تقارير

دراسة تشرح كيفية استخدام الكمبيوتر لغرس الوطنية في الأطفال المعاقين فكريًا

 

كتب: رامي محمد

حاول الباحثتان “هالة محمد الغلبان” و “هالة فاروق الديب” الأستاذة بكلية العلوم والآداب بجامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية، قياس فاعلية برنامج كمبيوتر متعدد الوسائط في تنمية القدرات الوطنية لدى الطالبات المعاقات فكريا، في الدراسة الحديثة التي نشرت مؤخرا.

يهدف هذا البحث إلى تقصی مدى فاعلیة برنامج کمبیوتری متعدد الوسائط فی تنمیة القیم الوطنیة لدى عینة من الطالبات المعاقات فکریا (القابلات للتعلم )، ولتحقیق هذا الهدف اطلعت الباحثتان علی الأدبیات البحثیة والتی تناولت متغیراته وتضم:المعالجة التجریبیة (البرنامج الکمبیوترى متعدد الوسائط ) کمتغیر مستقل، والقیم الوطنیة کمتغیر تابع، ولتنفیذ هذه المرحلة من البحث تم التعرف علی القیم الوطنیة لدى المعاقات فکریا بهدف تنمیتها لدیهن، وتم وضع تصور لکیفیة تصمیم البرنامج الکمبیوتری من خلال تنفیذ الخطوات المتبعة فی مراحل تصمیم البرنامج الکمبیوتری وفقا لدورة إنتاج البرمجیة ، وتم اختیار عینة البحث التی ستطبق علیها أدوات البحث والتی تتکون من ( 14 ) طالبة من المعاقات فکریاً، بالمدرسة المتوسطة التاسعه والعشرون بمحافظة القصیم ( بریده) ، وتراوحت أعمارهن الزمنیة مابین (12-18) سنه ، بینما یقدر عمرهن العقلی مابین (8-10) سنوات وتتراوح نسبة ذکائهن مابین ( 55-70) ، وتم تقسیمهن إلی مجموعتین متجانستین الأولی تجریبیة وعددها (7) من الطالبات المعاقات فکریاً وهی التی سوف تتعرض للبرنامج الکمبیوتری، والثانیة ضابطة وعددها ( 7) من الطالبات المعاقات فکریاً حیث تم تحقیق التجانس بین أفراد العینة، اشتملت أدوات الدراسة على (البرنامج الکمبیوتری متعدد الوسائط ، مقیاس القیم الوطنیة) .

وقد استغرق تطبیق البرنامج شهر ونصف، بواقع (  جلستین ) أسبوعیا، تم تحلیل نتائج الدراسة والتي أشارت إلى تنمیة القیم الوطنیة لدى الطالبات المعاقات فکریاً الذین تلقوا البرنامج .

مما یؤکد فاعلیة البرنامج الکمبیوتری متعدد الوسائط فی تنمیة القیم الوطنیة لدى الطالبات المعاقات فکریا، وتم تفسیر النتائج فی ضوء الاطار النظری والدراسات السابقة وتقدیم التوصیات والبحوث المقترح.

ووفقا للبحث فإن إشاعة القيم التربوية والوطنية لدى الأطفال المعاقين فكريا يأتي في مقدمة الأهداف التربوية للعالم المتقدم ، وبالنظر إلى واقع التربية الوطنية للمعاقين فكريا في الوطن العربي ، الذي يشير إلى افتقار مناهجهم للأنشطة والخبرات اللازمة لتنمية المواطنة لديهم ، لذا جاءت الحاجة إلي إعداد برنامج كمبيوتري متعدد الوسائط لتنمية القيم الوطنية لدي الطالبات المعاقات فكريا القابلات للتعلم.

وبهذا يبدو للباحثتان أن تنمية القيم الوطنية للطالبات المعاقات فكريا، ومطلبا البحث دائما عن كل ما هو جديد ضروريا في وقتنا الحالي، ويستلزم من المربين لما يقدم لهن أن يكون شيق وممتع ليعمل علي جذب انتباه وتركيز الطالبات المعاقات فكريا.

ويتمشي مع روح العصر الحالي بما فيه من تكنولوجيا حديثة ومتقدمة ، ويتم ذلك من خلال إعداد برامج تتلأم مع المستحدثات التكنولوجية الحديثة كبرامج الوسائط المتعددة التي تعد لتنمية القيم الوطنية لتلك الفئة.

وحيث أن عروض الكمبيوتر تتميز بأنها تركيبة صور وفيديو وموسيقي وصور لعمل قصة أو موضوع ، عما إذا قرأه في كتاب وهذا يجعل الأمر بالنسبة للطفل مختلفا، فمن عروض صور وكلمات علي شاشة الكمبيوتر عبر هذه الوسائط يستخلص التلميذ

أمورا كثيرة ومعلومات يستحيل توصيلها بطريقة عادية ، فالتلميذ المعاق فكريا قد لا يستطيع فهم المعلومات لسد باب القصور في بعض حواسه ، وجاءت برامج الكمبيوتر ذو الوسائط المتعددة لتتيح له الاستيعاب بسهوله.

والوسائط المتعددة هي استخدام جملة من وسائل الإتصال مثل الصوت ، والصورة ، أو فيلم فيديو بصورة مدمجة ومتكاملة من أجل تحقيق الفاعلية في عملية التدريس والتعلم.

وحددا الباحثتان مشكلة الدراسة التي تنبع من الإحساس بالمشكلة من خلال زيارتهما للعديد من مدارس ومراكز ذوى الإعاقات الفكريه :ووجدتا أن الإعاقة الفكرية الذي أتاح لهن فرصة الاحتكاك بالطالبات” مناهجهن تكاد تخلو من مادة التربية الوطنية والتي تسهم في تحقيق أهداف التربية، والمتمثلة في تنشئة المواطنة الصالحة المخلصة في خدمة وطنها وأمتها الإسلامية التي تنتمي إليها وتقدر معاني الوطنية وتمثلها في سلوكها ، لذا جاءت هذه الدراسة ، لتعمل على تنمية القيم الوطنية لدى الطالبات المعاقات فكريا القابالت للتعلم ،وعليه تكمن مشكلة الدراسة الراهنة في محاولة الكشف عن فاعلية برنامج كمبيوتري متعدد الوسائط في تنمية القيم الوطنية لدى الطالبات المعاقات فكريا القابلات للتعلم؟

وتتركز مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:

ما مدى فاعلية برنامج كمبيوتري متعدد الوسائط في تنمية القيم الوطنية لدى االطالبات المعاقات فكريا القابالت للتعلم؟

وتهدف الدراسة الحالية إلى إعدداد برندامج كمبيوتري متعددد الوسائط لتنمية القيم الوطنية لددى الطالبدات المعاقات فكريا القابالت للتعلم و إعدداد مقياس للقديم الوطنية للتعرف علي مدى امتالك الطالبات المعاقات فكريا للقيم الوطنية .

وترجع أهميه البحث إلى ما تزايد في الأونة الأخيرة من الأهتمام العالمي بمشكلة الإعاقة الفكرية وتدعو جميع المؤتمرات العلمية المهتمة بالطفل وترتيبه إلى التصدي لهذه المشكلة باعتبارها من أكبر المشكلات التي تعوق نمو الطفل ، كما توصى ببذل الجهود وتضافرها من أجل المعاقين عقليا، وتأهيلهم لمواجهة الحياة الإجتماعية والاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه ومن هنا يمكن أن تتبلور أهمية الدراسة الحالية في جانبين رئيسيين هما :-

الجانب النظري: فتعتبر هذه الدراسة، محاولة لمواكبة الاتجاه العالمي للاهتمام بقضايا المعاقين فكريا وحل مشكلاتهم ومحاولة دمجهم في المجتمع وتنمية القيم الوطنية لديهم ليشعروا بالانتماء للوطن الذي يعيشون فيه ، وهذا ما نحاول أن تشارك فيه هذه الدراسة. وتقدم الدراسة إطارا نظريا للقيم الوطنية التي يجب تنميتها لدى الطالبات المعاقات فكريا، كما يمد التربويين المعنيين بتنمية القيم الإنسانية للمعاقين فكريا وذلك من خلال مقياس يساعد على قياس القيم الوطنية لديهم.

اما الجانب التطبيقي: والذي تتمثل الأهمية التطبيقية للدراسة الحالية في أنها تساهم في مساعدة هذه الفئة على التفاعل مع الوطن بإيجابية، كما يمكن أن يعد البرنامج المستخدم في الدراسة الحالية نموذجا يتم الاستعانة به في المدارس ، ليستشعروا دورهم تجاه الوطن، والمؤسسات التي ترعى المعاقين فكريا.

وجاء ذلك من خلال اطالع الباحثتان على أدبيات البحث والدراسات المرتبطة بموضوع القيم الوطنية، لاحظت الباحثتان أن معظم تلك الدراسات– وخاصة تلك التي عنيت بتحليل القيم الوطنية – قد توصلت إلى مجموعة من القوائم للقيم الوطنية، منها: الحرية ، الأمانة ، التسامح ، حب الوطن ، الوفاء ،الصدق، المواطنة، الإنتماء ، حقوق الأفراد وواجباتهم ، التعاون ، حب الوطن ، المحافظة على الممتلكات العامة ، العمل التطوعي.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات منها التوصية بضرورة التعديل بمناهج المعاقين فكريا ووضع القيم الوطنية بها من خلال وضع مادة التربية الوطنية، والتعرف على ما يقدمه الوطن لهن من خدمات فإنهن يوصين بالتوسع في الأنشطة المنهجية التي تحث علي الإنتماء والولاء للوطن .

رغم أنه كان للبرنامج أثرا كبيرا في تنمية القيم الوطنية لدى الطالبات المعاقات فكريا، وإجراء دراسة يتم استخدام البرنامج فيها مع الطالب الذكور المعاقين فكريا.

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى