وظائف حكومية للمعاقين في الامارات ومراكز عالمية لرعايتهم
إذا كان العالم يتوقف عند 3 ديسمبر سنوياً المصادف لليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة للتذكير بما ينقصهم، فإنها مناسبة في الإمارات لإبراز ما قدمته هذه الفئة على كل المجالات، وبإقرار ذوي الاحتياجات أنفسهم لا تدخر الإمارات جهداً ولا مالاً ولا تشريعات لدعمهم، إضافة إلى دور مراكز التأهيل والتوظيف، وتوفير الأندية الرياضة المنتشرة في أنحاء الإمارات، تسعى الجهات المعنية لتوفير المرافق الخاصة بهم في الأماكن العامة، من مواقف سيارات ومنحدرات ودورات مياه وكراسي متحركة، والإعفاء من رسوم بعض الخدمات، إضافة إلى الدمج في المدارس والجامعات وتوفير الوظائف حسب نوع الإعاقة .
تضم مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات في أبوظبي، العديد من مراكز المعاقين في الإمارات، منها مركز أبوظبي للتأهيل الطبي، ونادي أبوظبي للرياضات الخاصة، ومركز العين للمعاقين ونادي العين للرياضات الخاصة، وكلها مستقلة عن وزارة الشؤون الاجتماعية، وتحتوي دبي، مركز راشد للرعاية الخاصة، ومدرسة النور، ونادي دبي للرياضات الخاصة .
وتعد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وهي أم مراكز المعاقين في الدولة، وتترأسها الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، ونادي الثقة للمعاقين، ويتبعها مشاريع الثقة، إضافة إلى جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين، أما عجمان، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة، فمراكزها تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية .
يؤكد فاضل المنصوري، عضو مجلس إدارة في اتحاد الإمارات لرياضة المعاقين ومدير في مجلس أبوظبي الرياضي، أن الإمارات مهتمة بتوظيف المعاقين، ولديها مراكز تأهيل الشباب ومتوسطي العمر وكبار السن، كما يوجد في كل مدينة أندية رياضية خاصة بهذه الفئة لتأهيلهم وتدريبهم رياضياً .
ويقول: إضافة إلى المعونة التي تقدم للمعاقين، تشترط توظيف نسبة معينة منهم في كل دائرة من دوائر أبوظبي الحكومية تشجيعاً على انخراطهم بالعمل والإنتاج، كل حسب حالته والعمل الذي يستطيع أن يؤديه، كما تقوم مؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات في أبوظبي، عبر المراكز التابعة لها الاهتمام بهذه الشريحة والوقوف على متطلباتهم .
يبين عيسى مخشب، نائب رئيس مجلس إدارة نادي الثقة للمعاقين في الشارقة، أن التوظيف نال اهتماماً كبيراً خاصة لأصحاب الإعاقات الحركية والبتر والصم وبعض المكفوفين، لكن الإعاقة الذهنية لم تنل نصيبها .
ويضيف: نرحب بفكرة الدمج، خصوصاً للمصابين بالشلل الدماغي ومتلازمة دوان، لكن المدارس غير مهيأة لاستقبالهم، لأن المعلمين لم يحصلوا على دورات من قبل الشؤون الاجتماعية، كما أن الكراسي لا تناسبهم، ويتم الاعتماد على المرافق، رغم وجود المنحدرات والكراسي المتحركة والمصاعد ودورات المياه الخاصة بهم .
قضى عبدالله الكثيري، إعاقة حركية 10 سنوات من عمره في الوظيفة، ووصل بالتدريج والمثابرة إلى مسؤول شؤون الموظفين في مشاريع الثقة للمعاقين، ومع أنه يمشي على عكاز، يقود سيارته، ويعتمد على نفسه كعضو منتج في المجتمع .
ويقول: اقتطع وقت الفراغ لبعض الهوايات، وشاركت بالتمثيل في مسرحية “الجوهرة”، مع مجموعة من المعاقين، وعرضت في أكثر من إمارة، ولدينا مسرحيات مقبلة .
ويشجع المعاقين على التوجه نحو النشاط والعمل، متسلحين بالعزيمة والإصرار .
فاطمة المنهالي، إعاقة حركية وموظفة في الإدارة العامة لمرور شرطة دبي، تقول: بعد أن بدأت بالعمل شعرت بأنني قادرة على الإبداع وأنني غير معاقة، خصوصاً أن زوجي يعمل في المكان نفسه، ونكون أول الموجودين في الدوام، استفدت من وقت فراغي في المساء لفتح محل لبيع الحقائب والإكسسوارات النسائية في القرية العالمية.
