“الانتباه والذاكرة والإدراك” تعرف على طرق كشف صعوبات التعليم عند الأطفال
كتب: رامي محمد
كيف نواجه مشكلة عدم قدرة أطفالنا على استيعاب العملية التعليمية مقارنة بزملائهم؟ سؤال صعب ومهم حاول الإجابة عنه الكاتب والباحث جمال مثقال القاسم في كتابه “أساسيات صعوبات التعلم”، الصادر عن دار صفاء للنشر والتوزيع عام 2015.
وأكد الكاتب، بعد مراجعة عدد من الأبحاث العلمية والدراسات التي حاولت الوصول لتشخيص صعوبات التعلم عند بعض الأطفال، أن يكون عنده صعوبة ما في القدرات أثناء نموه، أو يعاني في قصور، أو أكثر في واحدة من العمليات النفسية الأساسية التي تتطلب فهم أو استخدام اللغة المكتوبة والمنطوقة، ويظهر هذا القصور في نقص القدرة على الاستماع أو التفكير أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة في العمليات الحسابية.
وارجع الكاتب هذه القصور إلى خلل الإدراك أو إصابة في المخ، أو الخلل الوظيفي الدماغي البسيط، ولا يجوز أن تكون صعوبة التعلم ناتجه عن إعاقة سمعية أو بصرية أو حركية أو عن حرمان بيئي أو اجتماعي أو ثقافي.
ويجب أن نفرق بين صعوبة التعلم وبطء التعلم حيث أن السمة الرئيسة للأطفال بطيء التعلم، هي انخفاض نسبة الذكاء وتقع بين ” 70% إلى 90% “، وأن خصائصهم العلمية والنفسية والعقلية تختلف عن من يعانون من صعوبات في التعلم.
وحدد “الكتاب” فئات صعوبات التعلم إلى فئتين الأولى: لغوية “التعبير الشفهي والفهم المبني على الاستماع” والقراءة والكتابة.
والثانية: العمليات الرياضية “إجراء العمليات الحسابية والاستدلال الرياضي”.
ولكي تتعرف الأسرة على وجود صعوبات التعلم عند الطفل؟ هناك بعض الإشارات التي تدلنا على ذلك بداية من “الانتباه” لمجموعة من المؤثرات “سمعية أو بصرية أو ملموسة” وعندما يحاول الاستجابة، ولم يركز على المهمة التي بين يده يصبح مشتتا ويصعب عليه التعلم.
“الذاكرة” وهي القدرة على استدعاء ما تم مشاهدته أو سماعه أو ممارسته، فالأطفال الذين يعانون من مشكلة في الذاكرة البصرية والسمعية، يصعب عليهم إجراء العملية التعليمة كالقراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية.
“الادراك” بأن يكون لديه إعاقة في التناسق البصري والحركي، والتميز السمعي واللمس، والعلاقات المكانية.
“اضطرابات التفكير”، يكون لدية مشكلة في تقييم الأشياء، والمقارنة بينها، وإجراء العمليات الحسابية، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات.
“اضطرابات اللغة الشفهية” وتكمن في الصعوبات التي يواجها في فهم اللغة، والتعبير عن الأفكار لفظيا.
وأشار الكاتب جمال مثقال القاسم، إلى أن المعلمة يمكنها أن تصنف أن الطالب أو الطفل يعاني من صعوبات التعلم إذا ظهرت عليه بعض المشاكل الخاصة بالقراءة أو الكتابة أو التهجئة أو عدم قدرته على إجراء عمليات حسابية.
وأكد على أن صعوبات التعلم كغيرها من المشاكل التي تحتاج إلى كشف وتدخل مبكرين، ولذلك يمكن الكشف عنها في فترة الطفولة، وقبل دخول الطفل المدرسة، ووقتها يمكن حلها بسهولة.
أما المشكلة الرئيسية عندما يدخل الطفل المدرسة، ويبدأ في التعامل مع المواد العلمية والأكاديمية، تظهر عليه صعوبات التعلم ولا يمكن حلها بسهولة، وتستمر معه حتى وصوله لمرحلة المراهقة وما بعدها، إذا لم يتم الكشف عنها وتشخصيها بشكل دقيق ومبكر، وتقديم البرامج التربوية والعلاجية المناسبة له.