلم السلطة، ليصبح المسؤول هو الحارس الأول على مشروع الفساد.

ويستمر التناقض ليدخل في عمق السلوك الاجتماعي  ليطال كل واحد منا، ويتداخل مع منظومة العادات والتقاليد.

تناقض مجتمعنا لايتوقف عند هذا الحد بل يستمر، ويتمادى الى حيث خلط الأمور ببعضها البعض، وإلباس مواقفنا رداء  ليس لقناعتنا دائماً بل لإبراء أنفسنا.

إنها الازدواجية، إنه التناقض، إنه الكذب، إنها الأمراض النفسية،  … إنها الأفكار الخاطئة  التي يجب أن نتخلص منها و ننادي  بأعلى صوت: “اقتلوها قبل أن تتكاثر”.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا

تفاصيل قرض بنك ناصر لتمويل المصروفات المدرسية .. تصل لـ 50 ألف جنيه

حقوق لموظف ذوي الاحتياجات الخاصة .. زيادة الإجازات وإعفاء 50% من ضريبة الدخل