تقارير

الإفصاح عن الذات أهم طرق علاج الإعاقة السمعية

 

كتب رامي محمد 

كشفت دراسة حديثة صادرة منتصف الشهر الماضي عن أهمية الإفصاح عن الذات وعلاقته بالقلق الاجتماعي لدى المراهقين ضعاف السمع للباحثات، ولاء حنفي، وصفاء أحمد عجاجه، ومحمد السيد عبد الرحمن، الأساتذة بكلية التربية جامعة الزقازيق.

وتهدف الدراسة إلى التعرف على العلاقة بین الإفصاح عن الذات والقلق الاجتماعي لدى المراهقین ضعاف السمع، وتكونت عينة البحث من 60 مراهقاً ضعاف السمع نصفهم من الذکور،  الونصف الثانى إناث، وتتراوح أعمارهم من 15 لـ17 عامًا، وجميعهم من طلاب مدرسة عمر بن الخطاب لضعاف السمع بمدینة المنصورة محافظة الدقهلیة.

وتوصلت نتائج لوجود علاقة سلبیة بین الإفصاح عن الاهتمامات والامور الدراسیة والمظهر البدني والدرجة الكلیة والقلق الاجتماعي، بینما الاعراض الفسیولوجیة کانت العلاقة موجبة، بینما أشارت لوجود علاقة موجبة بین الإفصاح عن الاتجاهات والامور الشخصیة والعلاقات الاجتماعیة وبین القلق الاجتماعي، بینما ارتبط قلق التفاعل سلبیًا بالإفصاح عن الأمور الشخصیة والعلاقات الاجتماعیة، کما ارتبط التقییم السلبي للذات سلبیًا بالإفصاح عن الامور الشخصیة.

کما لا توجد فروق دالة إحصائیًا بین متوسطات درجات الذکور ومتوسطات درجات الإناث فی الإفصاح عن الذات، بینما وجدت فروق بینهم فی الإفصاح عن الاتجاهات والمظهر البدنی والدرجة الکلیة لصالح الذکور. لا توجد فروق دالة إحصائیًا بین متوسطات درجات الذکور ومتوسطات درجات الإناث فی القلق الاجتماعی، بینما وجد فروق بینهم فی التقییم السلبى للذات لصالح الذکور. کما اشارت النتائج الى عدم تنبؤ بعض أبعاد الإفصاح عن الذات بالدرجة الکلیة للقلق الاجتماعي لدی المراهقین ضعاف السمع.

يعد الإفصاح عن الذات جوهر الاتصال الشخصي وهو جزء لا يتجزأ من تفاعل الشخص الطبيعي مع من حوله، فالشخص القادر على كشف ذاته للآخرين يكون قادر على التواصل وبالعكس ويعد كشف الذات أو تقاسم المعلومات مع الآخرين استراتيجية للتكيف والتواصل مع الذات ومع المجتمع بأكمله.

يحدث الإفصاح عندما يشارك الفرد عن قصد المعلومات الشخصية عن نفسه التي تكشف عن شيء لم يكن معلوم عن نفسه، ولكن هناك العديد من العوائق المرتبطة بعملية الإفصاح، فعملية الإفصاح للأشخاص ذوي الإعاقة “فقدان السمع” غالبا ما تكون مليئة بالمناقشات الداخلية والقرارات الصعبة، قد يختار الشخص ذوى الاحتياجات الخاصة تجنب عملية الإفصاح عن الذات، لأنه يسمح له بالحفاظ على المعلومات الحساسة التي قد تغير تعامل الآخرين معه، وتجنبه بعض النتائج السلبية للوصمة، كتجنبه وصمه أنه معاق، كما يسمح للفرد بالحفاظ على خصوصية المعلومات الصحية الشخصية ويحتفظ بالسيطرة على جسمه.

وأكدت الدراسة على أن المعاقين سمعيًا بسبب فقد أو ضعف السمع ليس لديهم رغبه في الإفصاح عن الذات، وهذا الأمر يؤثر على حياتهم الاجتماعية والأكاديمية والاقتصادية كما يمنعهم من الالتحاق بالمؤسسات الضرورية اللازمة، مما يؤثر بالتالي على نجحهم النهائي في العملية التعليمية، وربما لا يكون هؤلاء قادرون على التمتع بالمشاركة الكاملة والمتساوية في الحياة.

