سلايدرمقالات الرأى

دينا حسين تكتب .. الإرهاب الخائف والإعلام الموجه

 

احتفلنا منذ أيام بالعيد 38 لتحرير أرض سيناء الغالية، أرض الفيروز التي شهدت أعظم قصص البطولات الأسطورية للجيش المصري، بطولات ملهمة أجبرت العالم كله على احترام هذا الجيش العظيم وعقيدته وقادته.

تحيي مصر يوم الشهيد، في التاسع من مارس كل عام، الاحتفال يوافق ذكرى استشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض، لكن ذكرى الشهيد باتت حاضرة دائمًا. دموع الأمهات في وادع أبناء في عمر الزهور بقد ما تحمل من ألم. توجه رسالة للجميع أن هذه السيدات تقدم أغلى ما تملك فداء لأرض وتراب هذا الوطن. وما زالت تقدم أبناءها شهداء الإرهاب دفاعًا عن الإنسانية، وكلما تزايد أعداد الشهداء يزداد زملاؤهم عزمًا وإصرارًا على استكمال المسيرة والتخلص من هذا الإرهاب البغيض أو ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم.

لم تمض أيام قليلة على الاحتفال بعيد التحرير، إلا وتم تنفيذ عمليه تفجيرية أخرى من الجماعات الإرهابية والخارجة عن القانون، والتي يبدوا أنها ومن يشبهوهم، لا يملكون شيئًا، سوي اغتيال الأبرياء والعزل والمدنيين، في محاولات دائمة لفرض وجود الكيان الإرهابي الجبان علي أرض الواقع.

المحاولات الإرهابية اليائسة الجبانة، لا تضرب إلا من الخلف، ولا تمارس إرهابها إلا على المسلمين والعرب والعزل والنساء والأطفال فلم نراها مرة واحده، منذ ظهورها وحتى الآن، تقاوم قوات الاحتلال في بيت المقدس، أو أعداء الوطن، وإنما رصدت كل جهودها إلى اغتيال الشرفاء والأبطال والمُخلصين.

أي قضية أو هدف يتيح لك اغتيال شرفاء الوطن وتفجيرهم، في شهر كريم وهم صائمين؟

من يتابع تمويل حملات الإعلام في التحريض على مصر الشهور الماضية يدرك أن محاولة الإرهاب للتحرك في سيناء ليست بعيدة عن الكثير مما يجري ويمس أمن مصر القومي بصورة مباشرة. ليست مصادفة أن يحاول الإرهاب أن يتحرك في سيناء، في نفس الوقت الذي تحشد فيه تركيا قوتها لدعم الإرهاب في ليبيا.

وفي الوقت نفسه أصدر مجلس جامعة الدول العربية قراره الذي اعتبر فيه إقدام إسرائيل على ضم الضفة الغربية جريمة حرب، وأعلنت مصر تمسكها بالقرارات الدولية وإدانتها لأي إجراءات من شأنها أن تضع العقبات أمام إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس العربية.

من يريد أن يشتت مصر عن دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية؟، من يريد أن يشعل الأوضاع على الحدود الشرقية والغربية في آن واحد. متابعة وسائل الإعلام وطريقة عرضها للحقائق تكشف الكثير.

فبينما بشاعة حقيقة هؤلاء الجماعات واضحة تمامًا أمام الجميع، نجد مؤسسات صحفيه وإخبارية كبيرة، طالما تغنت بالمهنية التي لا تطبقها، وبالشفافية التي لا تعرف عنها شيئًا، لا تخجل من الاستمرار في اتباع سياسيات تحريرية، اتبعتها كثيرًا من قبل فلم تغن عن الحقيقة شيئًا. تشير إلى الشهداء الأبطال بلفظ “القتلى”، ودون مواربة تدعم الإرهاب بوصفهم بـ”المسلحين”. هل لو وقع هجوم على جيش دولة أوربية ستشير القناة نفسها للإرهابين بالمسلحين؟

الإجابة رائحتها تزكم الأنوف من تعامل إعلامي ضاق به الكل، تربص بجيش دولة دافع عن الجميع، ووجود الجيش المصري وقوته حماية للمنطقة كلها من تمدد الإرهاب. قوة الجيش المصري تزعج حكام كثيرون بالمنطقة؛ تحولت أراضيهم إلى قواعد عسكرية لدول أجنبية.

ونحن نودع 10 من خيرة شبابنا، لا يجب أن نسمح أو نترك هؤلاء الشهداء يتحولوا إلى أرقام وفقط، إدراك قيمة الشهادة وإيفائها استحقاقاتها بقدر ما هي وفاء للشهداء، فإنها درس مهم للمجتمع يعزز من استعداده للتضحية، فالتحديات والأطماع بهذا الوطن لم تنته، ولن تنتهي، هكذا يقول التاريخ.

كان من الواجب علينا نحن أبناء الوطن من الإعلاميين أن نذكرهم ونكرر من جديد: عيب التزموا المهنية، ولو نسيتوها نعلمها لكم كما علمناكم أول مرة.

نذكركم أننا ندافع عن وطننا، ونردد قول الله بقلوب صابرة، ونية محتسبة أعمال هؤلاء الأبطال لوجه الله تعالى “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”. وندعو الله أن يربط على قلوب ذويهم.

الإرهابيين ليسوا أشخاص مسلحين، وإنما ميليشيات إرهابية، والشهداء من ضباط وجنود الوطن ليسوا قتلى، بل شهداء أبطال. والعمليات الإرهابية الخسيسة ليست مواجهات مسلحة.

فعلًا إذا لم تستحى .. أفعل ما شئت

دينا حسين إعلامية ومقدمة برامج بقناة Nile tv بالتلفزيون المصري

اقرأ أيضًا 

المالية: ارتفاع العجز الكلى إلى 7.8% وقانون الرسوم لزيادة الموارد ونسير على الطريق الصحيح

تاج الدين: من يحتاجون المستشفيات في الانفلونزا العادية 2% أما كورونا 19% .. ويكشف نسبة الوفيات

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى