“كودان” طفل يعاني من أكبر حالة تنمر في تاريخ مواقع التواصل .. أم نصاب يجمع التبرعات؟
كتبت ـ غادة سويلم
عندما تم استبدال مصطلح ذوى الاعاقة إلى ذوي الهمم لم يكن الأمر من فراغ، فهم يتحملون الكثير من الصعاب والمشقة للتكيف مع متطلبات الحياة وفقًا لحجم وشدة إعاقاتهم سواء حركية، سمعية، بصرية، عقلية أو حتى جسدية تركت أثار على مظهر الشخص مثل التقزم.
انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و “تويتر” فيديو قصير قامت أم أسترالية بنشر مقطع مصورًا عبر حسابها على فيسبوك يصور بشكل مؤثر للغاية معاناة طفلها البالغ من العمر 9 أعوام من التنمر والعنف في مدرسته بسبب مظهره الخارجي، وفى الفيديو الذى حظى بملايين من المشاهدات، يظهر الطفل “كودان” وهو يبكى وموجها حديثه الى والدته قائلا: “أتمنى لو أن أحدهم يقوم بطعني ويقتلني”
ويضيف وهو يبكى موجها كلامه لوالدته: “أنا قادر على طعن نفسي.. أنت لم تفعلي أي شيء لأجلي اليوم داخل الفصل”. هذا المشهد للطفل كودان أثار تعاطف الكثيرين في البلاد بما فيهم مشاهير ونجوم من عالم الرياضة الذين قاموا بنشر تغريدات داعمة لكودان عبر موقع التواصل الاجتماعي.
تقدمه وزارة التضامن ويصل لـ 20 ألف جنيه .. تعرف على قرض “مستورة”
وفور انتشار مقطع الطفل كودان، بادر العديد من المشاهير لتقديم الدعم النفسى والمعنوى له، فبدأ عدد من نجوم رياضة “الرجبي” التي تعد اللعبة الأكثر شعبية في استراليا بتوجيه دعوة انضمامه لهم فى مبارياتهم القادمة، فقد أعلن فريق ” Indigenous All Stars” الذي يتولى تدريبه الأسطورة لوري دالي أنه وجه دعوة لكودان ووالدته لحضور مباراة في الدوري الوطني، وفيه سيتم تكريمه على أرضية المعلب من قبل نجوم الفريق أمام عشرات آلاف المشاهدين. أيضا تم دعوة الطفل كودان من أحد المشاهير لقضاء يوم كامل فى ديزنى لاند دون أي مصاريف يتحملها والدي كودان.
وفي السياق نفسه، انتشرت منشورات وتغريدات وفيديوهات على موقع اليوتيوب تروى قصة أخرى عن كودان، فحساب تم انشائه يحمل اسم “كوداوس” قام شخص بانتحال صفة الطفل وكتب عمر مختلف عن الطفل كودان حيث كتب أنه يبلغ من العمر 18 عامًا وقام بفبركة عدد من الصور له، لتنتشر تغريدات كثيرة تشن هجوم على الطفل كودان بأنها شخصية محتالة.
ولكن كشف موقع “هيفى دوت كوم” أكد أن الحقيقة هي أن الطفل بالفعل يبلغ من العمر 9 أعوام، فقد قاموا بنشر مقطع فيديو يعود الى عام 2010 لوالدة الطفل كودان وتدعى “ياراكا” وهي في إحدى البرامج تقول إنها أصبحت ناشطة في نشر الوعي بالتقزم عندما ولدت كوادن في عام 2010، تحدثت وقتها الام عن حالة ابنها وبدأت تتحدث عن تلك الاعاقة وكيف يمكن للمجتمع ان يقوم بدمجهم بطريقة إيجابية.
وفي مايو 2016، قامت جريدة “الديلى ميل البريطانية” و” Buzzfeed News” بتسليط الضوء على حالة “كودان” وانه يعانى من عدم وجود أصدقاء له كون مظهره مختلف عنهم. وسلط كلا منهما وقتها على الصديق المقرب للطفل كودان وهو كلبه الصغير الذى يعانى من التقزم أيضًا.
إجراء التحاليل وصرف الدواء .. تعرف على مهام وزارة الصحة في قانون ذوي الإعاقة
أيضًا في مقابلة أجريت في مايو 2016 مع برنامج “Today” في قناةNBC ، قالت فيه “ياراكا” أن كودان “بدأ يتقبل أن يعلن عن مرضه امام الجميع دون الشعور بأى خجل، لأن Buddy أعطاه هذا السبب للاعتقاد بأنه رائع. Buddy هو كلب كوادن والذى يعاني أيضًا من التقزم. فأصبح كودان يخبر الجميع ،” كلبي يعاني من التقيم مثلي “.
اشتكت ياراكا خلال تلك المقابلة، إنها لا تصدق مقدار الكراهية التى يحصل عليها ابنها من البالغين عنه اتجاهه. فقالت: “يقوم الناس بالقاء النكات حوله أمامه وأمامي، يظلوا يرددون أسألة قاسية مثل ما الخطأ فى جسده؟ لماذا لديه مثل هذا الرأس الكبير؟ أو يقولون ، إنه قبيح. وقالت وقتها ياراكا يقول إن ابنها يحتاج إلى دعم نفسى كبير وأنه كثيراً يتمنى أن يموت.
كانت هذه المقابلة فى 2016 وكان كوادن يبلغ من العمر وقتها 4سنوات. وكأن القدر لا يريد له السعادة ابدا.. فنفس الشعور يأتى له فى 2020 وعندما بدأت الدنيا تبتسم له وحصل اخيرا على الدعم الذى كان يريده.. يتم نشر معلومات مغلوطة للتشكيك به.
تواجه “ياراكا” عبر حسابها على موقع الفيسبوك حربًا كبيرة للدفاع عن ابنها وحالته الآن بعد الإشاعات المتداولة والفيديوهات التي قام بعض الأشخاص بوضع صورة طفلها على أجساد أشخاص أخرين بالغين يعانون من التقزم لمجرد أن يفقد طفلها التعاطف. حادث في رأي كثيرون، يعتبر من أبشع حالات التنمر التي حدثت على مواقع التواصل الاجتماعي.
