دكتورة هند محمود تكتب .. العسر القرائى وعلاقته بالوعى الفونولوجى
العسر القرائى Dyslexia
العسر القرائى هو اضطراب في القراءة غير مرتبط بعوامل بيئية أو ثقافية، كما أنه غير مرتبط بعدم الرغبة فى الدراسة ويكون معدل الذكاء لدى الاشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب عاديًا أو فوق العادى ،كما انهم يعيشون فى بيئة اجتماعية ثقافية طبيعية ،وقد يكونوا مبدعين فى مجالات أخرى ،ولكن لديهم صعوبة فى التهجئة حيث أنهم يستخدمون معالجة فونولوجية مختلفة لأصوات الكلام غير أقرانهم العاديين .
الوعى الفونولوجى وعلاقتة بالإعداد للقراءة المستقبلية عند الطفل:
هناك مشكلات عديدة يواجهها الأطفال أثناء القراءة، من أبرزها تلك المرتبطة بالفونولوجيا “علم الأصوات “؛ فقد بينت الدراسات العلمية في مجال النمو اللغوي عامة والنمو القرائي خاصة أن المهارات الفونولوجية ترتبط في الأساس بمهارة القراءة، وأن الوضعية الفونولوجية للطفل تتحكم إلى حد كبير في وضعيته القرائية سواء على مستوى الإعداد أو التشخيص أو على مستوى العلاج.
أى أن أوجه القصور في الوعي الفونيمي – أي فهم اللغة المنطوقة – يلعب دورًا رئيسًا في مشكلات الأطفال الذين يواجهون صعوبة في تعلم القراءة، فالطفل الذى كان يعانى منذ الصغر من اضطرابات فى الوعى الفونولوجى (الصوتى ) هو الأكثر عرضة لمشكلات القراءة المستقبلية والعسر القرائى ،فالوعي الفونولوجي بعناصره ومكوناته من وعى بأصوات الحروف وتقطيع الكلمات الى مقاطع صوتية والتنغيم وغيرها يعتبر قاعدة مهمة في تعلم القراءة، واكتساب المهارات المرتبطة بها فالأطفال الذين يعانون من اضطرابات القراءة ودربوا على نشاطات وعناصر الوعي الفونولوجى حققوا تقدمًا عاليًا في القراءة مقارنة بالأطفال الذين لم يدربوا.
والوعي الفونولوجي يمكن تطويره لدى الطفل، بواسطة الآباء أو المدرسين إذا ما تم تخطيط برامج وأنشطة وتدريبات مناسبة تحتوى على مهارات الوعى الفونولوجى وهى تتمثل فى التالى .
عناصر الوعي الفونولوجي التي تساعد في القراءة والكتابة :
أولًا: تقسيم الجمل إلى كلمات :
وحدة اللغة الأولى هي الجملة وليست الكلمة مهم جدا للأطفال الذين يدخلون المدرسة معرفة أن الجمل مكونة من كلمات وهي المرحلة الأولى في التحليل حتى يستطيع الطفل معرفة أن الكلمة مكونة من مجموعة من الفونيمات.
كما ينجح الأطفال بشكل أفضل في تقسيم الجمل التي تتضمن كلمات أساسية كالأسماء والأفعال أكثر من الكلمات الوظيفية ( أسماء الإشارة ، حروف الجر ، …..)
ثانيًا: تقسيم الكلمات إلى مقاطع:
يجب تدريب الطفل على تقسيم الكلمة إلى مقاطعها حيث يعد كمؤشر على الأداء القرائي في الصف الأول من المرحلة الابتدائية ويعد تقسيم الكلمات إلى مقاطع أسهل من تقسيمها إلى فونيمات مثل :كتاب’ “ك- تا- ب’”
ثالثًا: تقسيم المقاطع إلى فونيمات:
ان تدريب الطفل على تقسيم المقاطع إلى فونيمات، يدل على قدرته على اكتساب القراءة السليمة والصحيحة كما إن تقسيم المقاطع إلى فونيمات مهمة مركبة وبحاجة لقدرة ذهنية سليمة.
رابعًا: النغمة أو التنغيم:
-التنغيم هو القدرة على الإتيان بكلمات لها نفس النغمة، ويعتبر مؤشراَ على النجاح في القراءة لاحقاَ ، كما يساعد التنغيم الأطفال على زيادة الوعي بأصوات اللغة مما يسهل عملية ربط صورة الحرف بصوته والعكس .
خامسًا: المزج الصوتي :
هو القدرة على مزج الأصوات مع بعضها البعض وهى مهارة مهمة جدا للقارئ المبتدئ ،فالمزج الصوتي هو بمثابة تحضير للطفل للتعرف على الكلمة بعد أن ينطق أصواتها أو تنطق له هذه الأصوات،وهو يساعد على ظهور(الأوتوماتيكية) في ربط الأصوات مع بعضها والتي تحتاجها القراءة.
سادسًا: تقسيم الكلمات إلى أصواتها:
قدرة الطفل على تقسيم الكلمة إلى أصواتها اللغوية هو آخر مستويات التحليل اللغوي التى تدل على قدرة الطفل على القراءة .
لذلك يجب على الآباء والمدرسين متابعة تطور الوعى الفونولوجى للأطفال فى سن الحضانة حتى يتجنبوا مشكلات القراءة المستقبلية لديهم .
هند محمود أخصائي اضطرابات النطق والكلام، أخصائي التواصل المعزز والبديل وتأهيل ذوي اضطراب طيف التوحد.
اقرأ أيضًا
بعد إصدار السيسي القانون .. تعرف على صلاحيات واختصاص المستشار العسكري بالمحافظات
أسعار تذاكر السكة الحديد بعد الزيادة 2020 ومواعيد القطارات المطورة