رضا عبد السلام يكتب .. فلنتصارح: مواطن درجة ثانية
هذا الكلام قد يصدم به البعض بل قد يراه كلاما قاسيًا لكنها الحقيقة كما يراها من عاشها بنفسه أكثر من نصف قرن وعاشها مع كثير من هذا الكم من البشر في مصر والذي يمثل خمس عشرة في المائة من سكان هذا البلد هذه الحقيقة التي تقرر أن ذوي الإعاقة في مصر يعاملون على أنهم مواطنون درجة ثانية.
لماذا؟
لأن المواطنة تعني الحصول على الحقوق في مقابل القيام بالواجبات ومن أهم هذه الحقوق الحق في الحياة الكريمة فهل هذه الحياة الكريمة متحققة
تعالوا معي
في مجال الصحة إلى الآن الحصول على الخدمات الصحية لهم في منتهي الصعوبة لأنه من المفروض أن تكون لهم عيادات خاصة بهم أو أماكن خاصة لاستقبالهم في العيادات العامة وهذا غير موجود إضافة إلى أن معظمهم لا يستطيع الوصول إلى الخدمات الصحية وخاصة الأجهزة التعويضية المكلفة التي يجب أن تتحمل الدولة تكلفة هذه الأجهزة وهذا أيضا غير موجود وكل واحد من هؤلاء تضيع كرامته وتسحق من أجل أن يحصل على جهاز يستطيع به أن تلامس قدمه الأرض أو ترفع يده في الهواء لكي يقتنص رزقه ممن لا يريدون له العيش بكرامة.
في مجال التعليم ومن خلال معرفتي بكثير ممن أعرفهم من أهالي الأطفال ذوي الإعاقة لا يوجد مدرس مؤهل للتعامل مع هذه الفئة ولا توجد خطة مدروسة لدمج هؤلاء الأطفال ويوميا نقرأ في الصحف عن هذه الجرائم التربوية مع هؤلاء الأطفال إضافة إلي كم لا يحصي من المعاهد التعليمية التي تعامل هذه الفئة علي أنهم كم مهمل لا فائدة ترجي منهم وقد حكي لي أحد الآباء عن ابنه الذي عاني من التوحد الذي يحتاج لمعاملة خاصة الذي ضربه المدرس لأن الولد بطيء في الاستجابة والرد فلأنه غير مدرب ضاق بالولد وارتكب في حقه جريمة يستحق عليها ألا يقف في فصل دراسي بين تلاميذ مرة أخري
في الشارع وما أدراك ما الشارع بالنسبة لهذه الفئة فالأرصفة غير معدة لكي تسهل عليهم المرور ويقف يستجدي من يرفعه أو يوصله إلى المكان الذي يريد الوصول إليه إضافة إلى المصالح منها الحكومية أو غير الحكومية ليس هناك تفكير مطلقًا في تسهيل المهمة لهؤلاء فلا تجد حمامًا معدًا ولا سلمًا يستطيع الصعود والنزول عليه ولا مكانا لعمله يكون مهيئًا لكي يؤدي دوره في خدمة وطنه.
في الإعلام والفن وكلاهما يعرض أحيانًا نماذج رائعة في شكل محترم كتلك الأعمال التي أخذت عن أعمال أدبية كشخصية الشيخ حسني عن رواية إبراهيم أصلان مالك الحزين لكن الأكثر في الحقيقة من الصور تكون سلبية كالأقزام الذين يستخدمون للضحك الأبله الرخيص في الأفلام والبرامج أو المتسولين من هذه الفئة التي تتاجر بهم هذه البرامج والتي تمر بلا رادع ولا عقاب وكأن هذه الفئة وجدت في الحياة للتسول
وفي التعامل مع الهيئات الحكومية التي لا تعدم فيها من يتعامل بإنسانية وكرم لكن هناك للأسف بعض الموظفين الموكل إليهم التعامل مع هذه الفئة بتعامل معهم بقرف وبلا مسئولية وسأضرب مثلا واقعيا يشتكي منه الكثير جدا في هذا التوقيت إذ أن وزارة التضامن الاجتماعي قد حددت الإعاقات المحددة التي من حق أصحابها الحصول علي كارت الخدمات المتكاملة تطبيقا للقانون رقم 10 لعام 2018وعليهم أي يجهزوا أوراقهم ليسلموها لمكاتب التأهيل الواقعة في محل إقامتهم والآن تجد مر الشكوى من أنهم فعلوا كل ما طلب منهم ولم يحصلوا علي كارت الخدمات المتكاملة وأن الذي حصل عليه نسبة قليلة جدا والباقي سئم من السؤال وغير هذا كثير في التعامل في المصالح الحكومية
إذًا فلنتصارح
يجب أن تكون هناك آلية للتعامل مع هذه الفئة تحفظ لهم كرامتهم وتصون إنسانيتهم ويجب أيضًا تفعيل القوانين الخاصة بعقاب كل من يقصر في حقهم أو يسيء إليهم
فالأمم تقاس حضارتها بالتعامل مع هذه الفئة من أصحاب الهمم
اقرأ أيضًا
تخفيض عدد الأطفال إلى 50% .. وزيرة التضامن تعلن شروط وضوابط فتح الحضانات
ما هو الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية لمتابعة جهود رئاسة مصر الداخلية والخارجية؟
السيسي: لو عاوزين نحل المسائل الموجودة في مصر عاوزين أرقام هائلة جدًا.. تريلونات كتير أوي