كتبت ــ صفا بكري
موهبة الرسم موهبة لم يمتلكها الجميع، فهى موهبة صعبة بما فيها من خطوط دقيقة وتفاصيل أدق بالرسم والتلوين وكما يوجد عدة أقسام بالرسم سواء بالفحم او اكريليك او بالرصاص أو بألوان خشبية والكثير من الأنواع الأخرى، وهو مشقة كبيرة عند الأشخاص الأصحاء، فماذا عند الأشخاص الذين فقدوا أيديهم ويقوموا بالرسم بالفم أو بالقدم فهذه مشقة أكبر.
الدكتور “رضا فضل” الحاصل على دكتوراه فى الاتجاهات التعبيرية والأساليب الأدائية فى أعمال التصوير للفنانين ذوى الاحتياجات الخاصة(دراسة تحليلية)،وهى أول رسالة دكتوراه فى الرسم والتصوير لذوى الإعاقة بدون كفين، يحكى قصته لنساعد ويقول”لم تكن أبدا إعاقتي عائق بالنسبة لى، فأنا تعايشت معها وقدرت أتخطى أى صعب يقابلني، ختمت القرآن الكريم وأنا فى أولى إعدادى، والتحقت فى كلية التربية الفنية بجامعة الأزهر 2003، وحصلت على المرتبة الأولى خلال الأربع سنوات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ويقول أن الرسم بالفم أصعب من الرسم بالقدمين لأنه يعتمد على تحريك عضلات الفك والرقبة، فيستغرق وقتا أكثر، فرسمت بفمى لوحة شهداء” كرم القواديس” وأهديتها للرئيس السيسي، ففى افتتاح معرض” تراثنا” قابلت الرئيس وأهديت له لوحة الشهداء الذين استشهدوا عام 2014 على أيدى الارهاب الغاشم .
وأشار فضل” إلى أنه التحق ليكمل دراسته بالفن والتحق بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان وحصل على دبلومة تكميلية عام 2007 وكان بتقدير امتياز أيضا، وكان بذلك الوقت أحضر رسالة الماجيستير وحصلت عليها عام 2014بتقدير امتياز.
حصل” فضل” على العديد من الجوائز، فحصل على أكثر من 30 تكريما داخل مصر وخارجها، تم حصوله على جائزة أول جمهورية فى مسابقة مصر الحاضر والمستقبل عام 2003، وأول جمهورية فى مسابقة الرسم الابداعى، وجائزة أول الوطن العربى بمهرجان الشباب العربي الحادى عشر 2008، وجائزة أول صالون الفن الخاص بوزارة الثقافة عام2011و2013، تم تكريمه بدولة تونس، وله مقتنيات حاليا باليونسكو واليونيسيف، شارك فى أكثر من 40معرض محلى ودولى، ويسعى لاستكمال مسيرته الفنية وإمكانية ايجاد دعم مادى له لمساعدته على حضور المعارض خارج مصر بانتظام، حيث انه غير قادر على تحمل نفقات السفر خارج مصر.
ويقول” إنه قادر ان يعيش من بيع لوحاته من خلال تلك المعارض وتتراوح من 700 ل12000 جنيه مصري. وأضاف “فضل” بأنه مدرس مساعد بجامعة الأزهر بعد ما تم رفضه من قبل نظرا لإعاقته وهو كان أول المرشحين بمحافظته، وتم رفعى لدعوى قضائية، حتى حصلت على جواب تعيينى بجامعة الأزهر.
من أعماله الفنية لوحته” ميردام- سيدة البحر” رسمها بقدمه اليسرى وبها صورة سيدة حالمة بإطلالة من البحر تتطلع إلى الأفق، ولوحته ” المرأة والعصفور” رسمها بفمه وبها حوار بين إمىرأة من الخيال وعصفور صغير يقف علي كتفيها بألوان الشمع .
واستكمل كلامه” بأنه لايرى كلمة إعاقة، ولا أرى نفسي معاقا لأننى تغلبت عليها، إذا لست معاقا، لأن الإعاقة هى التى تمنع الشخص من تحقيق هدفه، لكن أنا حققته بفضل الله، وأن يرى إعاقته نعمة وليست نقمة، ويتمنى أن تكون إبداعته الفنية تبقي مصدر الهام لكل ذوى الاحتياجات.
اقرأ أيضًا
استخراج جواب سيارة ذوي الإعاقة ولينك التقديم والاستعلام عن الكشف الطبي 2020
بطاقة الخدمات المتكاملة 2020 .. 13 سؤال وجواب عن التنشيط والاستلام والمرحلة الثانية