كتبت ــ غادة سويلم
تحدى المغربي جلال حامي الدين، الإعاقة البصرية، حيث ولد كفيفًا، ويعمل مدرسًا للغة الإنجليزية ومدرب معتمد للتنمية الذاتية.
واستطاع جلال حامي الدين، الشاب مغربي الكفيف، أن يجد لنفسه مكانًا ويكون فاعلًا وسط مجتمع.
واجه “حامي الدين” صعوبات كبيرة بدأت منذ سن السادسة، عندما ترك منزل عائلته والتحق بمؤسسة داخلية.
فقد “حامي الدين” مع اثنين من أخوته الستة بصرهم بمجرد الولادة منهم فقدوا البصر منذ الولادة، وانتقل الطفل الكفيف إلى مؤسسة تعليمية داخلية في سن السادسة.
وقال “حامي الدين”: “نشأت في عائلة فقيرة وكان علي التعايش مع شيئين اثنين هما الإعاقة البصرية والمحيط الفقير.
على الرغم من أن شقيقي الكفيفين، قد مهدا أمامي الطريق لاستكشاف عالم الإعاقة البصرية والتعايش معه”.
وأضاف في حوار نقلته سكاى نيوز عربية: “خلال الطفولة كنت أشعر بأنني أكبر من سني بمراحل.
وكانت يداي بمثابة العينين اللتين أرى من خلالهما الأشياء عبر اللمس، وهو ما يستوعبه البعض، فيما كان آخرون يستغربون ولا يدركون علاقة اللمس بالنظر”.
مغربي كفيف .. تلميذ الأمس وأستاذ اليوم
يتذكر بألم قسوة أحد الأستاذة معه وهو بالمدرسة الداخلية، “صدمت من القسوة التي كان يعاملني بها أحد الأستاذة دون بقية زملائي”. يقول حامي الدين.
وبسبب تلك المعاملة القاسية، انقطع عن الدراسة لمدة سنة كاملة، وعاد عدها ليكمل دراسته، ليصبح طالب العلم بالأمس أستاذًا اليوم، ومدربًا في التنمية الذاتية.
ويحب “حامي الدين” الراديو، ويعتبره صديقًا لا يمل منه، “بالنسبة لي هو بمثابة الصديق الذي تقاسمت معه لحظات الحزن والفرح.
“كما أدركت من خلاله معارفي بقضايا وموضوعات وطنية ودولية مختلفة وأثر بشكل إيجابي في شخصيتي”.
وحصل “حامي الدين” على ليسانس في علوم اللغة الإنجليزية وآدابها. وانطلق الشاب في مسيرة البحث عن عمل لمدة 6 سنوات.
إلا أن كل محاولاته خلال تلك الفترة باءت بالفشل، والسبب كونه مكفوف ولا وجود لفرص عمل تناسبه.
وشارك في حلقة برنامج إذاعية كانت بمثابة نقطة التحول في حياته.
فخلال زيارة لبريطانيا وهو يشارك في إحدى البرامج الإذاعية هناك كان ضيفًا على برنامج إذاعي بث من لندن بشكل مشترك مع إذاعة مغربية.
وتحدث عن حق المكفوفين في العمل، ليجد صدى كبير عقب الحلقة.
وفور عودته من السفر، استطاع الحصول على وظيفة كأستاذ للغة الإنجليزية في ذات المدرسة الداخلية التي كان يدرس بها.
ويقدم حامي الدين، دورات تنمية ذاتية، بعد أن تم اعتماده كمدرب تنمية ذاتية رسميًا.
“أحاول أن أتقاسم كذلك ما اكتسبته من خبرة في التنمية البشرية مع أسرتي الصغيرة ومحيطي فالتنمية الذاتية بالأساس مرتبطة بالآخرين”.
اقرأ أيضًا
محافظ سوهاج يهدي شاب من ذوي الإعاقة كرسي متحرك بمواصفات خاصة
فنانة وسباحة وتقدم عروضًا مسرحية .. زهراء شحاتة نموذج من ذوي الهمم (فيديو)