مقالات الرأى

الدكتورة منال حسنة تكتب ( بدون أطراف)

بدون أطراف

وهل يستقيم أي شيء بدون أطراف؟ 

-نعم… ولكن. 

بالطبع يمكن أن تستقيم أشياء مختلفة بدون أطراف عن طريق إيجاد حلول بديلة، أو استخدام تقنيات أخرى. 

على سبيل المثال، فيما يتعلق بالنزاعات بين الدول، يمكن التوصل إلى تسويات، واتفاقات يستفيد منها جميع الأطراف المتنازعة.

  أما بالنسبة لحياة الإنسان، فإن الأشخاص الذين يعانون من ظروف طبية، أو إعاقات قد يستخدمون أدوات، أو أجهزة مساعدة للتعويض عن عدم وجود أطراف.

أما أصحاب الهمم يمكنهم تحقيق الكثير من الإنجازات، والنجاحات بمساعدة التكنولوجيا، والتقنيات المبتكرة.

أما الأمر الذي لا يمكن أن يستقيم بدون أطراف هو الطفولة.

 فالطفولة فيها خصائص  جسمية، وحركية، وعقلية، وانفعالية، واجتماعية 

فإن لم يكن هناك لعب، وركض، واستكشاف، وضحكات، وتواصل, والشعور بالأمان تكون طفولة ناقصة. 

ففقدان الأطراف عند الأطفال قد يسبب تداعيات نفسية، اجتماعية، اقتصادية، وتعليمية على الأطفال. وهنا بعض النتائج المحتملة التي يمكن أن تصيبهم:

1_ تداعيات نفسية: يعاني الأطفال من مشاكل في التكيف النفسي، ونقص في الثقة بالنفس، حيث يؤثر على النمو الاجتماعي للطفل بشكل عام.

2_ تداعيات اجتماعية: حين يواجه الأطفال صعوبة في التواصل مع الآخرين، والاندماج في المجتمع، وقد تتطور لديهم مشاكل في العلاقات الاجتماعية، والصداقات.

3_ تداعيات اقتصادية: حيث تتطلب تكاليف العناية الطبية، والتجهيزات، والأطراف الاصطناعية التي يحتاجها الأطفال الذين فقدوا أطرافهم، مبالغ مالية هائلة لا تستطيع الأسرة المتواضعة تحملها.

4_ تداعيات تعليمية: يمكن أن يؤثر فقدان الأطراف على تجربة التعليم، وأداء الأطفال في المدرسة،حيث من الصعب على الأطفال تلبية احتياجاتهم التعليمية بنفس الطريقة التي يفعلها الأطفال الأصحاء.

واذا كانت هذه التداعيات تترتب على فقدان الأطراف فمابالك إن اقترن هذا الوضع بفقدان الأهل، واليتم.

فما الحل لهذه الحالات، وكيف يمكن للإنسانية أن تكمل مسيرتها على هذا الكوكب؟!!!

عندها ستأتي الإجابة المعتادة، وهي أنه يمكن للبشرية أن تقدم الدعم، والمساعدة للأطفال الأيتام، وأولئك الذين فقدوا أطرافهم بسبب الحروب، أو أسباب أخرى عن طريق التبرع للمؤسسات الخيرية، والمنظمات غير الحكومية التي تعمل في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن تعزيز التوعية حول القضايا التي يواجها الأطفال الأيتام, وأصحاب الهمم، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم. 

ولكن هل هذه الإجابة المعتادة لم تكن بقدر التوقعات، لأن الواقع الذي نراه مغاير تماماً، حيث ظهرت الازدواجية المجحفة التي اغتالت الطفولة و الإنسانية. 

 لذا الحل الوحيد هو ايجاد جمعيات حيادية بالفعل، وليس لديها ازدواجية، وتتحلى بسلطة تنفيذية دولية، كي لا يتوقف الدعم عن الأطفال في حال كان هؤلاء الأطفال من فريق آخر، لا يوافق الفريق المعتدي أو الفريق الأقوى، وكي لا يندثر مفهوم الانسانية في طيات النزاعات.

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى