استطاع المبرمج الإماراتي حسن حطاب، ابتكار تطبيق ذكي يمكن استخدامه على الهاتف؛ يسهل على المستخدمين من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمصابين بقصر النظر، التعامل مع الحروف، واستخدام الرموز التعبيرية، بطريقة أوضح وأسهل للتواصل مع الآخرين.
وأكد حطاب أن هذا التطبيق حقق له عائدات مادية مجزية، وفتح أمامه آفاقاً رحبة في عالم البرمجيات، ما دفعه إلى توظيف معارفه وخبراته في تحسين تجارب ملايين الناس من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمعات، وتبسيط خيارات التواصل أمامهم وتمكينهم من التفاعل والتعامل مع التكنولوجيا من دون كُلفة باهظة ترهق كاهلهم، أو تعقيدات إلكترونية تجهد حواسهم.
إنتاج برمجيات تختص بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
قال حطاب: «دخلت عالم البرمجة عام 2012، استطعت بجهود ذاتية إنتاج برمجيات تختص بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال التكنولوجيا، وصممت تطبيقات ذكية على الهاتف، من أبرزها تطبيق «بي كيه كيه» أي لوحة المفاتيح الكبيرة.
ويخدم الأشخاص من ذوي الهمم وكبار السن والأشخاص ضعاف النظر، كما يساعدهم على استخدام الهاتف الذكي بالكتابة بطريقة أسهل، نظراً لأن حروف «الكيبورد» في الهواتف الذكية صغيرة جداً مما يصعب قراءتها بالعين إلى جانب تعقيدات التعامل مع الرموز التعبيرية «الإيموجي» بالنسبة لتلك الفئات، لهذا أوجدت حلولاً برمجية مبسطة عبر هذا التطبيق تُمكّن المستخدمين من تكبير الحروف وإنشاء الاختصارات واختيار رموز «الإيموجي» في لوحة المفاتيح والتحكم بها وفق حاجتهم».
وأشار إلى أن هذا التطبيق لا يزال متاحاً، وتم تحميله آلاف المرات من الفئات المستهدفة في العالم؛ إذ استغرق إنجاز التطبيق 8 شهور، قبل اعتماده وإطلاقه، فهو يدعم 13 لغة بينها العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية.
وأضاف حطاب: «تصلني يومياً مئات الرسائل من مستخدمين أجانب في أمريكا وأوروبا وكندا واليابان وبلدان عديدة، يؤكدون فيها مدى استفادتهم من هذا التطبيق، ويحثونني على الاستمرار في مجال البرمجة، معتبراً أن تلك الرسائل تعدّ دافعاً معنوياً حقيقياً لإنشاء حلول برمجية سهلة تحقق خدمة إنسانية رقمية عابرة للحدود».
لم يخف حطاب أن تجربته في عالم البرمجيات أتاحت له التواصل والاحتكاك بخبرات فريق المطورين في شركة أبل، لافتاً إلى أنهم لم يتأخروا عنه في تقديم أنواع الدعم والمساعدة في مختلف الأمور التقنية والبرمجية.
كاميرا تقرأ بالصوت لذوي الاحتياجات الخاصة
أفاد حسن حطاب بأن هناك أنماطاً من التطبيقات المذهلة على الهواتف لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً في الكاميرا يمكن توجيهها على أي شيء لتقوم بقراءاته وشرح تفاصيله بالصوت لذوي الهمم، تلك التطبيقات هي مصدر الإلهام الذي يسعى إلى إنتاج تطبيقات مشابهة في أهميتها وقيمتها وتعدد وظائفها لتخدم هذه الشريحة في مختلف مجتمعات العالم.
إلى ذلك، يشتغل حطاب على برمجيات أخرى يوظفها في خدمة أمور صحية وطبية وتلبية احتياجات مجتمعية وإنسانية، وقال: «هدفي تبسيط استخدامات التكنولوجيا لذوي الاحتياجات الخاصة، وأسعى إلى إيجاد حلول برمجية لتقليل كُلفة اقتناء البرامج والأجهزة المخصصة لأصحاب الهمم؛ حيث تراوح أسعارها بين 5 آلاف و20 ألف درهم، فضلاً عن كلفة مواكبة بعض التحديثات المصاحبة لها».
وأضاف: «لا عذر أو مبرر أمام أي شخص من ذوي الهمم يعتقد أنه غير قادر على الإنجاز والابتكار والإبداع والعمل أو القيام ببعض المهام، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم اليوم من تطور تكنولوجي وحلول رقمية تسهل اندماجهم، وتتيح لهم أدواتها مواكبة احتياجاتهم، وتذليل صعوبات التواصل مع محيطهم الاجتماعي».
وتابع: «أحرص على قضاء أوقات الفراغ في الركض لتحسين المزاج وتمرين الذهن، ولديَّ هواية في الطبخ، وأجد متعة في إعداد بعض الحلويات والكيك، وأحب رياضة التزلج على الثلج؛ حيث أمارسها أحياناً في «سكي دبي» بمول الإمارات، وأحياناً أقصد وجهة مثل النمسا لعيش تجربة استكشاف أجواء الثلوج في أحد منتجعات التزلج على الجليد على جبال الألب».
حسن حطاب درس علوم الكمبيوتر، حسبما أعلن في حوار صحفي، وحصل على ماجستير في البرامج الذكية من بريطانيا، ويعمل لدى مجموعة الفطيم بوظيفة مسؤول إقليمي في الشرق الأوسط عن برامج التسوق الإلكتروني وإدارة التفكير وتخطيط سعادة المستخدمين، في ما يختص بالبرامج الرقمية لدى فروع المجموعة في هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا.
ويملك حطاب في جعبته العديد من البرمجيات تخدم الأفراد والمجتمعات في مختلف الاحتياجات اليومية.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
محافظ الجيزة: دعم ذوي الهمم أولوية وتوفير فرص العمل توجيه رئاسي
القباج: ذوي الإعاقة شركاء في المجتمع والدولة تسعى لدعمهم