قطب عباس متولي يكتب: متى يعتبر الطفل قصير القامة ويحتاج هرمون النمو؟
بقلم قطب عباس متولي
تدور أكثر الأسئلة التى يتم توجيهها لطبيب الغدد الصماء من الآباء حول طول الابن وهل يحتاج إلى العلاج بهرمون النمو أم لا، ومع أن قصر القامة ليس مرضًا خطيرًا، إلا أنه يهم الكثيرين، لما يتركه من آثار سلبية على نفسية الطفل أحيانًا، وهنا يأتى دور الطبيب ليتأكد أن نمو الطفل سليم وطوله طبيعى، أو لديه مشكلة مرضية تؤثر على نموه.
مصطلح «قصر القامة» يُستخدم لوصف الطفل عندما يكون أقصر أقرانه فى عمره ونوعه، اعتمادًا على منحنيات النمو التى تُظهر الأطوال الطبيعية، سواء للذكور أو الإناث، مع الأخذ بعين الاعتبار طول الأبوين، فقد تُظهر منحنيات النمو أن طول الطفل فى الحدود الطبيعية، كما أن هناك عوامل أخرى بخلاف الهرمونات تلعب دورًا مهمًا، من بينها النوم مبكرًا والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة.
أما أسباب قصر القامة فى الأطفال فهى متعددة، منها سوء التغذية، بسبب عدم تناول الأغذية الصحية، والأمراض المزمنة التى تصيبهم فى سن مبكرة، مثل القلب، أو كسل الغدة الدرقية، وبعض المتلازمات المرضية والأمراض الوراثية، ومرض حساسية القمح، وأمراض العظام الناتجة عن نقص فيتامين «د»، وتناول عقار الكورتيزون لفترات طويلة، بجانب العامل الوراثى الذى يعتبر السبب الأكثر شيوعًا، فربما يكون أحد الوالدين أو كلاهما قصيرًا، فيورث هذا لأبنائه، أما قصر القامة الناتج عن نقص «هرمون النمو»، فهو يحدث بسبب عدم إفراز الغدة النخامية الموجودة فى قاع المخ كميات كافية من الهرمون فيؤدى ذلك إلى تباطؤ النمو وقصر القامة.
ولتشخيص هذه الأسباب ينبغى إجراء عدة تحاليل، منها صورة الدم الشاملة، ووظائف الكلى والكبد، والبول والبراز، والأجسام المضادة لمرض حساسية القمح، بالإضافة إلى عمل أشعة للرسغ واليد للتعرف على مستوى نمو العظام، ووظائف الغدة الدرقية، وقياس مستوى هرمون النمو فى الدم بعد حقن الطفل بمادة محفزة لإفرازه، وهنا يبدأ العلاج الذى يعتمد على عدة عوامل، أهمها تحديد السبب لقصر القامة، وعمر الطفل، وصحته وتاريخه الطبى، حيث تؤدى معالجة سوء التغذية وتغيير السلوكيات الغذائية إلى معدل نمو طبيعى، وتفيد الحمية الغذائية الخالية من الجلوتين إلى علاج مشاكل النمو الناتجة عن مرض حساسية القمح.
ولابد أن يعى الجميع أنه ليس كل طفل قصير القامة يحتاج إلى العلاج بـ«هرمون النمو» الذى يُصنع فى المعامل ليكون مماثلاً للهرمون الذى تنتجه الغدة النخامية، ويتم حقنه تحت الجلد فى الجزء الخلفى من الذراعين يوميًا قبل النوم بجرعة محددة حسب الوزن، وبعد مرور 6 أشهر إلى سنة من بداية العلاج يتم تقييم الحالة لتحديد مدى الاستمرار بالعلاج أو إيقافه، حيث يتم استكمال العلاج حتى بلوغ الطول النهائى المطلوب أو الاقتراب منه، أو عندما لا يزيد معدل الزيادة السنوية فى الطول عن 2 سنتيمتر، أو عند اكتمال مراكز النمو فى العظام، بل وقد يستمر العلاج مدى الحياة حال وجود مشاكل هرمونية أخرى فى الغدة النخامية.
وبالرغم من اعتبار عقار هرمون النمو آمنًا وفعالًا، إلا أن بعض الأطفال قد يعانون فى حالات نادرة من صداع أو آلام فى المفاصل والعضلات أو تورم خفيف فى الأطراف، وتزيد فرصة حدوث هذه الآثار الجانبية حال العلاج بجرعات كبيرة من العقار، أكثر من حاجة الجسم، ولهذا يجب استعماله تحت إشراف طبى للحالات التى تعانى من نقص الهرمون فقط.
أستاذ الغدد الصماء للأطفال بجامعة أسيوط
نشر المقال بالملحق الطبي لجريدة المصري اليوم
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
لواء مجدي عبد الحليم يكتب .. حريق برج الدائري
وزيرة التضامن الاجتماعي: السيسي وجه بصرف مليار جنيه لدعم الطلاب