دراسة تكشف خطر إصابة الأطفال بالتوحد مع استخدام التابلت والايباد
كتب:رامي محمد
قدم الدكتور فكري لطيف متولي أستاذ التربية الخاصة المساعد، بمشاركة للدكتور خالد غازي أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية جامعة شقراء،دراسة تكشف خطر إصابة الأطفال بالتوحد مع استخدام التابلت والايباد.
قاموا من خلال دراسة حالة الطفل ذوي اضطراب التوحد، وكشف عن خصائص الطفل ذوي اضطراب التوحد الناتج من استخدام الأجهزة الذكية.
وركزت الدراسة على العلاقة بين الإصابة بسمات طيف التوحد والاستخدام المفرط للأجهزة الذكية، للأطفال في السن المبكر.
واعتمد الباحثان على المنهج الاكلينيكي على دراسة حالة واحدة لطفل مصاب بالتوحد، وخرجت نتائج البحث تؤكد أنه كان يسود الاعتقاد الخاطئ بأن التوحد سببه في الأساس خلل وراثي أو جيني وذلك خلال السنوات الأخيرة، إلا أن اتجاه الباحثين إلى احتمالات أن تكون البيئة المحيطة بالطفل والعوامل الخارجية لها اليد في الإصابة بهذا الاضطراب، و هو خلل تتضح أعراضه في الطفولة المبكرة وترتكز بوضوح في التواصل الاجتماعي، ومن هنا تثبت أطروحة الإصابة بالتوحد نتيجة التعرض المباشر للأجهزة الذكية لفترات طويلة في السن المبكر.
ووفقا للبحث الذي حصل موقع “نساعد” على نسخه منه، أشار إلى أن في حالة الغزو التكنولوجي، والذي يستهدف الأطفال بشكل خاص، نجد الآباء في حيرة شديدة من أمرهم في عملية ضبط استخدام أطفالهم الأجهزة الذكية، وخاصة “الايباد” لسهولة حمله وجاذبية التطبيقات، والتي تحاكي جميع الأعمار.
وتزايد بشدة في الفترة الأخيرة استخدام الأطفال دون سن السنوات الخمس أجهزة الحاسب اللوحية مثل “التابلت والايباد”، وبعض الأسر تسمح لأبنائهم باستخدامها
وعمرهم ما زال ستة أشهر، ما قد يصيبهم بإدمان استخدام تلك الأجهزة، دون ملاحظة الأهل لمخاطر النتائج وضرورة معالجتها.
واستعرض البحث أثار الأجهزة الذكية على الأطفال والشباب والبالغين الذين يعانون من التوحد ، حيث كانت الأجهزة الذكية هي الأكثر استخداما في منطقة معيشة العينة، وكانت تستخدم للتعليم والتدريب على الحياة اليومية والمهارات، والاتصالات، والمشاركة الاجتماعية، والإدارة الذاتية، والمهارات الاجتماعية.
وخرجت النتائج تؤكد أهمية الأجهزة الذكية في تعديل وتحسين سلوكيات المصابين بالتوحد في المرحلة العمرية من 22 عام فأكثر، في حين كانت النتائج سلبية للأطفال الأقل عمرا، حيث أدت الأجهزة الذكية إلى تشتيت الانتباه، وضعف الاستجابة للبرامج الموجهة.
ومما سبق يثبت أن استخدام الأجهزة المحمولة للأطفال دون سن اثنا عشر عاما، تسبب مضاعفات خطرة على صحتها، “فجمعيتا الأطفال الأمريكية والكندية” شددتا على ضرورة عدم تعرض الأطفال الذي يقل عمرهم عن سنتين للتكنولوجيا والأجهزة الذكية، والاكتفاء بساعة واحدة فقط باليوم للأطفال بين 3-5 سنوات وساعتين حتى 22 سنة.
وهناك أسباب أدت إلى وجوب حظر الأجهزة المحمولة للأطفال طفال دون سن اثنا عشر عاما منها النمو السريع للدماغ، إذ إنه في أول سنتين يكبر حجم الدماغ ثلاثة أضعاف، ويستمر نمو الدماغ بمعدل أقل حتى عمر 12 سنة
خاصة أن تطور وتقدم النمو العقلي يعتمد على التعرض لحملات مستفزة وبيئية مختلفة، فإن كثرة استخدام التكنولوجيا تقلل من التفكير والإبداع، وتزيد حالات التوتر والقلق وتؤثر سلبا على تطور العمليات العقلية .
وكان للأجهزة الذكية الدور الرئيسي في ظهور طيف التوحد، وهكذا تحدد المشكلة، ويبقي السؤال ما دور الأجهزة الذكية في الإصابة بطيف التوحد لدى الأطفال؟
أكد البحث على دور المعلمين ويجب أن يقضى قدرا كبيرا من الوقت في إبقاء الطلاب المصابين بالتوحد في استخدام الأجهزة الذكية، والاحتفاظ بسجل مفصل لتقدم الطالب أثناء التدريب، فالحاسوبة الملموسة ولا سيما الأشياء الذكية يمكن أن تساعد المعلمين على التعامل مع المشاكل التي تواجها خلال التدريب المتميز من الطالب الذين يعانون من مرض التوحد.
وقدمت الدراسة نظام “T3” وهو جهاز يحول الأشياء العادية إلى أشياء ذكية، التي تعزز التفاعل، ولديها قدرة على التسجيل التلقائي لتقدم الطلاب وتخفيف العبء على المعلمين.
وبالرغم من المساوئ والسلبيات العديدة “للأبياد والتابلت” إلا أن له بعض الفوائد، ومنها الاغراض التعليمة، شريطة أن يكون استخدامها تحت إشراف المعلم أو ولي الأمر، وهي أغراض محددة الهدف والمضمون، وكذلك استخدامه في أدوات البحث عن المعلومات وحفظ القرآن الكريم والتسلية والترفيه، بشرط وجود وقت محدد لا يزيد عن الساعة يوميا، ويوجد أيضا تطبيقات في الايباد، قد تكون مفيدة للأطفال في علاج النطق واللغة والتوحد.
وتوجد عدد من الخطوات لعلاج إدمان الأطفال استخدام الايباد والتابلت، منها تقليل استخدامهم تدريجيا، لتكون نصف ساعة يوميا، تقل تدريجيا كل يوم 5 دقائق، حتى تصل إلى صفر، مع عمل جدول من النشاطات الحركية للطفل، مثل تنظيم دروس رياضية لهم، كالسباحة وكرة القدم، ومحاولة إيجاد العاب جديدة لصرف نظر الطفل عن استخدام الحاسوب.
وقدم البحث، نصائح للأسرة بعدم التباهي عندما يجدون أبنائهم الصغار يستطيعون التعامل مع الأجهزة الذكية، وهم لا يعلمون حجم الأضرار التي ستقع عليهم سلوكيًا ونفسيًا؛ نتيجة الاستخدام المفرط لتلك الأجهزة. فاستخدام الأجهزة ذات خاصية اللمس لأطفال دون الخامسة تعمل على ضعف عضلات أصابع الأطفال الصغار، وبالتالي التأخر في القدرة على الكتابة، وضعف في المهارات الحركية نتيجة الجلوس لفترات طويلة .
بالإضافة إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية، يليها المشكلات التربوية ثم المشكلات النفسية، كما تبين أن هناك فروقات ذات دلالات إحصائية في المشكلات السلوكية جراء استخدام الهواتف الذكية.
وخلاصة القول في تفسير حالة الطفل التوحدي وعلاقتها بالأجهزة الذكية أنه كان يسود الاعتقاد الخاطئ بأن التوحد سببه في الأساس خلل وراثي أو جيين وذلك خلال السنوات الأخيرة.
إلى أن البحث طرح احتمالات أن تكون البيئة المحيطة بالطفل والعوامل الخارجية لها يد في الإصابة بهذا الاضطراب، وهو خلل تتضح أعراضه في الطفولة المبكرة وترتكز بوضوح في التواصل الاجتماعي وهنا تثبت أطروحة الإصابة بالتوحد نتيجة التعرض المباشر للأجهزة الذكية لفترات طويلة في السن المبكر .
وخلصت الدراسة الى عدد من التوصيات :
التأكد من عدم تعرض الطفل للأجهزة الذكية أكثر من ساعة يوميا .
توفير بيئة تساعد على النشاط الذهني الطبيعي للأطفال لاستنفاذ طاقتهم
المتابعة المستمر ة لأطفال التوحد في الأنشطة الحسية والجسدية تساعد على تعديل سلوكهم دون أعراض جانبية.