سلايدرمقالات الرأى

علي عبد الله يكتب: الإعاقة في العقول وليس الجسد

 

أكبر العراقيل التي تواجه الإنسان في حياته تتجلى في الإعاقة الفكرية والثقافية، وليس في إعاقة صحية وجسدية، فكم من صحيح البدن لا ينتج ولا يفيد نفسه أو مجتمعه، وكم ممن ليس لديه قدرة على الإبصار أو النطق أو السمع أفاد وأنتج وابتكر، فالعقول الراكدة التي لا تريد أن تسير نحو العلم أو النجاح، فمن يريد أن يسير لا يشترط له أن يكون عليل البدن، فالإبداع خلق لمن يفكر ويبدع غير أن هناك بعض العقول خلقت لتنتقد كل جديد وتقتل الأفكار التي لا توافق هواها، رغم امتلاكها العقل والجسد، نجد شبابا في مجتمعنا لا يقدمون شيئا جديدًا، ليس بسبب نقص في جسده، وإنما هناك قصور في عقله.

ولو ضربنا مثالا فيوجد في مجتمعنا إخواننا من ذوي الصم والبكم الذين قدر الله لهم عدم القدرة على النطق أو السمع، فيعتقد البعض أنها إعاقة جسدية لهم، وتعيقهم عن الإبداع أو التطوير أو الإنتاج فالإعاقة الحقيقية في العقول وليس في الجسد، فلو توفرت لهم الإمكانيات والدعم لوجدنا قدرات هائلة وعباقرة في كثير من المجالات، مثل بعض الأدباء والكتاب أو الألعاب الرياضية التي يحرزون فيها أفضل المراكز والميدليات.

النجاح يكمن في رفض الاستسلام للواقع سواء الواقع الاجتماعي أو للظروف الصحية والجسدية، وقبول التحدي للنهاية دون إعارة لعدم القدرة على النطق أو السمع، لأن الإعاقة بالعقول وليست في الأجساد، ولا تتغير سمات الإصرار لدى الإنسان في ساحة العمل أو الإبداع لمجرد وجود عائق مثل عدم القدرة على النطق أو السمع فالإصرار والعزيمة نابعان من مشاعر ومن عقول تريد النجاح.

ويحتاج الطموح والإبداع لمثابرة وتفكير مبدع، حيث لا توجد إعاقة وإنما هناك تفكير لشخص كسول محبط غير قادر على الإبداع.. فكم من عظماء كانوا من ذوي الصم والبكم؛ لكنهم غيّروا في مجتمعاتهم وبلادهم وفي الإنسانية والثقافة البشرية، ولم تقف أمام إبداعاتهم الإعاقة الجسدية، فالسر يكمن في عقولهم فمجتمعنا يحتاج من هؤلاء العظماء ممن تحدوا عدم قدرتهم على النطق أو السمع لتغير الواقع الذي يحتاج الكثير.

علماء وأدباء كانوا من الصم أو البكم:

– توماس إديسون، المخترع المعروف

– بيتهوفن الملحن الأعظم في التاريخ

–  هيلين كيلر الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية من أعظم الشخصيات التي جاءت في القرن التاسع عشر

– مصطفى صادق الرافعي، أحد أقطاب الأدب العربي في القرن العشرين.

فماذا لو استسلم هؤلاء العظماء؟ ما تركوا لنا من تراثهم وعلمهم شيئًا لكنها القدرة والعزيمة العقلية، كما أثبتوا أن الإعاقة ليست في الصحة وإنما في العقول.

وأختتم بمقولة إن الإعاقة تكون في إعاقة العقول لا إعاقة الأجساد، فكم من سليم الجسد عقيم العقل والقلب والروح، وكم من معاق الجسد سليم العقل والقلب والروح.

 

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

«السبكي»: خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة الطبية مجانية بالكامل بمحافظات التأمين الصحي الشامل

مركز ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة عين شمس .. خدمات وجلسات مجانية

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى