(نهار داخلي غرف الشات)
قال لي صديق من ذوي الإعاقة الحركية وهو يحاورني ولا يخفي شماتته مني، وضاحكًا انا أكثر منك نفوذًا، وسوف يرشحني حزبي الكبير المسيطر على الساحة ولا جدوى لما تفعلونه من عقدكم لاجتماعات للصم وضعاف السمع هنا وهناك. أتابعك وأشفق عليك من التعب والسفر والمجهود بلا طائل.
مصدوما فهمت كلامه الذي قاله لي وخرج من شفتاه
نفس تلك الشفاة التي يوضح لي بها أنه لا مجال مفتوح أمام ذوي الإعاقة السمعية لنيل حقوقهم السياسية وتحقيق أحلامهم هي نفسها التي قدم لي بها العديد من الوعود لتحقيق نفس تلك الأحلام حتي يكون في صدارة مشهد صنعه الصم بقوة حشدهم وإيمانهم الطيب بأن أحدا ما قد يتبني مشاكلهم فما بالنا وذلك الشخص من نفس (كار الإعاقة كما يقولون)
نعلم ونعي كمثقفين من الصم وضعاف السمع إن ذوي الإعاقة الحركية هم ضمن شرائح الإعاقة المختلفة مثلنا نلتقي معهم في أهداف عامة وأحيانًا ثانوية تخص حقوقنا ومكتسباتنا
ولكن من عمق ذلك الوعي نثق أنهم لا يمثلوننا ولا يجب أن نعطي لهم تلك الفرصة هذه المرة فقد أهدروا فرصًا عديدة سابقة ذادت من بؤسنا وحطت من كرامتنا، فهم وآخرون ضمن سبب نكبتنا على أصعدة مختلفة.
فهم يتميزون بالإقصاء، حب الظهور، القناعة بأن وجودهم كافي، وعدم الإيمان بالديمقراطية، تقديس جهل الأخرين ليستغلوهم.
قد لا يكونون كلهم هكذا ولكن المشهد مليء بمن اكتب عنهم
كل تلك الأسباب كانت كفيلة بأن نطلق مشروعًا انتخابيًا لترشيح عددًا من قيادات الصم ومثقفيهم ومنهم أنا لذلك شعرت أن علىًّ الترشح للبرلمان كمسئولية ألقيت على كاهلي.
(ليل داخلي ــ غرف الشات)
قال لي صديقاً يعمل بترجمة لغة الإشارة للصم مستفسرًا عن سر حملة الصم التي أنشر عنها بصفحتي عبر الفيس بوك .
أخبرته أنها انتفاضة لانتزاع الحق الدستوري بمباشرة حقوقنا السياسية كمواطنين، فضحك وقال وكيف ستتعاملون مع رئيس المجلس ووكلاءه ولجانه في حال نجحتم سوف تحتاجون لي لأترجم لكم وحتى المثقفين منكم سيحتاجون للترجمة فمترجم الإشارة يسمع جيدا، صدمت للمرة الثانية فهو شخص يفترض به القيام بعمل محدد مدفوع أو غير مدفوع يريد فرض وصايته علي أشخاص كاملي الأهلية مستغلا ظروف ليس للصم وضعاف السمع يد فيها.
لذلك شعرت أنني أريد أن أترشح لمحاربة هذه الظروف والوصاية
(نهار خارجي ـ قهوة الصم)
أجلس متابعًا صديقة لي تعمل بأحد الوزارات الحكومية وهي تناضل تعسفا بالعمل، وتحاربها شخصية قيادية بالعمل تظن أن الصم ناقصي أهلية ولا يجب ان يكون لهم مجالاً للرفض.
في العمل. صديقتي رفضت، وكانت نتيجة الرفض؛ إهدار حقها في الترقية وتم الاعتداء على حقها مرات، والمسئولة الحكومية سعيدة بتقديم نفسها حامية لذوي الإعاقة السمعية في وقت يتخرجون بأعداد كبيرة دون ثقافة وأمية كبيرة بالمعرفة والقراءة والكتابة في مكان يفترض أن دوره هو العكس.
لهذا شعرت بقوة إن الحل هو الترشح للبرلمان آملا في التصدي لتلك المسئولة ومن على شاكلتها
هذه الأسباب إلى جانب مشاكل مدينتي المحلة الكبرى وما تعانيه من أزمات يسببها أصحاب عقول لهم نفس نمط تفكير ما تكلمت عنهم
في بداية مقالي وهم ما بين فارض وصاية ظنا منه أنه ممثل الإعاقات الأوحد ويرفض تواجد غيره ولا يقبل سوي كرسيه المتحرك رفيقا في البرلمان. وأخر لا يتقبل فكرة وجودنا نوابا قبل وجوده واستفادته من خلف نجاحنا. ومسئولون فشلوا في تطبيق رسائل رئيس الدولة في تمكين كل الإعاقات بلا إقصاء لأحد منهم
يأتي ترشحي حلا في مواجهة هؤلاء ولست أنا فقط بل كتيبة مرشحين كاملة يتم إعدادهم في معركة هي معركة الـ 7 ونصف مليون شخص من الصم وضعاف السمع ونثق بالله أن ننجح فيها.
اقرأ أيضًا
المستندات المطلوبة وشكل الكشف الطبي وحجم الملف للتسجيل لبطاقة الخدمات المتكاملة
