ابتكرت إحدى معلمات اللغة العربية للصف الثانى والثالث الثانوى فى مدرسة المكفوفين بمدينة العريش، فى محافظة شمال سيناء، طريقة عملية لتساعد تلاميذها من فاقدى البصر على حفظ شعر المعلقات السبع، والتعايش مع الشعر والشعراء .
وقالت المدرسة وتدعى إيمان حمزة عبد العاطى، إن تعليم الطلبة المكفوفين يجب أن يكون بشكل بعيد عن النمطية فى التعليم، ولأن أهم مهارة يتميز بها غير المبصرين هى الحفظ كان هدفى أن أساعد الطلاب على التعايش مع ما يحفظونه من الشعر وكأنهم يرون بعينهم ما يقوم به الشعراء .
وأضافت إيمان إنها صنعت مجسماً وكل طالب كان يلمسه بيديه وكأنه يرى الشعر والشاعر وأجواء إلقاء الأبيات، التى كان يتم تدوينها على أستار الكعبة قبل ظهور الإسلام.
وأوضحت إيمان أن فكرة المجسم جاءتها بسبب هذا التاريخ ومعرفتها به ولذا صنعت نموذج مجسم للكعبة وعليه شرائح ورقية مكتوب عليها الشعر بخط محسوس، ويقوم الطالب بالاقتراب منها والإمساك بكل شريحة من الشرائح السبعة مع ترديد أبيات الشعر المدونة، حيث يجمع الطالب بين معايشة أجواء المعلقات ويحفظها وكأنه عاد للماضى وعايش الشعراء وجلس أمام الكعبة وحفظ ما كان مكتوباً على استارها من الشعر.
وقال حمدى محمد، مدير المدرسة إن المعلمة أكسبت بالفعل طلابها مهارة التعلم والحفظ باستغلال حاسة اللمس القوية لديهم، ولاقت فكرتها استحسان المتابعين لأنها أسلوب غير تقليدى، مشيراً إلى أن المدرسة هى الوحيدة فى المحافظة المتخصصة فى تعليم وتأهيل فاقدى وضعاف البصر دراسياً للوصول للمرحلة الجامعية، وتتضمن 23 طالب ودورها يبدأ بتنمية روح التخيل لدى الطفل، وتأهيله لتحدى إعاقته وتفجير الملكات الموجودة داخله ليواجه مستقبله فى المراحل الدراسية الأولى ثم تنمية مواهبه بعد اكتشافها فى المراحل الاعدادية ودعمها علمياً خلال المراحل التالية وصولاً للجامعة.
وقالت الدكتورة عزة كمال، مدير إدارة التربية الخاصة بمديرية التعليم فى المحافظة إن مدرسة النور للمكفوفين العريش هى من بين 3 مدارس خاصة بخدمات الإعاقة السمعية والحركية والبصرية، وتوفر المدرسة ر كل سبل الإعاشة والتنقل للطالب داخل مدينة العريش، أما الطلاب من خارج المدينة فتوفر لهم خدمة المبيت كما يوجد مشرفين لخدمتهم وأنشطة ترفيهية مصاحبة بعد انتهاء اليوم الدراسى، ويقوم بالتدريس لهم متخصصين فى هذا المجال.
