الدكتور فكرى لطيف متولى يكتب: “الآيباد والتابلت” طريق أطفالكم لـ”التوحد”
كان هناك اعتقاد خاطىء بين الباحثين بأن “التوحد” سببه خلل جينى أو وراثى يولد به الطفل، ولكن بعض الأبحاث ذهبت إلى طريق أخر ودراسات احتمالات أن تكون البيئة المحيطة بالطفل وعوامل خارجية أخرى لها دور في الإصابة بهذا الاضطراب أو الخلل خصوصاً مسألة التواصل الاجتماعى.
بعض الأبحاث شككت فى مسألة أن التوحد أمر يصعب علاجه وطرحت فكرة جديدة علمياً وهى أن هناك احتمال أن يكون التوحد سببه تعرض الطفل مباشرة للأجهزة الذكية ولفترات طويلة، خصوصاً مع صعوبة التحكم فى تفاعل عقل الطفل ومشاعره مع المحتوى الجذاب المعروض.
أعرف أن الأمر صعب لأن أباء كثيرين يستسهلون وضع صغارهم أمام شاشة الآيباد أو التابلت ليتخلصوا من إزعاجهم، لأن التعامل مع الأطفال مرهق جسمانياً وعصبياً، ولكننى أعرف جيداً أن الأباء أنفسهم سيبذلون جهداً أكبر فى حال أصبح أبناؤهم ضحية لهذا المرض، ولذا من الأفضل أن يقوموا بمهامهم بدلاً من تركها للأجهزة الإلكترونية وهم فى سن الـ6 شهور أحياناً.
جمعيتا الأطفال الأمريكية والكندية تريان مع خلال تجارب باحثيهما ضرورة عدم تعرض الأطفال الأقل من سنتين للتكنولوجيا والأجهزة الذكية، والاكتفاء بساعة واحدة فقط فى اليوم للأطفال بين 3 و5 سنوات وساعتين حتى 22 سنة.
وهناك أسباب أدت إلى وجوب حظر الأجهزة المحمولة للأطفال منها النمو السريع للدماغ، إذ إنه في أول سنتين يكبر حجم الدماغ 3 أضعاف، ويستمر نموه بمعدل أقل حتى عمر 12 سنة، وتطور وتقدم الدماغ يعتمد على التعرض لحملات مستفزة وبيئية مختلفة، لذا فإن كثرة استخدام التكنولوجيا تقلل من التفكير والإبداع، وتزيد من حالات التوتر والقلق وتؤثر سلبا وكل العمليات العقلية.
ومن خلال التجارب على الأطفال المرضى بالتوحد كان للأجهزة الذكية دور رئيسي في ظهور طيف التوحد.
ورغم خطورة الأجهزة الذكية إلا أنه يمكن استخدامها أيضاً فى تعديل وتحسين سلوكيات المصابين بالتوحد ولكن لمن بلغوا 20 عاماً فأكثر، ولكن نفس الأجهزة تصيب الصغار بتشتيت الانتباه، وضعف الاستجابة للبرامج الموجهة.
ويمكن للأطفال استخدام الأجهزة الذكية فى التعليم بشرط أن يتم الأمر تحت إشراف المدرس أو أحد الوالدين، وكذلك في البحث عن المعلومات والتسلية والترفيه، بشرط وجود وقت محدد لا يزيد عن الساعة يومياً، وهناك تطبيقات موجودة في الآيباد، قد تكون مفيده للأطفال في علاج النطق واللغة والتوحد.
ولانتزاع الأيباد أو التابلت من أيدى الطفل يجب أن يتم الأمر من خلال عدة خطوات خصوصاً إذا كان مصاباً بإدمان استخدامهم، منها خفض مدة الاستخدام ولو بمعدل 5 دقائق يومياً حتي الوصول إلى صفر، مع وضع جدول للنشاطات الحركية للطفل، مثل تنظيم دروس رياضية لهم، سباحة وكرة القدم، ومحاولة البحث عن ألعاب جديدة لصرف نظر الطفل عن استخدام الجهاز.
ويجب أن يعرف الأباء أن استخدام هذه الأجهزة تؤدى لضعف عضلات أصابع الأطفال الصغار، وبالتالى التأخر في القدرة على الكتابة، وضعف مهاراتهم الحركية نتيجة الجلوس لفترات طويلة.
أستاذ التربية الخاصة المساعد بكلية التربية جامعة شقراء بالمملكة العربية السعودية