خدماتسلايدر

التوحد ونوبات الهلع التي تصيب المرضى وكيفية التعامل معها بالعلاج السلوكي المعرفي

 

كتبت: غادة سويلم

يعتبر التوحد أو الذاتوية  أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة  التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتويّ (Autism Spectrum Disorders – ASD) وتظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، بحسب أطباء متخصصين. وعلى الرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.

وكشفت إحصائية أن 6 من بين كل 1000 طفل في الولايات المتحدة يعانون من مرض التوحد وأن عدد الحالات المشخصة من هذا الاضطراب تزداد باضطراد، على الدوام.

ولم يعرف الأطباء، حتى الآن، ما إذا كانت هذه الزيادة، ازدياد فعليّ وحقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أو نتيجة الوعي بعد التعريف بالمرض وتوجيه الأهالي لسرعة التعامل مع الأبناء المصابين، أم نتيجة هذين العاملين معًا.

ولا يوجد علاج لمرض التوحد، حتى الآن، إلا أن العلاج المكثف والمبكر، قدر الإمكان، يمكنه أن يُحدث تغييرًا ملحوظًا وجديا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب. واستيعابهم الدراسي، وتطور علاقتهم بالمحطين بهم.

وانتشر مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فى الايام القليلة الماضية، لكلب يهدئ صاحبته، المصابة بمرض التوحد، أثناء إصابتها بنوبة هلع حادة. يظهر الفيديو شابة صغيرة في السن وقد أصابتها نوبة هلع شديدة، فقام الكلب بعناقها وتهدئتها، حتى عادت إلى وضعها الطبيعي.

ونشر موقع ” synapse” الامريكى والمتخصص بقضايا مرضى التوحد، دراسة امريكية توضح اكتشاف الأطباء للدور الإيجابي الكبير الذي يساهم فيه الاهتمام اللحظي بمرضى التوحد أثناء وقوعهم في نوبات الهلع.

كيف يمكن استيعاب نوبات الهلع والذعر التى تصيب مرضى التوحد؟

وأوضحت الدراسة كيف يمكن استيعاب نوبات الهلع والذعر التى تصيب مرضى التوحد؟ تشير الدراسة الى ان مرضى التوحد هم أكثر الاشخاص الذين يتعرضوا إلى القلق، مما قد يؤدي في المواقف القصوى إلى نوبات من الهلع، وهي تجربة مرعبة حيث يتفاعل الجسم كما لو كان في خطر كبير، في وضع لا يكون فيه معظم الناس بنفس درجة التوتر والخوف.

وتحذر الدراسة من أنه فى حالة تطور اضطرابات الهلع تلك الى نوبات هلع شديدة ومع تكرار حدوثها بجانب تركها دون علاج، سيكون لها تأثيرًا سلبيًا شديدًا على الحالة الصحية والنفسية لمصاب التوحد، مما يقيد بشدة حياة المصاب.

وأكدت الدراسة حدوث نوبات الهلع في أي وقت، بشكل متكرر ودون سابق إنذار، فغالبًا ما تستمر لبضع دقائق، ولكن في بعض الأحيان قد تستمر لمدة ساعة أو أكثر. في الفترة الفاصلة بين الهجمات، وغالبًا ما يشعر المصاب بالقلق الشديد، حيث يقلق من متى وأين ستكون النوبة القادمة وكيف سيتصرف وبماذا سيشعر.

يصاحب نوبات الهلع الأعراض الجسدية شديدة التأثير ، بما في ذلك خفقان القلب، وفرط التنفس، وآلام العضلات، والدوخة والتعرق ، إلى جانب الخوف من أن تؤدي النوبة إلى الوفاة أو فقدان السيطرة التام.

نوبات الهلع لدى مصاب التوحد تصاحبها بعض التأثيرات، وفقا للدراسة التى اجريت على حالات من مرضى التوحد، مثل:

– نوبات الهلع والأدرينالين

يجب على الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع أن يفهموا أن الأعراض الجسدية التي يعانونها من النوبة هي مجرد إصدارات متطرفة من الاستجابات الجسدية الطبيعية للخطر. حيث يؤدي إطلاق الأدرينالين في مجرى الدم إلى جعل القلب ينبض بشكل أسرع ويزداد معدل التنفس من أجل تزويد العضلات الرئيسية بمزيد من الأكسجين. ويتم تحويل الدم بعيدًا عن المناطق غير الضرورية بما في ذلك المعدة والدماغ واليدين (مما يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي والدوخة ووخز في اليدين)، وفقًا لما ذكرته الدراسة.

قد تتطور الامور عند الاطفال بأن تصبح الرؤية لديهم أكثر حدة ويمكن أن يسبب ذلك صعوبة مع الأضواء الساطعة أو تشويه الرؤية لديهم. في بعض الأحيان قد يبدو لهم أن الجدران قابلة للطي، أو في الحالات القصوى قد تظهر أشياء جامدة تتحرك أمامهم.

أثناء النوبة، يمكن أن يقتنع المصاب بأن الأعراض ناتجة عن مشكلة صحية كبيرة مثل النوبة القلبية أو ورم في الدماغ. يتسبب هذا الخوف في إطلاق المزيد من الأدرينالين، وبالتالي يحدث في بعض الحالات قصورًا للدورة الدموية للمصاب بالتوحد.

يمكن أن تكون نوبات الهلع مصحوبة بظروف أخرى مثل الاكتئاب، إذا أصيب شخص بنوبة هلع في السوبر ماركت أو أثناء وجوده في المصعد ثم ربط نوبات الذعر بهذه الأنشطة، فقد يبدأ في تجنبها. فقد تصبح حياة بعض الأشخاص مقيدة للغاية ويتجنبون الأنشطة اليومية العادية مثل التسوق أو القيادة أو حتى مغادرة المنزل، أو لن يقوموا بذلك إلا عندما يرافقهم شريكهم أو صديق موثوق آخر.

وتوضح الدراسة بأنه هناك عدد من العلاجات لنوبات الهلع مع بحث يُظهر أن العلاج السلوكي المعرفي هو أفضل ممارسة. يختار بعض الأشخاص الجمع بين عدد من خيارات العلاج.

فما هو العلاج السلوكي المعرفي؟

تشير الدراسة الى ان العلاج السلوكي المعرفي فعال للغاية. يعلم أولئك الذين يعانون من نوبات الهلع كيفية تحديد قلقهم وكيفية تغيير الأفكار التي تولد القلق. فالاعتقاد الأساسي مع العلاج السلوكي المعرفي هو أنه ليس الكثير من الأحداث هي سبب القلق ولكن ما نفكر فيه هو ما يعرضنا لتلك النوبات.

ولكن، بعض الأدوية المضادة للقلق، قوية جدًا وبعضها ينتج آثارًا جانبية شديدة عند بعض الأشخاص. في حين أن الدواء يمكن أن يعطي تخفيفًا قصير الأمد للأعراض، من المهم استخدام استراتيجيات أخرى أيضًا، بما في ذلك تقديم المشورة ومعرفة المزيد عن الحالة.

يمكن على سبيل المثال، اللجوء الى العلاجات التكميلية، حيث يشير بعض الأفراد إلى أن استخدام الأعشاب والفيتامينات يمكن أن يكون فعّالًا عند استخدامه بمفرده أو بالاشتراك مع علاجات أخرى، على الرغم من وجود مشكلة أساسية تتعلق بما إذا كان قد ثبت أنها علاجات قائمة على الأدلة أم لا.

النظام الغذائي وممارسة الرياضة مثلا تعتبر من العلاجات الفعالة للسيطرة على نوبات الهلع، فاللياقة البدنية والنظام الغذائي الجيد المتوازن، امران ضروريان للرفاهية العاطفية.

أيضا، بالنسبة لبعض المصابين بالتوحد، يمكن أن تعمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين مثل القهوة والشوكولاتة كمحفز لنوبات الهلع، ربما لأن الكافيين يمكن أن يسبب تغيرات جسدية مثل زيادة معدل ضربات القلب التي يمكن أن يساء تفسيرها على أنها بداية نوبة ذعر أو قلب. فحالة الخوف من هذه الأسباب يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى نوبة ذعر حقيقية.

تقنيات الاسترخاء والتأمل، يمكن أن تكون هذه مفيدة لتقليل التوتر أو لمساعدتك على التأقلم أثناء دخولك فى احدى نوبات الهلع او الذعر. هناك العديد من الكتب والنصائح التي يمكن أن تساعدك على تعلم هذه التقنيات.

ونصحت الدراسة بعدم محاربة الذعر، أو تعنيف الطفل المصاب بالتوحد عند الشعور به، ولكن أوصت الدراسة بالتعايش معه وفقا لما يناسب الحالة، والسيطرة عليه، فعند التعرض لنوبة هلع تذكر ما يلي:

أولًا: لا يهم إذا كنت تشعر بالخوف لأن هذه المشاعر هي مجرد مبالغة في ردود الفعل الجسدية الطبيعية. تذكر دائما، المشاعر مزعجة ومخيفة نعم، ولكنها ليست خطيرة.

ثانيًا: واجه الأعراض، لا تهرب منها. لا تضيف إلى ذعرك أفكار مخيفة حول ما يحدث أو إلى أين يمكن أن تؤدي إليه. اسمح بمرور الوقت ولتتلاشى مخاوفك.

 استخدم واحدة أو كل العبارات الإيجابية التالية:

أولًا: “هذا الشعور ليس مريحًا أو لطيفًا، لكن يمكنني قبوله”

ثانيًا: “يمكنني أن أكون قلقا وما زلت أتعامل مع الموقف”

ثالثًا: “سأترك جسدي يقوم بعمله. هذا سيمر”

رابعًا: “هذا القلق لن يؤذيني، حتى لو لم أشعر بالارتياح”.

اقرأ أيضًا 

العليا للفيروسات: عدد مصابين كورونا سيصل 5 إلى 7 أضعاف هذه الأرقام إذا تم عمل مسحة للجميع

العليا للفيروسات: عدد مصابين كورونا سيصل 5 إلى 7 أضعاف هذه الأرقام إذا تم عمل مسحة للجميع

كورنا يتفشى بين نزلاء الباقيات الصالحات وأنباء عن رفض الأبناء استلام ذويهم وأهل مصر تتدخل والتضامن تتابع

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى