نحن كمواطنين مشغولين في فيروس كورونا، لكن الدولة مشغولة الآن في إيه، هذا سؤال يطرح نفسه؟، فيما تفكر الدولة، ربما لا يتوقف عقلها عن الأسئلة والاحتمالات والمخاطر.
أولًا: الحكومة بدأت السنة المالية بعجز مالي يقترب من 600 مليار جنيه في ميزانيتها وطبعًا استلفتهم.
ثانيًا: فجأة حصل هلع فيروس كورونا في العالم، فاقتصادنا هيتأثر جامد، ايراد قناة السويس ربما يتراجع بسبب توقف حركة التجارة الدولية وايراد قناة السويس مهم جدًا للحكومة، حوالي 6 مليار دولار
ثالثًا: لا تزال الحكومة تستوعب تراجع ايراد قناة السويس، حدث إلغاء 70% من حجوزات السياح، وده خراب مستعجل للحكومة وللعاملين في القطاع السياحي.
رابعًا: ولأن المصائب لا تأتي فرادي، فالمؤكد أن شركة مصر للطيران ستخسر كثيرًا بسبب توقف أغلب رحلاتها لدول العالم التي أغلقت مطاراتها، إضافة إلى انخفاض البترول، وصل سعره للنصف وربما يؤثر على تحويلات المصريين بالخارج للبنوك المصرية.
خامسًا: لأن الصين أغلقت أغلب مصانعها، ونحن في مصر نستورد بـ14 مليار دولار، ولازم بديل لها وهو أوروبا التي أسعار منتجاتها ستكون أغلى من أسعار الصين، مما سيضغط علي الدولار، والاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي.
سادسًا: وسط كل ده، مطلوب من وزير المالية تدبير 100 مليار جنيه لمحاصرة فيروس كورونا مثلما أعلن الرئيس السيسي.
من المؤكد أن هذه الظروف ضاغطة على أعصاب الحكومة والقيادة السياسية، خاصة أننا لا زلنا في مرحلة التقاط الأنفاس، بعد تجربة الإصلاح الاقتصادي.
تخيل الرئيس والحكومة جالسين يحسبوها يمين وشمال، يأتي موضوع سد النهضة وتعنت اثيوبيا، ومطلوب من الدولة التعامل معه بحنكة وعدم الانزلاق إلى حرب، هذا إلى جانب أن كل هاجس انتشار فيروس كورونا بين المصريين ضاغط أيضًا على قيادات الدولة والكل يضع يده على قلبه، واستمرار أزمة كورونا عالميًا، لا يتحمله اقتصادنا إلا شهرين فقط، أكثر من كده صعب جدًا.
يجب أن لا نغفل أن 60% من طعامنا مستورد، طيب لو العالم استمر قافل على نفسه. ماذا نفعل؟
هذا جزء من الصورة على مكتب رئيس الجمهورية ومعه أجهزة الدولة، بلدنا فعلًا في أزمة وتواجه ظروفًا صعبة تتطلب أن يكون المواطن على مستوى المسؤولية.
إيه رأيك بقى، مش شايف أننا فعلًا لازم ندعم الدولة وكمان نحط ايدينا في ايد بعض، ملناش إلا كده بعد كل دولة ما قفلت علي نفسها وبتقول يلا نفسي.
إحنا في لحظة فارقة ولازم نكون علي قد المسؤولية، ومفيش مسؤول يطلع يقول لك الكلام ده ولا حتي الرئيس نفسه، ساعتها يخرج كلاب السكك تنهش ف البلد وتنتهزها فرصة.
ياريت نبطل شكوي من حاجات صغيرة مضايقانا وفكر في التحدي اللي بيواجه البلد الآن.
ما تعلمه كمواطن هو قليل جدًا
اللهمّ احفظ مصر
نشر الكاتب الصحفي والإعلامي محمد على خير المقال كمنشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك
اقرأ أيضًا
وزير التعليم يكشف أماكن إصابات طلاب بالكورونا بالمدراس “مش عاوزين نبقى زي إيطاليا”
