سلايدرمقالات الرأى

“أصداء صوتي” .. ابنتي سارة

بقلم ـ رامز عباس

 

بعد أذان الفجر بقليل أستيقظ استعدادًا للذهاب لعملي، أنظر للناحية الأخرى من الفراش حيث تنام طفلتي الأولي.

” سارة” كالملاك، رغم أننا لا نعرف ملامح الملائكة بعد، ولكن نشعر بالطيبة والبراءة، في وجوه أطفالنا النائمين لا يعنيهم من قريب ولا بعيد صراعات العالم وآلامه.

يطيل نظري لسارة البالغة من العمر “عاما” فقط واسترجع شريط كفاحي ضد التنمر في شارعنا القديم ومدرستي الابتدائية التي نلت فيها من التنمر ما يكفي العشرات من البشر ثم كفاحاتي حتى زواجي وإنجابها. وأنا أسأل نفسي ماذا ستظن.

” سارة” بأبيها وهي التي لم تراه مرهقًا ومكافحًا وهي تكبر يومًا بعد يوم يستطلع الفرص والأمل في طريق مليء بالألم والمعاناة.

طريق رسمه له فقدانه لحاسة السمع فأبي ألا يستسلم وسار فيه ليحوله لقوة نجاح وقصة تبعث على الفخر كلما سمعها الناس “سارة” لن تعرف كيف بدأت أحلامي، ولماذا غالبيتها لم يتحقق لأنني الآن منشغل بالتفكير في أحلامها هي. ماذا ستريد وكيف ستبدو رغباتها؟

وهل سعادتها في ستكون في التفوق بالعلم أم الرياضة أم العمل الناجح؟

فسارة مخيرة عكسي وخياراتها يحميها الله ثم والدتها وأنا، خيارات سارة قد لا تكون سهلة للغاية ولكنها سوف تأتي في وقت لا يزال يعاني فيه والدها من التنمر والإقصاء لا لشي سوي لأنه فقد الإحساس بأحد حواسه وتعطلت طرق عملها فانقطع اتصاله بالعالم فأنغمس في همة.

أن تتجنب هي ما حدث له !فلماذا أقلق إذن ؟ أقلق من لحظة ستنادي فيها “بابا” ولن أسمع صوتها العذب

وقد تغني أغنية رائعة وأيضا وتريد رأيي في صوتها ولن أسمعها

قد تحزن لما أنا فيه من صمم وقد تفرح مثلي وتتصالح مع فكرة إن أبيها أصم.

ولكن ما أنا واثق منه أنها ستفخر بي عندما تشاهد لقاءاتي التلفزيونية وحواراتي الصحفية وكتاباتي بمزيد من الثقة، ستفخر “سارة” إن ما رأت أن الإرادة الداخلية مثل ما لدي ضمن مكونات بناء الإنسان وسبب من أسباب تفوقه ونجاحه.

سأحكي لسارة قصص عديدة لتنشأ في مجتمع رحيم داخل وجدانها فتحب من سأحكي لها عنهم مثلما أحببتهم أنا وفعلت زوجتي وهي تساندني في رسالتي منها قصة مصابي متلازمة داون، وأبناء طيف التوحد النبلاء.

وقصة الصم وبهجة مزروعي القوقعة بالأصوات بعد الجراحة.

وقصص أصدقائي من جعلوا أنفسهم بكراسيهم المتحركة رموزا تفخر بها الناس

وقصص الإعلاميين من لديهم بصيرة أقوي من البصر

وأيضا من قصر طولهم فغمروا المسارح فنونا راقية وحبا

سأحكي لها إن المدينة الفاضلة نبنيها بداخلنا، وبأخلاقنا فقط سوف نشعر أننا سكانها، سارة أحبك وأثق أنك ستفخرين فليحفظك الله.

اقرأ أيضًا 

“التضامن” تعلن فتح باب التسجيل للحصول على “الخدمات المتكاملة”

شروط الاشتراك بمسابقة الأسرة المصرية لذوي الإعاقة

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى