كتبت: غادة سويلم
وسط انشغال الكثير من الآباء باستقبال شهر رمضان من شراء فوانيس وزينة رمضان والاستعداد للصيام وصلاة القيام، قد يغفل الكثيرون الاهتمام بتهيئة أبنائهم لاستقبال الشهر الكريم، خصوصًا لو كانوا من ذوي الاحتياجات الخاصة من أطفال التوحد، فالكثير منهم يدركون هذه المفاهيم المختلفة عن شهر رمضان، فكل ما يشاهدونه هى ألوان وفوانيس.. فكيف نشعرهم بفرحة استقبال رمضان؟ وكيف نشركهم معنا في أجواء هذا الشهر الكريم؟
قدم استشاري التخاطب، الدكتورعيد الروبي، في أحد لقائته الاعلامية بعض الأفكار والوسائل التي تعينك على توصيل إحساس فرحة رمضان لدى ابنك المصاب بالتوحد وننقل منها التالى:
الاهتمام بتمهيد معنى رمضان للطفل المتوحد:
يجب أن تركز الاُم على أهميّة تمهيد معنى رمضان للطفل المتوحد كونه يعتمد كثيرًا في إدراكه على حاسة البصر وذلك من خلال أمور منها:
أولًا: التقليد والتكرار وتقريب المعاني بصورة محسوسة ملموسة هي المفاتيح في تعليم الطفل المتوحد، كما أن معنى الإيمان إدراكي لا يلمسه الطفل أو يراه أو يحسه لأنه مفهوم. لذا حتى يدرك الطفل التوحدي معنى الإيمان يجب أن يراه ونربطه لديه بتصرفاتنا وتكرارها أمامه، فالطفل التوحدي بصفة خاصة نمطي.
ثانيًا: جعل البيئة المحيطة بالطفل تظهر الاحتفال برمضان لتقرب إليه الإحساس به، بأن تكون الزينة المميَّزة موجودة في أماكن مختلفة من المنزل.
ثالثًا: الكروت وأوراق وكتيبات التلوين، وهي متوفرة على الإنترنت، مع إشارة الأُم وشرحها بكلمات بسيطة وتكرارها لما في الصور مثل اجتماع الأسرة للإفطار أو الصلاة في المسجد.
رابعًا: تعليق الزينة الرمضانيَّة والفانوس أول يوم حتى يرتبط بالشهر وليس قبله.
خامسًا: كما ينصح بدمج الطفل المتوحد مع الأسرة في رمضان مثلا مساعدته لأُمه لا تكون مساعدة معتادة، وإنما مساعدة بأمر مميَّز وخاص برمضان مثل عصائر خاصة برمضان أو المشاركة مثلا أن يساعد بشكل مبسط بتجهيز السفرة، وأفضل شيء عن تجربة أن تكون مهمته طوال شهر رمضان شيئًا محددًا وغير متغيِّر حتى لا يتشتت ويتقن المهمة على أكمل وجه مثل حمل كيس الخبز للسفرة.
سادسًا: من الأمور التي تجعله يشعر بأهميَّة رمضان رؤيته لأفراد الأسرة حريصين على تلاوة القرآن الكريم.
سابعًا: أما بالنسبة للصيام: إذا كان الطفل كبيرًا ويستطيع أن يصوم يمكن للام ان تستخدم الكارت المصور للإفطار وقت المغرب ونقول له مع تكرار الكلمات: ننتظر لم يأت وقت المغرب بعد. أنا صائم مع الإشارة للصورة وربط الإفطار بالأذان والتركيز معه على أنَّ الأذان بداية لتناول الطعام. أما إذا كانت قدراته لا تسمح له بالصيام فيشارك أسرته مائدة الإفطار والاهتمام بسماع أذان المغرب والتنبيه على أنَّ هذا الأذان هو الذي يسمح لهم بالأكل.
ثامنًا: ليس بالضرورة أن يفهم الطفل معاني رمضان حتى يفرح به، فالطفل العادي الصغير بعمر عامين مثلا يفرج برمضان عندما يرى فرحة أسرته وهو لا يفهم معانيه ولا يدرك ما هو بالضبط، فكذلك تفعل والدة كل طفل مصاب بطيف التوحد، تعطه الفانوس وتجعله يشارك في تعليق الزينة.
اقرأ أيضًا
هل تخطط الحكومة لاستبدال العملات الورقية بـ “بلاستيك”؟
صينية تبتكر كمامات شفافة لتسهيل ترجمة مؤتمرات كورونا للغة الإشارة