تتبع مشكلة الدراسة من ملاحظة الباحثة عدم رغبة ضعاف السمع للتحدث مع الآخرين، وعدم رغبتهم في الإفصاح عن ذاتهم، كما يميلون للبعد عن التفاعل مع الآخرين، الميل لتكوين صدقات غالبًا ما يكون قليل مما يؤثر هذا عليهم، بالإضافة إلى انتشار القلق الاجتماعي مما يؤدي إلى الخوف من المواقف الاجتماعية والعزلة، والشعور بالوحدة النفسية مما يؤثر على حياة الفرد الاجتماعية، وما يترتب عليها من آثار سلبية على جميع جوانب حياته، مما دفع الباحثة للبحث عن أسلوب لتقليل هذا القلق لمساعدتهم على العيش حياة طبيعية ومستقلة.

كما أشارت العديد من الدراسات إلى أهمية مهارات الإفصاح عن الذات في تحسين مستوى الصحة النفسية لدى الفرد بصفة عامة حيث يعد بمثابة حافز وقائي ونقطة رئيسة في التدخل للعلاج للأمراض الاضطرابات النفسية والعصبية، في حين لم ينال هذه الجانب نفس الاهتمام لدى الأطفال ضعاف السمع لتدربيهم على مهارات تنمية الإفصاح عن الذات، وتقليل الاضطراب الاجتماعي.

وهدفت الدراسة إلى التعرف على مظاهر الإفصاح عن الذات للمراهقين ضعاف السمع في المدرسة والمنزل.

والتعرف على العلاقة بين الإفصاح عن الذات والقلق الاجتماعي لدى الطلاب ضعاف السمع، والتعرف على الفروق بين الذكور والإناث في الإفصاح عن الذات، والتعرف على انعكاس الإفصاح عن الذات في خفض مستوى القلق الاجتماعي لدى الطلاب ضعاف السمع.

وإعداد دليل للمعلمين المسئولين عن التدريب يتضمن أهم الاستراتيجيات اللازمة للمعلم حتى يدرب الأطفال ضعاف السمع عن الإفصاح عن الذات وتقليل الاضطراب الاجتماعي.

وتفسر الدراسة عدم وجود فروق بين الجنسين في القلق الاجتماعي يرجع لعدم وجود فروق في المشكلات التي يواجها الذكور والإناث، لأن كل من الطلاب القادرين على السمع وضعاف السمع، يعانون من مستويات متزايدة من القلق عند التعامل مع شخص آخر، كما يميل الطلاب ضعاف السمع لتسوية افصاحهم عن ذاتهم عند التعامل مع شخص آخر قادر سمعيًا، كما يعانون الطلاب ضعاف السمع من مستويات أعلى من القلق في التواصل مع أقرانهم .

كما تتميز هذه المرحلة باتساع دائرة المراهق الاجتماعية والتوحد بالآخرين من خارج دائرة الأسرة، ويظهر الذكاء الاجتماعي في القدرة على إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، فحاجة المراهق لإقامة لتكوين علاقات مع أقرانه لإظهار قدراته وامكاناته وأشعاره بالأمان والدفء، وممارسة الأدوار والتدريب على التفاعل والمشاركة الوجدانية، والتعبير عن حاجاته ورغباته ولتحقيق الاستقلالية وتحمل المسؤولية وتحقيق الهوية، فإدراك الهوية للمراهق ترتبط بتحقيق لهويته وتحديد معتقداته وفلسفته في الحياة وكذلك علاقاته الاجتماعية.

كما فسرت الدراسة أن للمعاق سمعيا طبيعة خاصة تميزه عن غيره لأن إعاقته غير ظاهرة وأقل وضوحا للعيان من الإعاقات الأخرى، فالإعاقة الخفية تتيح فرصة لأصحابها لعدم الكشف عن هويتهم لأن طبيعتها غير ظاهره فتسمح بالإفصاح الذاتي الاستراتيجي وإدارة الانطباع في لمن ومتى يتم الإفصاح عن الذات.

وقد يفصح المعاقين سمعيًا عن أنفسهم لأسباب عديدة منها طلب المساعدة، ولتجنب إعطاء الناس انطباعا خاطئا أو سلبيا عن أنفسهم ولتأكيد الحياة الطبيعة وللتعبير وتنمية العلاقات الاجتماعية والضبط الاجتماعي وغيرها من الأسباب، كما نجد لضعاف السمع بعض المعايير تحدد افصاحهم عن ذاتهم منها إذا كان الإفصاح متعلقا بالسياق الحالي أو موضوع المحادثة الدافع وراء طرح السؤال حول الإعاقة الحالة المزاجية للفرد ذو الإعاقة قوة العلاقة التي تربط الفرد بالآخر، إدراك الفرد لأهمية الموقف شعوره بالانتماء للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى