كتبت: غادة سويلم
منذ إصدار قانون ذوي الإعاقة في الولايات المتحدة الامريكية عام 1990 ، تم إصدار تصاريح وقوف السيارات في كل مكان للسائقين من أصحاب الهمم بالوقوف في الأماكن الرئيسية، مجانًا وبدون حدود زمنية. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى أدرك المحتالون أن لافتات الإعاقة يمكن أن تكون أيضًا سلعة قيّمة لأولئك الذين لا يحبون إتباع القواعد من الاشخاص العاديين الغير مصابين بأى اعاقات. في جميع أنحاء الولايات الامريكية، اصبح الاستخدام الغير قانوني المتفشي لهذه اللافتات، التأثير السىء على السائقين من ذوى الاعاقة، حيث يترك عددًا أقل من الأماكن المتاحة لأولئك الذين يحتاجون إليها.
ليس هذا فحسب، تطور الامر إلى “سوق سوداء” لبيع لافتات الإعاقة على الإنترنت وكذلك في زوايا الشوارع، ويمكن بيع اللوحات الإعلانية في أي مكان من 50 دولارًا إلى 2600 دولارًا لكل منها. وذلك بحسب تقرير نُشر على موقع “كار آند درايفر” الأمريكى.
يقول تيفاني جيمس، مدير الاتصالات في سلطة وقوف السيارات في مدينة بالتيمور، إنه قبل أن تتعامل المدينة مع الموقف، أصبحت الشوارع تعج باعلانات تقول: “إذا كنت بحاجة إلى المال، يمكنك العثور على سيارة تعرض لافتة للإعاقة، بمبلغ 100 دولار “. بالنسبة للمشتري، يمكن أن تبلغ قيمة هذا التصريح 10000 دولار سنويًا في مواقف مجانية للسيارات في مدينة كبيرة.
في غياب المعايير الفيدرالية، تكتب الولايات والبلديات قواعدها الخاصة لتثبيط سرقة اللافتات الخاصة بذوى الاعاقة والتى تمنحهم الوقوف فى الشوارع الرئيسية مجانًا.
تتطلب ولايات ماساتشوستس ونيو مكسيكو وكارولينا الجنوبية صور هوية على لافتات الإعاقة. في نيوجيرسي، قد يتعرض السائقون الذين يتم ضبطهم باستخدام لافتة بشكل غير قانوني لغرامة تصل إلى 10000 دولار و 18 شهرًا في السجن. في لوس أنجلوس، يقوم المسؤولون بفحص الامتثال أربع مرات في الشهر في جميع أنحاء المدينة. يقول نائب رئيس إنفاذ مواقف السيارات “ريتشارد ريا” إن فريقه صادر 702 لافتات احتيالية في عام 2019. وفي أبريل من العام الماضي ، صوت مجلس المدينة على فرض غرامة لهؤلاء المحتالين بمبلغ 1100 دولار.
تهدف أحد الحلول المقترحة إلى إبطال إساءة الاستخدام من خلال منح مواقف مجانية للسيارات فقط للأشخاص ذوي الإعاقة التي تحد من قدرتهم على استخدام البنية التحتية للدفع الشائعة (على سبيل المثال ، لا يمكنهم إدخال العملات المعدنية في جهاز قياس بسبب عدم وجود تحكم دقيق في المحرك أو الاقتراب بسهولة من كشك بسبب كرسي متحرك). إدراكًا بأن هذا سيواجه الكثير من التراجع من مجتمع المعاقين، يقترح المدافعون أن يتم استثمار أي إيرادات مكتسبة من هذا التغيير في الأرصفة الأكثر أمانًا، ومنحدرات رصيف أفضل، وأجهزة مسموعة في معابر المشاة. ويشيرون أيضًا إلى أن التطورات مثل العدادات التي تأخذ بطاقات الائتمان وتطبيقات مواقف السيارات الذكية جعلت الدفع لمواقف السيارات أسهل. يقول جيمس إنه في غضون شهر من مطالبة حاملي اللافتات بدفع ثمن مواقف السيارات والالتزام بالحدود الزمنية كجزء من مبادرة عام 2014 ، “لم تعد تلك المشكلة تظهر فى منطقة بالتمور”.
هذا الأمر جعل الكثير من المواقع الإخبارية تنشر استطلاعات للرأى للأشخاص ذوي الإعاقة الذي تم إجراؤه في أواخر عام 2019 حول تلك القضية التى أصبح يتم الاحتيال والمتارة تحت لافتة ذوي الاعاقة. وكانت النتيجة:
85٪ من أفراد العينة قالوا إنهم واجهوا مشاكل في العثور على موقف سيارات يمكن الوصول إليه.
تراجع 52٪ إلى الوراء عندما لم يتمكنوا من العثور على مكان يسهل الوصول إليه.
يعتقد 80٪ أن تطبيق إساءة استخدام اللوحات الإعلانية غير كافٍ أو غير موجود وان الولايات لا تهتم بمحاربة تلك الظاهرة.
اقرأ أيضًا
بصيرة: إصابة 616 ألف مصري بفيروس كورونا بعمر 18 سنة فأكثر
الصحة: الكمامة القماش غير فعالة للحماية من كورونا في حالة تطاير الرزاز
طبيب يكشف فصيلة الدم الأكثر والأقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا
