تجارب لاستفادة ذوي الإعاقة من مواقع التواصل الاجتماعي .. ومنصات لتبادل الأفكار والتجارب تعرف عليها
كتبت: غادة سويلم
يختلف استخدام مواقع التواص الاجتماعي، من شخص إلى آخر، البعض يتخذها للترفيه ومشاهدة أهداف مباريات كرة القدم، أو التسويق للمنتجات، والبعض يستخدمها بشكل سلبي كنشر أخبار مزيفه أو التحرش أو نشر أفكار سلبية ومحبطة، لكن على الجانب الآخر استخدم عدد من ذوي الإعاقة مواقع “السوشيال ميديا” لتبادل الأفكار ونشر التجارب الشخصية.
رصد موقع my care space الذي يهتم بالصحة العقلية، تقريرًا حول فوائد وسائل الإعلام الاجتماعية لذوي الإعاقة، استعرض فيها تجارب أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يرون أهمية مواقع التواصل الاجتماعي من وجهة نظرهم.
يمكن للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة التواصل مع الآخرين من نفس نوع إعاقتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتبادل الاخبار والرؤى حول الاستفادة من قدراتهم، وتنمية مهارتهم. ويمكنهم أيضًا استخدام منصات الوسائط الاجتماعية مثل Facebook للحفاظ على تحديث الأصدقاء والعائلة بأوضاعهم الصحية. ويمكنهم أيضًا الدفاع عن أنفسهم وتعريف الاخرين بحقوق ذوي الإعاقة.
تجربة يابانية لمشاركة ذوي الإعاقة نشاطهم اليومي
وتقول الكاتبة جانيت بوركيس، وهى من أصحاب مرض التوحد وتكتب دائما حول قضايا التوحد: “في الحقيقة، الناس يعيشون في هاتفي، فأنا على اتصال مع الأشخاص المصابين بالتوحد من جميع أنحاء العالم، ويمكني موقع فيسبوك، على وجه الخصوص، من التواصل مع الأشخاص في مجتمع التوحد وكذلك مع مجتمعات الصحة العقلية، ويساعدني من إنشاء شبكات مهنية أيضًا.”
تستخدم “بوركيس” بشكل أساسي وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم نصائح ومعلومات حول كل ما يتعلق بمرض التوحد، تقول:” “أقوم بانتظام بنشر المدونات والبرامج الإذاعية بالإضافة إلى نشرات الآخرين التي تنشر خبر أو معلومة عن التوحد. كما أنني أقوم بمزيد من أعمال الدعم الفردي للعديد من مرضى التوحد، استخدم فيسبوك وتويتر عدة مرات كل يوم.
من خلال جولة على حسابات جانيت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تجد أنه يوجد الكثير من الناس الذين يكتبون عن إعاقتهم وما يتعرضون له من تحديات او عرض نجاحات حققوها، من خلال تعليقاتهم ومشاركاتهم لدى جانيت على فيسبوك وتويتر وانستجرام، وكأنها متنفث يمنح الآخرين الإذن لمشاركة ظروف إعاقتهم.
إجراء التحاليل وصرف الدواء .. تعرف على مهام وزارة الصحة في قانون ذوي الإعاقة
تقول جانيت: “أتحدث عن مرضي العقلي أحيانًا لأنقل لغيرى تجاربي حول تخطى هذا المرض وشجاعتي وإصراري بأن تلك الإعاقة لم تقف حائلًا لتحقيق ما أتمناه، وأهدف أيضًا إلى مساعدة الآخرين لحثهم وتشجيعهم للتحدث عن صحتهم العقلية، ولا يشعرون بالخجل من مشاركة أفكارهم”.
لا تستخدم جانيت وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن مرض التوحد، لكنها تسمح لها برؤية أسس ونصائح التعامل مع الأشخاص المصابين بالتوحد. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الأشخاص ذوي الإعاقة، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أداة للبحث في العلاج.
تقول ليزا كوكس، التي تأثرت بإصابة دماغية مكتسبة، إن فيسبوك هو منصة التواصل الاجتماعي المفضل لديها. والتي تستخدمه للبحث دائما عن المعلومات التي تحتاجها.
معاناة ذوي الإعاقة .. ثلاث مستشفيات وأربع كشوفات لاستخراج شهادة التأهيل
يقول نيكول وهو من ذوي الإعاقة في استراليا: “نظرًا لأن بعض العلاجات غير شائعة في استراليا لمن هم في حالتي، إلا أنني استخدمت المنتديات للبحث في حقائق وآراء المرضى وغيرهم من أصحاب الخبرة الذين يكتبون دائمًا عن نصائح وتوجيهات إيجابية”.
