دينا حسين تكتب .. لعلها بشرة خير
أصاب وباء كورونا العالم في مقتل، تعطيل كامل لمؤسسات الدول ومرافقها، في مصر الوضع مختلف. هناك ما لا يقل عن 25 مليون طالب في مراحل دراسية مختلفة. كيف ننهي العام الدراسي، وينتقل الطلاب للمراحل التالية؟
مشروع البحث الذي أقرته الوزارة به جوانب إيجابية، سيعلم الطلاب منهج البحث والاستنباط، ويشجع روح التعاون، لكن إقراره على المراحل الأولى للتعليم الابتدائي شابه علامات الاستفهام من جانب قطاع كبير من أولياء الأمور. تساءلت الأمهات عن طبيعة بحث بتلك الآلية لطفل في الصف الثالث الابتدائي.
لكن القرار بتعليق الدراسة كان ضروري ومُرضي للجميع، حتى لا ينتشر فيروس كورونا، فطبقًا لتعليمات واضحة من منظمة الصحة، يخضع العالم كله لحظر منزلي، قد يدوم لوقت أطول أو ينتهي سريعًا، حسب انحسار الفيروس وضمان سلامة المواطنين من العدوي التي تنتشر بسرعه البرق، إذا لم يلتزم كل مواطن بتعليمات الدولة حرفيًا وبشكل جاد.
فرضت هذه الحالة الاستثنائية مجموعة من التغييرات والتحولات لمواكبة المرحلة، أبرزها التحول الرقمي وممارسة عدد كبير من الأعمال والوظائف التي تم تعليقها، ففي وسط الأزمة وتداعياتها، بدأ العالم في استعادة تلك النشاطات المعلقة، ولكن عن بعد.
وهنا يجب الإشادة بالتحول الرقمي التي اتبعته المؤسسة التعليمية، فكرة التعلم عن بعد، ليست فكرة وليدة اللحظة. وكانت تستخدم، في أطر محددة منذ فترة، حيث يتلقى الآن جميع الطلبة في مدارس الدولة المعلقة، دروسهم عن بعد ويتم تقييم الطالب واجتيازه الاختبارات أيضًا عن بعد .
ومنذ أن تم إطلاق برامج الدراسة عن بعد، والأمهات والأسر في حالة جدل بين مؤيد ومعارض.
فمن ناحية يري البعض أن المواطنين ذوي القدرة المحدودة، وضعهم غير مؤهل لتلك التجارب، وبعضهم ليس لديهم وسائل انترنت من الأساس، أو أجهزة الحاسب الآلي التي يستخدمها الطالب ويتواصل عليها، ولذا كانت المخاوف.
فريق أخر يرى أن هذا الأمر كان مقررًا له أن يعمم حتى قبل الوباء ولكن ربما لم تكن هناك نية جادة فعلًا لتحقيقه
لكن بعد أن بدأ الجميع تطبيقه لظروف الوباء، ومع الاعتراف بوجود سلبيات خاصة أنها التجربة الأولى. وفي ظروف استثنائية.
اتفق الغالبية العظمى من أولياء الأمور على آراء منها:
أن التعليم عن بعد قام بتوفير عامل الوقت والمال المهدر في الانتقال من وإلى المدارس، والبقاء داخل الفصول التعليمية، وتكلفة الخدمات التي تقدم من مرافق خدمية، بالإضافة إلى العاملين والأدوات المستخدمة في العملية التعليمية، فمن خلال التعليم عن بعد، يستطيع الطالب أن يتلقى نفس الدروس، وهو في مكانه بدون عناء التحرك، مما سيتيح له فرصة توجيه جهده إلى التركيز على تحصيل الدروس والارتقاء بأدائه والتفكير والإبداع بدلًا من الحفظ والتلقين.
وللحق، فقبل عام واحد وحتى قبل الأزمة، كان وزير التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، قد عمل وبجهد، على توزيع الحاسب الآلي، وأجهزة التابلت، لإتاحة الفرصة لكل الطلبة باستخدامه في كافة المواد التعليمية وفي الامتحانات. وكأنه كان يري المستقبل.
التحول الرقمي ضرورة حتمية لكل الشعوب، وفي أغلب المجالات، وتحمل مشاكل بداية التطبيق أمر حتمي. خاصة أن التحول سيأتي لا محالة سواء كانت الدول متقدمة، أو لازالت دولة نامية.
ولكن تبقي هناك أسئلة وتحفظات تنتظر الإجابة من صانع القرار ..
هل أولياء الأمور على استعداد لمواكبة هذا التحول؟
وهل المعلمين أيضًا مؤهلين لنقل المعلومة بنفس القدرة والجودة عبر شاشه وعالم افتراضي؟
كيف سيقوم الطالب نفسه بإدارة كل الأمور المتعلقة بالدراسة، وينجح في ذلك؟
أما الأهم ما مدى جدية، وعامل المصداقية في الاختبارات التي سيتم أداؤها on line؟
هل فعلا نحن جميعا في استيعاب واستعداد كامل، للتخلي عن الكتب الورقية والتعامل بالإلكترونية. الـ E books ؟، مع مراعاة الأسر الأقل دخلًا. وأعداد الطلاب في القرى والمحافظات المختلفة، وقدرة شبكة الإنترنت على استيعاب هذا الكم .
إذا كانت الإجابة نعم، فأهلًا بالتغيير.
دينا حسين إعلامية ومقدمة برامج بقناة Nile tv بالتلفزيون المصري
اقرأ أيضًا
طبيب: تشريح جثث ضحايا كورونا أظهر مفاجئة قد تساعد في إنقاذ أرواح المصابين