فقط أثناء الأزمات تتجلي لك رؤية الأشياء بوضوح
الفترة الحالية وبالتحديد خلال أسبوعين من الآن، نمر بمنعطف شديد الخطورة، بسبب الانتشار السريع جدًا لفيروس كورونا عمومًا في العالم.
تجد كل بلد نفسها أما في متاهة مظلمة، أو معركة قاسية ولكنها محسوبة النتائج في النهاية.
ونأمل في النهاية الثانية وهي كما يقول المثل الانجليزي ” ثاني أفضل شيء”
نتابع أمامنا مشهد شديد الخطورة.
وباء تجاوز في خطورته وباء “سارس” الفتاك والذي هاجم العالم سابقًا، حكومات ودول عظمي أصبحت عاجزة عن احتواء الموقف، وإيجاد سبل الخروج.
وبينما تتكاتف جهود العاقلين وأصحاب الوعي والحريصين على سلامه الوطن، للمواجهة بشكل مسؤول واعي.
تجد شريحة أخرى، من أصحاب ثقافة، “سيبها علي الله”، “إحنا شعب عاش 30 سنة نشرب مياه ملوثة”، و”نأكل أكل مسرطن” “أكلتنا المفضلة هي الفسيخ والمش”، “وطبق الفول الملوث من عربات الفول في الشوارع”، “كورونا مين دي اللي تقضي علينا ”
هذه الطرح، هو ما أوصلنا إلى المشهد بالإسكندرية فجر اليوم، مسيرة تُكبر للقضاء على فيروس كورونا، هؤلاء من مدعي التدين لم يأخذوا بالأسباب لمنع التجمع ووقف العدوى، لم يدعوا الله تضرعًا وخفية.
الطرح الآخر نظريه المؤامرة، وحديث الإفك أن الفيروس صناعة أمريكية لضرب اقتصاد الصين، بينما متابعة أرقام المصابين بنيويورك، ومتابعة البورصة الأمريكية. كاف لإلقاء هذا الحديث ومرددة في صندوق القمامة.
نحن أمام وباء عالمي، لم يحن الكشف والتفتيش عن أسباب انتشاره، لكن الهم الأول الآن مكافحته ووقف العدوى، لا يمكن أن نستمع إلى عالم بأمور الكوكب، بينما لا يغادر موقع التواصل الاجتماعي ولا يعرف كيف ومتى يحصل على المعلومة.
لا يمكن أن نستسلم لفئة تفرض علينا أفكارًا غريبة وتدعي أنها الدين، وهم بأفعالهم الحمقاء سيتسببون في كارثة لأنفسهم ولأهلهم وللمجتمع كله.
يجب أن يتوقف كل طبيب يتفلسف بوصف دواء، لعلاج الكورونا، ويتسبب في نقص أدوية هامة لمرضى آخرين، دواء خطأ بالطبع وصل هو له دون إجراء تجارب معملية، ودون تجاري سريرية على المرضى.
لابد أيضًا أن تتوقف حرب الشائعات والتشكيك في الأرقام الرسمية للمرضى. ولابد أن تنظر المنظومة الصحية بعين مسؤولة أمام الشكاوى في بعض المناطق من نقص الكمامات أو صعوبة إجراء التحليل. لابد أن ننظر لتجارب الدول الأخرى.
ربما قرارات مجلس الوزراء اليوم ستساهم في تقليل الحركة، ويجب علينا جميعًا أن نلتزم خلال الأسبوعين المقبلين. يجب علينا أن نتابع إجراءات التعقيم والتطهير بشدة خلال تلك الفترة. وأن نلتزم منازلنا لسلامتنا جميعًا.
نحتاج إلى وعي مجتمعي لنتجاوز هذه الأزمة دون أن نفقد أحبائنا
دينا حسين إعلامية ومقدمة برامج بقناة Nile tv بالتلفزيون المصري
اقرأ أيضًا
نجاد البرعي يكتب ..كلمة لمواجهة فيروس كورونا
ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة ومتحدث الزراعة: السلع متوفرة ولا داع للتخزين