ومن جهة اخرى، يؤكد “لي آيس”، مدير الاتصالات بشبكة التواصل الاجتماعي في مايو كلينيك، قوة الاتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي. يقول لي: “إنه يمكّن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والمعاقين من التواصل مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مماثلة. هذه الأدوات تحطّم حواجز الزمان والمكان، وبالتالي فإن أولئك الذين سيتم عزلهم بخلاف ذلك سيكونون قادرين على التجمع ومشاركة تجاربهم مع بعضهم البعض”.
يعتقد لي أن وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة للممارسين الطبيين أيضًا، فيقول: “إن الانخراط ومشاهدة وقراءة ما يكتبه ذوي الاحتياجات الخاصة عبر حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي يمنح الممارسين نظرة ثاقبة حول تجارب المرضى خارج نطاق غرف العلاج.”
الأوراق المطلوبة لتسجيل راغبي العمل من ذوي الإعاقة للحصول على وظيفة
تاليا جودينج، هي امرأة شابة مصابة بالسرطان، تدير مدونة وصفحات فيسبوك عامة وخاصة، بالإضافة إلى حساب على انستجرام. تشارك المعلومات حول مرضها بتفصيل كبير. تقول: “اخترت أن أنشر على الإنترنت مرة واحدة حتى تتمكن عائلتي وأصدقائي من رؤية احتياجاتي واهتماماتي دون الحاجة إلى أن اتحدث بشكل مباشر معهم خصوصا في تلك الاوقات التي أكون فيها محبطة الى حد ما”.
في حين أن غالبية أصدقاء تاليا داعمين لها، إلا أنها واجهت بعض المتصيدون، والتي كانت تعليقاتهم مزعجة بالنسبة لها. لكنها لا تزال متفائلة، فهي تعرف قوة مشاركة قصتها عبر الإنترنت. وتقول: “سيكون هناك دائمًا الشخص الوحيد الذي يحاول دعمك، ولكن مقابل كل ما يؤلمك وتكتب تجربتك حوله، يمكن أن يساعد الكثيرين ممن هم في مثل حالتك”.
وتتيح وسائل التواصل الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة من سرد قصصهم بشروطهم الخاصة، فضلًا عن تعزيز شعورهم بالاندماج في المجتمع. يمكن لأي شخص في بلدة صغيرة، لم يسبق له أن قابل شخصًا آخر مصاب بنفس إعاقته أو بإعاقة مختلفة، أن يتحدث مع شخص مصاب بإعاقة أو مرض مماثل في مدينة كبيرة في جميع أنحاء العالم. يمكن للممارسين الطبيين التواصل مع غيرهم من المهنيين والمرضى في مدن وبلدان أخرى أيضًا.
خطوة بخطوة .. طريقة استخراج كارت الخدمات المتكاملة
ديبرا سيراسا ، الرئيس التنفيذي لشركة أوتواي هيلث، تعمل في مركز ريفي معزول. وتقول: “تعد وسائل التواصل الاجتماعي شكلًا حيويًا للتواصل الصحيح وموارد التعليم والاتصال ويمكنها أيضًا تقديم الدعم والمعلومات والاتصال بسرعة كبيرة”.
يمكن للأشخاص ذوي الإعاقة والممارسين الطبيين الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن ماذا عن تفاعل المرضى والممارسين الطبيين مع بعضهم البعض؟ يقول لي آيس: “يبدو أن المرضى موجودون بالفعل في وسائل التواصل الاجتماعي”. “من الطبيعي أن تتعامل مع أحد الشواغل الطبية عن طريق الإنترنت للبحث عن الإجابات والدعم. نشجع الممارسين الطبيين على الانضمام إليهم من خلال توفير التدريب والإرشادات حتى يتمكنوا من التفاعل بثقة وايجابية.”
وفيما يلي نعرض بعض الطرق التي يمكنك من خلالها استخدام الوسائط الاجتماعية لإفادتك:
- استخدم بعض المنصات الجديدة الجذابة مثل mycarespace وبعضها الآخر مثل mydisabilitymatters (https://mydisabilitymatters.news/) ، للتواصل مع الآخرين الذين لديهم إعاقة أو أحد الوالدين لطفل معوق.
- استخدم منصة الوسائط الاجتماعية الخاصة بك لتحديث اخبارك بقدر ما تريد
- لا تنسى استخدامها للاسترخاء أيضا. لماذا لا تشارك بعض اللحظات الجميلة من يومك على انستجرام؟
اقرأ أيضًا
مبادرة إنسانية واتفاقية دولية وفرص عمل ورعاية طبية .. الإمارات نموذجًا لذوي الإعاقة