مقالات الرأىسلايدر

دكتورة سحر خير الله تكتب .. تجنب الجدال والتصعيد مع المراهقين

 

يشتكي عدد من أولياء الأمور من أبنائهم في مرحلة المرهقة، حيث لا يتعمد أن الابن أن يكون فظًا ولكن الجدال من علامات تمرد المراهقين.

يسعى الأبناء من الجنسين في هذا السن، أن يصبحوا أشخاصًا مستقلين عن أفكار وآراء آبائهم؛ وهذا يمكن أن يؤدى إلى حدوث نزاع وشجار.

هنا قد يكون أبنك محيرًا وجارحًا إذ ينقلك إلى منطقة أخرى في الحوار .

إذا وجدت نفسك بالفعل وسط جدال يتصاعد معه فماذا تستطيع أن تفعل لكي تمنع أو تخفف من الجدال؟

أولًا: حافظ على هدوءك وتركيزك النفسي والعقلي:

ثانيًا: تجنب النزاع وأبقى صوتك هادئًا ومنخفضًا.

ثالثًا: خذ بعض الأنفاس العميقة الطويلة من الأنف وأخرج نفس تلو الآخر من الفم ولكن تأكد من أن زفيرك لا يبدو وكأنه تنهيدة حتى لا تستفزه.

رابعًا: إذا احتدم الجدال ووصل الى طريق مسدود ووجدت أنك على وشك أن تفقد أعصابك فلا تستمر فى النقاش.

لأنك قد تفقد قدرتك على حل المشكلة التي تسببت في نشوب الجدال وقد تقول أشياء تندم عليها بعد ذلك.

أخبر ابنك أن المناقشة صعبة وأنك بحاجة الآن إلى إنهاء الحوار مؤقتًا في الوقت الحالي.

ويجيب أن تعود إلى مناقشة الموضوع قريبًا، أما إذا كان الموضوع لا يحتمل التأجيل هنا عليك أن تأخذ وقت للراحة.

أو أشرب كوب قهوة، أو أخرج لتمشية قصيرة اختار ما يلائمك؛ حتى تعطتى لنفسك مساحة للتهدئة وللتنفس الصحيح.

وجمع شتات أفكارك ثم عود إليه لاستكمل المناقشة.

خامسًا: إذا كان ابنك يتحداك أو يتصرف بوقاحة معك أشرح له بهدوء أنك لن تقبل مثل هذا السلوك من أى إنسان آخر.

أخبره أنه إذا أصر على الحديث معك بهذا الشكل لن تستمع إليه مثل أي إنسان آخر يسئ إليك واتركه حتى يتعلم الدرس وأن سلوكه غير مقبول .

أما إذا استسلمت لغضبك وصرخت في وجهه فإنك ستشعره أنه نجح في لفت انتباهك.

أقتل طريقته الوقحة في مهدها وتمسك بأسلوبك هذا معه إذا تكررت الوقاحة منه.

قلل الأضرار:

تأكد من عدم تحويل الجدال الحالي إلى “هجوم شامل” منك عليه، في بعض الأحيان عندما تكبت غضبك من أشياء عديدة فعلها ابنك من قبل.

تحت مسمى المحافظة على السلام وعدم التصعيد بذلك يمكن أن تحول أي جدال إلى هجوم شامل على حياة ابنك “سلوكه ، اصدقائه ، مظهره ، لغته “.

ويستمر السيل بلا توقف و لكي تتجنب ذلك تأكد من التزامك بموضوع الجدال فقط.

تجنب المبالغة في عرض القضية لا تنزلق إلى فخ استخدام كلمات مثل دائما وأبدًا.

مثلًا تقول له أنت لا تفعل أي شيء من غير خناق أو أنت دائما تترك حجرتك بدون ترتيب.

حدد المشاكل فى السلوك وليس فى أبنك مثلاً لا تصفه بالأنانية لأنه يطلب كثيرا من المال.

ويهتم بنفسه وبطلباته ولا يراعى احتياجات أشقائه بل اشركه في ميزانية البيت.

وأخبره بالدخل والمنصرف، وأنه يجب مراعاة كل الطلبات الأخرى لأفراد الاسرة.

شجعه على التفكير في تأثير سلوكه على الآخرين مثلاً أخبره أنه عندما يتأخر خارج المنزل لا تستطيع النوم من قلقك عليه.

وعندما يترك أشياءه في كل مكان مبعثرة بالمنزل، وتقوم الأم بجمعها فهذا جهد إضافي على صحتها.

ثالثا: أجعل لغتك غير تصادمية وتجنب النقد والاتهامات وإعطاء الأوامر:

وفر خيارات أو بدائل بدل من إعطاء أوامر صارمة فهذا الجيل له اهتماماته.

فمثلاً بدل من أن تقولي لابنتك “أغسلى الأطباق” قولى حتغسلى الأطباق قبل العشاء أو بعد ما تخلصي تصفح الفيسبوك.

وإن كان ردها التمرد وعدم رغبتها في غسيل الأطباق قولي لها أن هذا ليس من بين الخيارات .

لا تخش الاعتذار إذا وجدت نفسك مخطئ أو قلت له شيء جارحاً.

كما لا تطلب من أبنك تقديم اعتذار لك إذا لم يتقدم به هو من تلقاء نفسه.

فإن اضطرابات الهرمونات وتغييرات النمو التي يمر بها قد تدفعه إلى التصرف بشكل غير لائق أو معتاد في بعض الأحيان.

وقد لا يستطيع السيطرة على ما يقوله وقد يظهر الرضا على ما قاله وقت المناقشة إلا أنه يندم على ما قاله.

أنت كأب أو أم انتظروا حتى تهدأ الأمور، وأشرحوا بهدوء أن سلوكه غير لائق وبعيد عن المودة والحب .

رابعًا: ضع قواعد لمنع الشجار مع الأخوات

شجعهم على حل مشاكلهم وخلافاتهم مع بعض باحترام ولأنهم ليسوا صغار وأخبرهم أن المناقشة هي تبادل للآراء.

ولكن الجدال هو تبادل الجهل والتسلط؛ وإذا احتدم الأمر وأصبح تدخلك ضروريًا.

هنا عليك أن تلعب دور الوسيط الذي يسهل الاتفاق اجلسوا معا كعائلة بعيدًا عن العواطف المشحونة مع إعادة شرح وجهات النظر فهذا يعلمهم كيفية الحوار بهدوء.

قد يتشاجر أبنك المراهق مع أخواته كنوع من الغيرة لأنك تميز أحدهما عنه.

كن أمينًا مع نفسك في علاقتك مع كل أبناءك وعندما تشعر بأن إحساسه لا أساس له من الصحة.

فكر فربما أبنك يشعر باحتياجه إلى مزيد من وقتك وانتباهك واهتمامك وحبك في الفترة الراهنة لذلك خصص وقت له لتشعره بالأمان.

لا تعقد مقارنة بين أبناءك، دعهم يعرفوا أنك تقدر قدرتهم الخاصة.

وأنهم جميعاً مختلفون ويملكون مهارات وقدرات مختلفة.

بهذا سوف تساعد الذي يشعر بعدم الثقة وينعكس ذلك في سلوكه المتمرد بأن يبحث عن مواطن قوته ويطورها.

إذا كان أبنك لا يحترم خصوصية أفراد أسرته والملكية الخاصة لهم ويدخل الغرف لاستعارة بعض الأشياء.

أو للتطفل دون استأذنهم؛ يجب أن تخبره بحزم بأن هذا سلوك غير مقبول.

ويجب أن توفر لكل شخص من العائلة مساحة من الخصوصية.

فمثلًا إضافة بعض الأقفال إلى الدواليب أو لأبواب غرف النوم.

كن مستعدًا للتغاضي عن الأشياء البسيطة الذي يقوم بها أو يفعلها ليصبح لدى ابنك أشياء أقل للتمرد عليها.

حاول أن تكسر دائرة الغضب والتذمر والجدال التي قد يدخل فيها أبنك معك امدحه لفعله شيءً مفيد.

وأيضًا حافظ على التواصل الجسدي معه كأن تأخذه في حضنك عندما تشعر أنه بحاجة لهذا وحاول أن تشعره بالحب.

خاصة أن المراهقين قد يشعرون بالوحدة وبالحاجة الى الحب فى هذه المرحلة الانتقالية الصعبة بين الطفولة والرشد.

وربما يشعرون أنهم قد صاروا أكبر من أن يظهروا مشاعر الحب لك. و في الحقيقة نحن جميعًا نحتاج الى اللمسة الإنسانية .

وتذكر دائمًا أن ركوب أمواج التغيير أثناء مرحلة المراهقة يمكن أن يضغط على أعصابك لأقصى حد.

لكن اتبع الأسلوب الصحيح والعملي والثبات على ما تقوله وتفعله يرسم مستقبل أبنك .. دمتم وأبناءكم بخير.

متابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا   

اقرأ أيضًا 

الدكتورة سحر الله: المرأة عليها عبء كبير يفقدها التواصل بنفس الكفاءة (فيديو)

وزيرة التضامن: الأسر الأولى بالرعاية يعانون من مشكلات تتعلق بالثقافة المالية

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى