مهندسة مصرية تصل للعالمية .. بحث يحدد سبع معايير لبناء مسكن لطفل التوحد
قدمت الدكتورة ماجدة مصطفى، أستاذة العمارة والتشييد بالجامعة الأمريكية، بحث باسم عمارة التوحد، تتناول فيه شرح تصميمات انشائية جديدة خاصة بطفل التوحد.
وقالت الدكتورة ماجدة، إن الفكرة هي أن البيئة المحيطة بنا بشكل عام تؤثر بمدخلاتها الحسية على سلوكياتنا فما بالنا بطفل التوحد المصاب أصلا بخلل ادراكي وحسى وسلوكي – أي لديه إحساس زائد بالأشياء من حوله فمثلا ضوء الفلورسنت والزنة الصادرة عنه لديه احساس أعلى بهما من الشخص العادي
لأنه لا يوجد لديه (فلتر) داخلي لضبط او فلترة مدخلات هذه البيئة آلية كالأصوات والأضواء والروائح.
بالتالي فكل هذه المدخلات الأصوات والاضواء تصل إليه مضاعفة عشرات المرات وهو ما يثيره ويسبب له اضطراب سلوكي وتشتت انتباهه، بالتالي مطلوب محاولة تقليل الضغط عليه وتحسين البيئة وجعلها أكثر ملائمة له لترويض سلوكه وادماجه بشكل أفضل في المجتمع
أي من خلال تصميمات معمارية وضعت معاييرها تخفف اضطراباتهم، وتساعدهم على التكيف والتواصل مع المجتمع بشكل أفضل.
وعن بداية البحث كشفت الدكتورة ماجدة عن طلب جمعية نحو التقدم لرعاية أطفال التوحد تصميم مقر جديد للجمعية ليستوعب هؤلاء الأطفال وبحثت عن معايير أو كود عالمي لتصميمات مباني خاصة بالتوحد فلم أجد، حتى أنى سألت هيئة الكود العالمية وكان ردهم –لا يوجد عكس باقي الإعاقات الجسدية لها معايير وكود عالمي تُراعى في كل الانشاءات مثل الارتفاعات، الممرات، اتساع الطرقات والاسانسيرات وهكذا.
فقررت عمل بحث لوضع معايير خاصة بالتوحد ومكثت 6 شهور كاملة في حالة مراقبة تامة لهؤلاء الاطفال ومدرسيهم واولياء أمورهم لكى أقف على احتياجاتهم في مبنى جديد خاص بهم، البحث نتج عنه سبعة معايير معمارية تساعد على خلق بيئة مناسبة لأطفال التوحد، وهى معايير عامة تناسب المسكن والمدرسة والنادي وغيرها، وتعتبر أول مجموعة معايير علمية على مستوى العالم لتصميم مبنى أو بيئة معمارية لذوى التوحد من كل الأعمار، وهذه المعايير تم الاعتراف بها عالميًا ونشرت على نطاق واسع وسجلت باسمي .
وشرحت أستاذة الجامعة الأمريكية المعايير السبعة، وقالت:
المعيار الأول: هو التحكم في الصوتيات حتى لا يكون هناك صدى صوت أو ضوضاء تمثل مشكلة في البيئة السمعية لأطفال التوحد. يلاحظ أن سلوكيات طفل التوحد تختلف في بيئة بها ضوضاء عنها في بيئة هادئة
هذا لا يعني عزل الصوت تمامًا، أو عمل حجرات عازلة له؛ لأنه لن يستطيع الاندماج مع المجتمع فيما بعد، وإنما هي درجات تحكم حسب حالة الطفل واحتياجاته، بمعنى نحترم خصوصيته ونتحكم في الضوضاء قدر الامكان في البيت وفى المدرسة فمثلا يمكن عزل صوت صفارات الهواء القادمة من الشباك من خلال كاوتش الالوميتال وتقليل استخدام أصوات التليفزيون والراديو في البيت باستمرار، وأيضا لابد من التحكم في الضوء حتى لا يحدث له نوبات غضب وإثارة.
المعيار الثاني: وهو التدرج الفراغي، لأن من سمات التوحد هو التمسك بالروتين فالطفل التوحدي يشعر بالأمان والراحة في حياته الروتينية.
بمعنى أنه لابد ان يتوافر في التصميم ما يضمن له تحقق هذا الروتين فمثلا عند انشاء مدرسة يراعى فيها حركة روتينية بين الفصول وفناء المدرسة وحجرة الموسيقى وهكذا.
المعيار الثالث: فراغ الهروب، وهو فراغ محدد وصغير الحجم يناسب شخص واحد فقط ويعتبر ملاذاً لطفل التوحد عندما يحدث له توتر بحيث سيكون المكان ملجأ له لتهدئته قبل الرجوع إلى نشاطه. ويمكن لكل أم عمله لابنها في البيت في ركن صغير وفى كل الأماكن العامة في المدارس والمولات والنوادي، فالطفل يتعرض لضغوط تثيره كما قلنا من الضوضاء ومن الأضواء وغيرها فيحتاج أن يأوى إلى ركن هاديء مع نفسه لبعض الوقت يضبط حواسه ويخرج بعدها عادى.
المعيار الرابع: تقسيم الفراغ بمعنى أن لكل نشاط فراغ محدد ولا يشترط أن يكون في صورة حوائط فقد يكون من خلال التخطيط أو الفرش أو تحديد بالألوان على الأرض. فالطفل الذي يأكل ويذاكر وينام ويلعب ويشاهد التليفزيون في نفس الحجرة يعتبر تنظيم غير جيد لطفل التوحد ويحدث له خلط في الأمور وتشتت.
المعيار الخامس: خلق الفراغات الانتقالية وهو فراغ انتقالي يكون قبل المكان الذي ينتقل إليه طفل التوحد حتى يكون هادئاً. فمثلا في البيت
الفرق بين المطبخ مثلا وحجرة النوم فالطفل قد يكون مصاحب لامه في المطبخ حيث الضوء والروائح والأصوات المتداخلة خلاط على ثلاجة وروائح شديدة وهكذا ثم ينتقل لحجرة النوم واقع الحال لن ينام فلابد من بيئة وسطية هادئة يلعب بها لتهدأ حواسه وبعدها يدخل لينام . وفى المدرسة ممكن ان يكون الفراغ الانتقالي ما بين الحصص على شكل مقاعد في الطرقات أو كهف أو تجويف داخل الحيطة به مقعد .
المعيار السادس: التقسيم الفراغي الحسي، ويتم طبقًا للبيئة الحسية وليست للنشاط، فمثلاً الأماكن الهادئة بجوار بعض وأماكن الضوضاء مع بعض.
المعيار السابع: الأمن والأمان حتى تكون المواد المستخدمة آمنة فلا يكون بجواره مواد تسبب خطورة مصنوعة من الزجاج أو سخانات بدورة المياه وذلك لأن أطفال الأوتيزم “التوحد” ليس لديهم شعور بالخطر.
وأكدت الدكتورة ماجدة، أن البحث اعتمد بشكل رسمي، وتم وضع المعايير السبعة بحيث تكون كود عالمي معترف به.