سلايدرمقالات الرأى

سالي المُلا تكتب .. أعطِ تُعطَ

العطاء متعة لا يدركها إلا من أوتي قلب سليم.. وكما قال جبران خليل جبران: الامتناع عن العطاء سبيل الفناء.

هل كانت آن سوليفان المعلمة الأمريكية اليتيمة تعلم أنها وبرغم مأساتها الشخصية وبعطائها وقدرتها على الفهم والحب والاحتواء، ستكون سببا في معجزة يتحدث عنها الجميع في بقاع الأرض لسنوات وسنوات؟؟ وأن اسمها سيظل يٌذكر في التاريخ كواحدة من أعظم امثلة العطاء والحكمة؟

ولدت جوانا مانسفيلد سوليفان، والتي أطلق عليها لاحقا اسم آن في الرابع عشر من إبريل عام ١٨٦٦ بمدينة فيدينج هيلز بولاية ماساتشوستس الأمريكية لأب وأم فقيرين من المهاجرين الأيرلنديين الذين هاجروا للولايات المتحدة الأمريكية إثر المجاعة الكبرى التي حدثت في إيرلندا من عام ١٨٤٥ وحتى ١٨٤٩.

في عمر الخامسة أصيبت آن بمرض بكتيري يصيب العين، يطلق عليه اسم التراخوما والذي تسبب في إصابتها بفقد بصر جزئي، وفي سن الثامنة فقدت آن والدتها نتيجة لمرض السل ،وبعد عامين تركها والدها هي وأخاها وأختها الأصغر وهرب لعدم قدرته على ترببتهم، نتيجة ذلك أودعت آن وأخاها ملجأ تويكسبري، والذي توفي فيه أخاها بعد شهرين نتيجة مرضه،وظلت آن بالملجأ حيث خضعت لعمليتين غير ناجحتين لعينيها، وأُرسلت أختها الاصغر للعيش مع عمتها، وكأن الحياة لم تكن قاسية على آن بما يكفي، كان ملجأ تويكسبري مكانا بشعا مليء بالانتهاكات الصارخة نحو الأطفال الأيتام بكل الأشكال مما أدى للقيام بالعديد من التفتيشات وتحقيقات السلطات بشأن تلك الانتهاكات والتي كان من ضمن لجان التحقيق فيها مدير مدرسة بيركنز للمكفوفين،

تم نقل آن والعديد من الأطفال بعدها من الملجأ إلى مستشفى الراهبات الخيرية بمدينة لويل عام ١٨٧٧ حيث تم إجراء عملية غير ناجحة أخرى لعينيها، أثناء إقامتها في المستشفى كانت آن تقوم بمساعدة الراهبات والقيام بمهام مجتمعية، تم ارسالها بعد ذلك لمستوصف المدينة لإجراء عملية أخرى باءت بالفشل حيث تم إيداعها مرة أخرى ملجأ تويكسبري بالإكراه حيث أقامت مع الأمهات العازبات، خلال تفتيش آخر على ملجأ تويكسبري قدمت آن طلبا للمحقق أن يتم نقلها إلى مدرسة بيركنز للمكفوفين

بعد عدة أشهر تم الموافقة على طلبها وتم نقلها بالفعل حيث بدأت مشوارها التعليمي والذي لاقت صعوبة شديدة في بدايته حتى استطاعت التكيف والتركيز على دراستها، وفي تلك الأثناء خضعت آن للعديد من العمليات الجراحية لعينيها ساهمت في تحسن حالتها، وتعرفت آن سوليفان في ذلك الوقت على لورا بريدجمان، أول المتخرجات من مدرسة بيركنز للمكفوفين من فاقدي السمع والبصر، حيث أصبحتا صديقتين وساعدتها لورا كثيرا في الدراسة وكانت أحد الاسباب في تقدم آن الدراسي.

في سن العشرين تخرجت آن سوليفان كأول دفعتها من مدرسة بيركنز للمكفوفين، لم تكن آن تعلم أنه بعد عام من تخرجها ستلتقي بعائلة كيلر والتي ستكون سببا في دخولها التاريخ ليس فقط من أوسع أبوابه بل أفضلها..

وفي الأسبوع القادم.. نكمل الحكاية

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

التصالح في مخالفات البناء.. مجلس الشيوخ يوافق نهائياً (التفاصيل)

«كريم»: إتاحة ممرات ذوي الإعاقة ليست على المستوى المطلوب

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى