تقارير
تعرف على أخطاء المدرسة والمنزل في قتل القدرات الإبداعية للأطفال
كتب: رامي محمد
الابداع لدى الأطفال، كيف يتم اكتشافه وتنميته، باستخدام الرسم والفن؟ وهو ما حاول كتاب
“التفكير الإبداعي والتعليم المبني على الفنون” للكاتبان ماري جالونكو و جون اسنبرج” وترجمة للعربية سهى عبد الرحيم طبال، الصادر عن دار الفكر للنشر والتوزيع عام 2013، وضع الخطوط العريضه للتفكير الإبداعي للأطفال.
عادة ما يساء فهم السلوك الإبداعي للأطفال من قبل الكبار غير المطلعين أو ضعيفي الحدس، فالطفل الذي يلعب ولديه طاقة ويشعر بالمتعه قد يطلق عليه البعض كثير الحركة، والطفل الذي يكون واثقا ومدركا فهو مغرور بالنسبة للبعض الآخر، أما الطفل المقدام غير المتفق مع آراء الآخرين، قد يعتبره البعض عنيدا، ويفضل غالبية الكبار الطفل الهادىء المطيع المؤدب الذي ينسجم بسهولة مع اقرانه، ومن هنا تكمن عملية أهمية تدريب المعلمين و أولياء الأمور على المفاهيم المتعلقة بالإبداع لدى الأطفال، لأن الأحكام الخاطئة من قبل بعضهم قد تؤثر بالسلب على مستوى تقدير الطفل لذاته، وتؤثر على تطوير الإبداع لديه.
ووفقا للكتاب: هناك مستويات وإبعاد مختلفة للإبداع، وكل طفل هو مبدع اذا أتيحت له فرصة ليكون ذلك، لكل شخص إمكانيات إبداعية، ولكن تطويرها يتطلب التوازن بين المهارات والضبط وحرية التجربة ومراعاة الأخطار، وهذا لا يعنى أن كل شخص سيقدم اختراعا رائعا، إذ أن المعلم الذي يقدم نشاط تعليما جذاب للأطفال فهو مبدع، والأم التي تقدم وجبات لذيذه بأقل تكلفه ممكنة فهي مبدعة، والطفل الذي يستخدم المعجنات في تنفيذ الديناصور الذي تخيله فهو مبدع، وحين نواجهه تحديات الحياة ونصر على مواجهة مشكلاتنا فنحن مبدعين.
ولابد من ملاحظة اختلاف التفكير الإبداعي بين الأطفال والكبار، حيث يبرع الأطفال في ثلاث خصائص تفكيرية ترتبط بالعبقرية الخلاقه، وهى الاستجابة للمثيرات الداخلية والخارجية، وقلة المحدودات، والقدرة على الانهماك بشكل كامل مع الأنشطة.
وأشار الكتاب: إلى تطور إمكانيات الأطفال حين يتفاعلون مع مشكلاتهم اليومية بصورة عميقة وافتراضية” أسئلة ماذا لو ” وكلما اكتسب الأطفال المزيد من الخبرات المتعلقة بالتفكير، وكلما تم تشجيعهم على البحث عن حلول فريدة وغير اعتيادية فإنهم يصبحون أكثر براعة، وثقة في قدراتهم على حل المشكلات، ويكتسبون في النهاية عادات التفكير الإبداعي، وبالمقابل فإن غياب فرض التفكير غالبا ما يتسبب في تلاشي الإمكانيات الإبداعية.
من الشائع أن نقول على الأطفال أنهم “متخيلن نشطين” ويعنى ذلك بأن الحدود بين الحقيقة والخيال لا تكون واضحة لديهم كما الكبار، ويعرف التخيل: بأنه القدرة على تشكيل صورة ذهنية غنية ومتنوعة أو مفاهيم عن الأشخاص والأماكن والأشياء غير الحاضرة، وذلك بخلق صور ومفاهيم ذهنية واضحه ومحددة أو أمور يعتقد بأنها مستحيلة أو غير ممكنة حاليا.
وأكد الكتاب على أهمية تحفيز التفكير الإبداعي لدى الأطفال، وتقع تلك المسؤولية على الكبار بتطوير المصادر الغنية بالتخيل والفضول والإبداع والمتعه والتي تتناسب مع خصائص مرحلة الطفولة، وتهدف الي تميز التفكير الإبداعي “خارج الصندوق” كعناصر أساسية للافكار الإبداعية.
قد يكون من المحزن أن نعلم بأن هناك مسؤولية يتحملها نظام التعليم، في إحباط إمكانيات الإبداع لدى الأطفال، والذي يتضح جاليا من خلال بعض الممارسات التعليمية، فعندما ينضج الطفل يتراجع تفكيره الإبداعي، وغالبا ما يتوقف في سن الخامسة، وأن هناك ميل في جميع أنحاء العالم، بأن يصبح الأطفال في سن التاسعة والعاشرة تقليديون ومتوافقون، وعندما يصل الطفل لمرحلة البلوغ يعتقد بأنهم لابد أن يتصرفوا مثل اقرانهم، لذا قد يتراجع تفكيرهم الإبداعي أو يتلاشى، ورغم ذلك قد يظهر تفكيرهم الإبداعي مرة اخري عندما تفتح لهم الطرق بشكل يميز تفكيرهم الإبداعي بعيدا عن العمليات التعليمة.
ويمكن التغلب على تلك الأزمة إذا إتبع المعلمون بعض الإرشادات وقاموا بتطبيقها، مثل خلق الظروف المناسبة والتى تساهم في توزيع الأدوار والمواضيع والأنشطة بمرونه كبيرة، مع توفير التحديات والأدوات التعليمة المرنه، وتوفير فرص متنوعه لاستخدام مختلف الأدوات في أوضاع مختلفة، وتهيئة جو صافي يوفر حلولا متنوعة.
ويجب نوفير الدعم والتغذية الروحية لحل المشكلات، وتقديم نموذج للفكر المبدع، مع تحمل الغموض وتقبل مختلف الحلول، وتمكين الأطفال من المشاركة في المشاريع مع الشركاء الذين يختاروهم بأنفسهم، والاستمرار في إيجاد المعرفة الواقعية بشكل تعاوني.
ويجب تشجيع السلوك المنعزل البناء، وأخذ أسئلة الأطفال بشكل جاد وتحمل الأخطاء الجرئية، ومساعدة الطلبة على تحمل كيفية التعامل مع الإحباط أو الإخفاق، وتحديد مكافأة للابداع بقدر يوازي الدقة، مع تعليم الاستراتيجيات الإبداعية بنشاط.