كتبت ــ غادة سويلم
ابتكارات حديثة اطلقتها شركة جوجل، وعدد من الشركات العالمية، لتسهيل الحياة على أصحاب الهمم، خاصة ذوى الإعاقة الحركية، فى إحدى مراكز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بـ جورجيا.
كيف كانت البداية؟
عندما تخرج “ماثيو طومسون”، من المدرسة الثانوية في عام 2010، كان والديه متخوفين من خطواته التالية. يعاني “ماثيو”، من شكل نادر من ضمور العضلات.
وهي حالة غير قابلة للشفاء. تسبب ضعفًا تدريجيًا في الجسم، وتتطلب المساعدة في القيام بأنشطة يومية. مثل: تنظيف أسنانه بالفرشاة. لكن مثل أي شاب بالغ، أراد شكلًا من أشكال الاستقلال.
شرع والده، “ريك طومسون”، في العثور على منشأة سكنية للشباب ذوي الإعاقات الجسدية.
ولكنه عاد بدون تحقيق هدفه، فمعظم الأماكن التي مر بها، كانت تلبي احتياجات كبار السن، أو الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. أو التنموية فقط.
ومن هنا، كانت شرارة انطلاق الفكرة لديه، من خلال إنشاء مركزًا لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.
كما استهدفالمركز من هم فى حالة ابنه، من خلال إنشاء Champions Place، أو “مكان الأبطال”، في “جونز كريك”، بولاية جورجيا.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، سلطت فيه الضوء على هذا المشروع الجديد.
أوضح التقرير، أن منشأة “مكان الأبطال”، هى سكن للشباب من ذوي الإعاقات الجسدية، تطور ليصبح مركزًا لأبحاث المستخدمين للشركات التي تطور منتجات وابتكارات لذوى الإعاقة الحركية.
تهدف المساحة، أن تكون متاحة بالكامل للأشخاص الذين يعانون من حالات مثل السنسنة المشقوقة – (التي تَبرُز فيها الأغشية والأعصاب الشوكية عند الولادة، وتُشكِّل كيسًا على ظهر الطفل) – والشلل الدماغي، والذين يعتمد غالبًا المصابين بتلك الأمراض على كرسي متحرك.
كما يهدف أيضًا “مكان الأبطال”، إلى أن تكون المنشأة، مركزًا اجتماعيًا لأعضاء Titans، وهي المجموعة الرياضية من ستخدمى الكراسي المتحركة، والتي أنشأها “طومسون”، مع خمس عائلات أخرى في عام 2009.
يقول “طومسون”: “يمكن أن يؤثر هذا الجزء من مهمتنا بشكل إيجابي على حياة الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من إعاقات”.
ماذا تقدم جوجل لدعم ذوى الاعاقة؟
“إذا كنت تعمل مع الكثير من الأشخاص بمختلف احتياجاتهم، بهدف توسيع مجموعة المستهلكين لديك. فعليك أن تبتكر منتجاتك لتكون أكثر فائدة لعدد أكبر من الأشخاص، وبالتالي ستزداد أرباحك”.
تقول جريس جون، الأستاذة المساعدة فى تصميم الأزياء، والتصميم الشامل بمدرسة “بارسونز “، للتصميم في نيويورك.
كما تعد شركة تومي هيلفيجر التابعة لشركة PVH Corp وشركة Google التابعة لشركة Alphabet Inc من أوائل الشركات التي تزود Champions Place بمنتجات مقابل تعليقات المستخدمين.
العلامات التجارية الشهيرة لم تكن بعيدة عن هذا المفهوم.
علامة الأزياء تومي هيلفيغر، والتى تقوم بصناعة ملابس فريق Titans منذ عام 2018 ، قامت بتوفير مفروشات وأثاثًا ، بالإضافة إلى ملابس تناسب احتياجات الفريق.
كما تم تصميمها لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على ارتداء الملابس بسهولة أكبر باستخدام مميزات مثل رفع سحابات البنطال بيد واحدة، وأزرار مغناطيسية وخصر قابل للتعديل.
يقول مؤسس الشركة والمصمم الرئيسي، تومي هيلفيجر،: “مع الملابس الملائمة لإحتياجات ذوى الإعاقة. ندرك أن احتياجات الملابس والتحديات تستمر في التغيُر.
لذلك من المهم بالنسبة لنا، أن نستمر في وضع المستهلك في قلب عمليتنا الانتاجية، والعمل مباشرة مع المجتمع حتى نتمكن من ابتكار مجموعاتنا، بناءً على تجاربهم لما نقدمه لهم..
ونعرف، هل ما نقدمه يتوافق مع متطلباتهم أم لا؟”.
جوجل وذوي الإعاقة الحركية.. دعم مستمر لعدة سنوات
جوجل العملاقة، لم تغب عن المشهد لدعم ذوى الاعاقة فى “مكان الأبطال”. فقد قدمت أجهزة لمساعدة ذوى الإعاقة على التحكم في بيئتهم عن طريق أوامر صوتية. من بينها:
Nest Hub Max
هذا الابتكار، يمكن للمقيمين تشغيل عناصر مثل الستائر والأبواب. كما قدمت الشركة، أواني الأكل المصممة للأشخاص الذين يعانون من امرض الرعاش واعاقات خفيفة فى حركات اليد والذراع، تسمى Liftware. والتي تنتجها Verily، قسم علوم الحياة في مركز “الفابيت”، لأبحاث أمراض وعلاج ذوى الإعاقة.
Jacquard by Google
قدمت جوجل لذوي الإعاقة الحركية، سترات ذكية، تُعرف بإسم Jacquard by Google. والتي تسمح لمرتديها بالتحكم في بعض التطبيقات على هواتفهم الذكية، عن طريق تنظيف منطقة الإستشعار على الهاتف.
Project Euphonia
بحسب ما ذكرته، “كيندرا لوكوكو”، مديرة البرامج المجتمعية في جوجل، فإن عددًا قليلاً من نزلاء “مكان الأبطال”، يختبرون Project Euphonia، وهي مبادرة من جوجل تهدف إلى تدريب تقنية التعرف على الصوت لفهم الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الكلام.
يأمل “طومسون” أن ينجح في العمل مع المزيد من الشركات التي تتطلع إلى اختبار المنتجات التي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية على أن يصبحوا أكثر اعتمادًا على أنفسهم.
حول أهمية اختبار ذوى الاعاقة لتلك المنتجات بأنفسهم، ترى احدى المشاركات فى “مكان الأبطال”، انها تجرية جيدة تُمكنهم من التعرف على ما يصلح له وما لا يتماشى مع احتياجاتهم، من أجل الحصول على منتجات جديدة أولاً قبل أي شخص آخر”.
ومع ذلك.. هناك خيارات أخرى لا تزال منقوصة
مع كل ما يقدمه “مكان الأبطال”، الا ان الامر ليس بهذه السهولى لدى الاخرين من اصحاب الاعاقات الاخرى، “سارة ويلز”، ترى إنها ستظل على الأرجح تعيش مع والديها أو ستقيم في منشأة للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية إذا لم تجد غرفة في “تشامبيونز بليس”، لافتة إلى أنه هناك أيضًا فرصة للانتقال إلى دار لرعاية المسنين، مثلما أُجبر بعض الشباب على ذلك.
ومع ذلك.. تدعم مؤسسة “مجتمع الابطال” Champions Community Foundation ما يقرب من 33٪ من نفقات التشغيل السنوية لـ Champions Place، والتي تتقاضى ما بين 1050 دولارًا و 1450 دولارًا شهريًا اعتمادًا على احتياجات نزلائه. حيث يوفر برنامج المنح الدراسية الممول من مؤسسة كوكاكول، لثلث سكان جورجيا خصمًا إضافيًا بنسبة 50٪ ؛ وتبقى المشكلة الأساسية، أن هؤلاء المستأجرين لن يكونوا قادرين على شراء غرفة في تشامبيونز بليس بدون مساعدة إضافية.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
تفاصيل الحصول على قرض البنك الأهلي يصل إلى 2 مليون جنيه
وزارة التعليم العالي تكشف إمكانية دمج امتحانات الفصلين الدراسيين بالجامعات