يفتتح طريق الكباش اليوم، هو عبارة عن طريق مواكب كبرى لملوك الفراعنة وكانت تحيى داخله أعياد مختلفة، منها عيد «الأوبت»، وعيد تتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية تخرج منه، وكان يوجد به قديما سد حجرى ضخم كان يحمى الطريق من الجهة الغربية من مدينة الأقصر العاصمة السياسية فى الدولة الحديثة «الأسرة 18» والعاصمة الدينية حتى عصور الرومانية.
تقسيم طريق الكباش
“الأول” : يبدأ من الصرح العاشر لمعبد الكرنك ويتجه جنوبًا لمسافة 300 متر حتى بوابة معبد موت، وهذا الطريق تم إنشائه فى عصر الملك توت عنخ آمون، وهو يعتبر أقدم أجزاء الطريق الظاهرة حتى الآن، وهذا الجزء من الطريق تتراص على جانبيه تماثيل بشكل أبو الهول بجسم أسد ورأس كبش، وهى تماثيل ضخمة، جالسة على قواعد ذات نقوش، يتراوح وزن التمثال ما بين 5 و7 أطنان، وطوله يصل إلى 3 أمتار و70 سم، وعرضه متر وربع، والتماثيل جميعها عبارة عن جسم أسد برأس كبش وتحتضن تمثال رمسيس الثانى “رمز الحماية”، والكبش نفسه يعبر عن المعبود آمون.
“الثانى”: هو تماثيل الكباش الموجودة أمام معبد خنسو أحد معابد الكرنك أيضًا، وهى تأخذ شكل الكبش الكامل، وتعود لعصر أمنحتب الثالث الذى بدأ تشييد معبد الأقصر، وموقعها الحالى لم يكن مكانها الأصلى بينما كانت موضعها فى أحد المعابد الجنائزية فى البر الغربى فى طيبة، وتم إحضارها فى هذا المكان فى عهد الملك حريحور أحد ملوك الأسرة 21.
“الثالث”: هو طريق الكباش الممتد من معبد نوت أولا باتجاه الغرب أو باتجاه النيل لمسافة حوالى 200 متر ثم ينحرف جنوبًا فى اتجاه واحد بطول 2000 متر حتى يصل إلى معبد الأقصر، وهذا ما بناه الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية آخر أسرات عصر الفراعنة، والتماثيل الموجودة فيه أصغر حجمًا من الجزاءين السابقين، ويأخذ شكل جسم أسد ورأس أدمى يحمل ملامح الملك نختنبو الأول.
تاريخ طريق الكباش
يعود طريق الاحتفالات إلى قبل أكثر من 5 آلاف عام، عندما شق ملوك مصر الفرعونية فى طيبة «الأقصر حاليا» طريق الكباش لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات أعياد الأوبت كل عام، وكان الملك يتقدّم الموكب ويتبعه علية القوم، كالوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبى الطريق، يرقصون ويهللون فى بهجة وسعادة، وبادر إلى شق هذا الطريق الملك أمنحوتب الثالث، تزامنا مع انطلاق تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر فى إنجاز «طريق الكباش» يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية «آخر أسر عصر الفراعنة».
بدأت أعمال الحفائر بالطريق فى نهاية الأربعينيات من القرن العشرين بواسطة الأثرى زكريا غنيم، حيث قام عام 1949 بالكشف عن 8 تماثيل لأبى الهول، كما قام الدكتور محمد عبدالقادر 1958م- 1960 م، بالكشف عن 14 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد عبدالرازق 1961م – 1964 بالكشف عن 64 تمثالا لأبى الهول، وقام الدكتور محمد الصغير منتصف السبعينيات حتى 2002 م بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، والطريق المحاذى باتجاه النيل، كما قام منصور بريك عام 2006م بإعادة إعمال الحفر للكشف عن بقية الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن، بالإضافة إلى قيامة بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور.
تفاصيل مشروع طريق الكباش
المشروع العملاق سيجعل من الأقصر متحفا مفتوحا، نظرا لأن الطريق يربط معابد الكرنك شمالا بمعبد الأقصر جنوبا، ليصل إجمالى أطوال الطريق إلى 2700 متر، بعدد ما يقرب من 1200 تمثال، ويتراوح وزن الواحد منها ما بين 5 و7 أطنان، وطوله يصل إلى 3 أمتار و70 سم، وعرضه متر وربع، والتماثيل جميعها عبارة عن جسم أسد برأس كبش، وتحتضن تمثال رمسيس الثانى «رمز الحماية»، والكبش نفسه يعبر عن المعبود آمون، والذى تم الانتهاء من أعمال ترميمها بأيادٍ مصرية خالصة، بإدارة تفتيش الكرنك والإدارة الهندسة وإدارة الترميم، إلى جانب عدد من العمال المتخصصين فى رفع الأحجار.
وتمت إعادة الألوان الأصلية لتماثيل الكباش ورؤية الخراطيش المنقوشة عليهم بشكل واضح، كما أن الطريق ثرى فهو لا يحتوى على مجموعة من التماثيل فقط، بل إن المصرى القديم قام بعمل أشياء كثيرة بالطريق، منها أنه توجد بين كل قاعدة تمثال وأخرى أحواض من الزهور بشكل دائرى، ويتم توصيل مياه الرى الخاصة بمثل هذه الأحواض من خلال قنوات صغيرة من الطوب الأحمر.
والتى تنقل المياه إلى هذه الأحواض، ونستطيع أن نقول إن لدينا شبكة رى متكاملة على طول الطريق لرى الأشجار والزهور الموجود على طول الطريق، ويستطيع الزائر خلال جولته السياحية للطريق الذى جعل من الأقصر متحفا مفتوحا، مشاهدة اثنين من معاصر للنبيذ، وهى المعاصر الكاملة على الإطلاق فى صعيد مصر، والتى يتم وضع العنب بها وعصرها ثم حفظها وتخزينها، كما سيرى الزائر مناطق صناعية كثيرة بها أماكن لتصنيع الأنابيب والأوانى المخصصة لحفظ النبيذ، ولدينا المخازن التى يتم تخزين تلك الأوانى بها