وتقول: أعمل لأنني لا أحب الجلوس في المنزل، كما أنني رياضية متفوقة ورسامة حاصلة على العديد من الجوائز في المجالين وأقيم المعارض، وأنا عضوة في الهلال الأحمر، وأمارس كل هذه النشاطات لأن الدولة وفرت لي كل ما أحتاجه في الأماكن العامة .
استطاع عبدالله العريمي، إعاقة حركية، موظف في مستشفى الكورنيش في أبوظبي، ومتزوج وأب لأطفال، أن يتحدى الإعاقة الحركية بسبب شلل الأطفال وشق طريقه في الحياة بعزيمة وإصرار، وبفضل المزايا المتوافرة لذوي الإعاقة في الإمارات، يخرج في الصباح إلى العمل ودراسته بكالوريوس المحاسبة ويعود إلى منزله في المساء، ويؤكد أنه غير نادم على إعطاء وقت راحته للدراسة لأنه يريد أن يطور مستواه العلمي وخبرته .
ويقول: يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة بالكثير من المزايا، ومنها مواقف السيارات والإعفاء من رسوم “سالك”، ولدينا أولوية إجراء المعاملات في الدوائر الحكومية، وهي حوافز كي نخرج من بيوتنا ونتفاعل مع المجتمع .
ثامر الصاهود، إعاقة حركية، سكرتير مشاريع الثقة للتأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة، يقول: خضعت لدورات كثيرة خلال عملي، منها دورات مجتمعية، وأخرى في مجال الإدارة واللغة الإنجليزية، السكرتارية، نشارك بمعارض لعرض خدمات مشاريع الثقة لدعم عمل المعاقين، إضافة إلى التوعية المجتمعية بالمعاقين .
وزوجتي معاقة وتعتمد على كرسي متحرك، ولدينا ابن وابنة، ونعيش حياة مملوءة بالنشاط .
بدرية الجابر، إعاقة سمعية، تقول: استطعت التغلب على إعاقتي بمساعدة والدي الذي أدخلني مدرسة لتأهيل المعاقين وتركيب سماعة مناسبة لأذني .
وعن أنشطتها تضيف: أعمل معلمة حاسوب في مركز دبي لتأهيل المعاقين في دبي، وأعمل في المساء في نادي دبي للمعاقين إدارية في لجنة فتيات الصم، كما أنني عضو في اتحاد الإمارات لرياضة الصم .
تخلص صديق عباس، إعاقة حركية وسكرتير مشاريع الثقة للتأهيل وتشغيل ذوي الإعاقة، من العجز النفسي بعد أن عمل في المركز، ويذهب إلى العمل بسيارة الموظفين، وتعرف إلى زوجته عن طريق العمل ولديهما طفلان .
ويقول: أمارس حياتي بشكل طبيعي، لأن كل الأماكن مهيأة لاستقبالي .
عادل الزمر: الاهتمام ملحوظ
يوضح عادل الزمر، رئيس جمعية الإمارات لرعاية المكفوفين، أن المعاقين في الإمارات يحظون باهتمام ملحوظ يتجلى في العديد من الجوانب، وأن الدولة سباقة على مستوى المنطقة في تقديم مختلف الخدمات لأبنائها من المعاقين وكفالة حقوقهم بالتشريعات والقوانين التي تمكنهم من ممارسة أدوارهم في المجتمع بشكل طبيعي .
ويقول: حرصت القيادة على توجيه المؤسسات بتوفير احتياجات الإماراتيين والمقيمين من المعاقين، ودائماً نتلقى أخباراً مفرحة، وأحدثها طباعة كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “ومضات من فكر” بطريقة “برايل”، كما بادرت جمعيتنا بطباعة كتاب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “سرد الذات” بالطريقة نفسها، في معرض “سايتمي”، ووزع على مؤسسات الدولة ودول الخليج التي تدعم المعاقين بصرياً .
ويرى أن المناسبات والاحتفالات الخاصة بذوي الإعاقة مؤشر إيجابي على أن هذه الفئة تحظى باهتمام، ويأمل أن تكون هناك قناعات لدى المعاقين قبل الأصحاء بأهمية وجودهم وأدوارهم وإمكاناتهم بتوظيفها في المؤسسات.