أكد الشيخ محمود الأبيدي، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن شهر رمضان هو شهر الصبر، والصبر أساس الانتصارات جميعها، حيث قال رسول الله ( صل الله عليه وسلم) : “وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ” ، فمعركة بدر الكبرى ، وفتح مكة كانتا في رمضان ، فبعد أن أُخرج الرسول (صلى الله عليه وسلم ) من مكة لم تمر ثمان سنوات إلا وعاد إليها منتصرا في شهر رمضان الكريم.
وقال “الأبيدي”، خلال كلمته بملتقي الفكر الاسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلي للشؤون الإسلامية، أنه إذا كان رمضان هو شهر التقوى والصيام وشهر الصبر وتلاوة القرآن وشهر النفقة والإحسان فهو كذلك شهر الفتوحات والانتصارات إذ من الله تعالى فيه على الأمة الإسلامية بالنصر على أعدائها في كل المعارك التي خاضتها قديما وحديثا منذ عصر النبوة إلى عصرنا الحاضر، فما من معركة من المعارك خاضها المسلمون في هذا الشهر العظيم إلا وتحقق لهم النصر على أعدائهم وكُتب لهم الغلبة والتمكين ، وفي هذا دلالة واضحة على أن رمضان ليس شهر التكاسل والتقاعس، إنما هو شهر الجد والاجتهاد والإقبال على كل ما يرضي الله سبحانه وتعالى.
كما أكد أن للنصر أسبابا لا يتحقق إلا بها، ومن عوامل القوة التي تساعد على النصر : الإيمان الصادق ، والعمل الصالح ، والصبر والثبات ، وتحمل المسئولية مع صدق الأخذ بالأسباب والتوكل على الله (عز وجل) ، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، فإذا تحققت الأسباب تحقق النصر بإذن الله تعالى.
كما أشار إلى بعض الانتصارات العسكرية وربطها بواقعنا المعاصر ، ففي يوم بدر خاض المسلمون أول معركة فرق الله (جل وعلا) فيها بين الحق والباطل في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، وتوالت الأحداث فجاء فتح مكة وهو الفتح الأعظم في حياة الأمة الإسلامية، ثم معركة عين جالوت ومعركة القادسية وغيرها، وفي عصرنا الحاضر كان العاشر من رمضان أعظم ملحمة في التاريخ لخير أجناد الأرض، والتي أعادت لمصر وللوطن العربي والإسلامي مشاعر العزة والكرامة، وانتصرنا بفضل الله تبارك وتعالى.
وأشار إلى أن الحروب انتقلت بعد ذلك إلى حروب من نوع جديد، ربما لا تحتاج إلى الدبابات والطائرات وإنما تغزو الأفكار والعقول فصارت حروب الجيل الرابع والخامس ، ومن خلال الشائعات صارت أصعب وأخطر ، فعلينا أن نستلهم روح العاشر من رمضان، ونعمل بإخلاص وإتقان من أجل رفعة الوطن ورقيه .
ووجه التحية لجيش مصر العظيم وجنودنا البواسل ، وكذا الجيش الأبيض من أطباء وتمريض ومسعفين ، وكل من يعمل في المجال الطبي سائلا المولى تبارك وتعالى أن يحفظ مصر والإنسانية جمعاء من كل سوء وبلاء .
اقرأ أيضًا
مؤسس حملة 15 مليون معاق: ذوي الإعاقة فقدوا عملهم والدولة لم تدعمهم في أزمة كورونا
المالية: نحاول تجنب التضخم وارتفاع الأسعار ولا نستخدم منطق الفزاعة وندير الأزمة بهدوء