رامز عباس يكتب .. المال السياسي مصطلح هجومي لتبرير فقدان الشعبية
حتى أيام قليلة بعد الجولة الأولي من انتخابات مجلس النواب في مرحلتها الثانية بمدينة المحلة الكبرى لم أطالع لأحد من المرشحين أنه قد قام بنشر نتيجة الإحصاء الخاص بالأصوات التي حصل عليها بصفحته الرسمية أو الخاصة.
فيما عدا الأربعة مرشحين الذين سيخوضون جولة أخري للإعادة
بعد أن أعلنتهم اللجنة العامة للانتخابات حتى الانتظار لإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات يوم 15 نوفمبر القادم بشكل نهائي
أما الإشكالية التي يتناولها البعض فهي الإصرار علي استخدام مصطلح “المال السياسي” بمفهومه الواسع في توصيف الرشاوي الانتخابية.
التي قد تكون في صورة دفع أموال أمام لجان الاقتراع أو الاتفاق مع موردين ناخبين (سماسرة انتخابات)
وعلى اختلاف انتماءات المرشحين، وطرق إدارتهم لجوانب المعركة الانتخابية، برز مرشحين لليسار المصري كأكثر المستخدمين للمصطلح في توصيف الجولة الأولي.
وقد نتفهم توظيفهم للمصطلح كأداة من أدوات كسب تعاطف الشارع خصوصًا مع الوضع الاقتصادي الراهن والذي يشهد إصلاحًا يدفع فاتورته الغالبية العظمي من الشعب.
المال السياسي والبيان الإحصائي للجنة العامة للانتخابات
ولكن بمتابعة البيان الإحصائي للجنة العامة للانتخابات الخاصة بالدائرة نجد هناك نزيفًا للأصوات لمختلف المرشحين.
وعلى رأسهم المنتمين فكرًا لليسار المصري، والمنتمين تنظيميًا أيضًا وإن حالفهم الحظ لمركر متقدم كالمرشح الصحفي أحمد بلال أحد قيادات حزب التجمع التقدمي الذي حصد المركز الثالث متأهلًا لجولة الإعادة.
ولكن برغم ذلك يبقي السؤال لماذا يتم استخدام مصطلح كبير؛ لتوصيف حالة العجز عن التواصل الجماهيري .
وهي حالة وصفها مفكرين اشتراكيين بالأزمة الداخلية لقوي اليسار بعكس التبريرات التي تؤكد أن غياب النشاط الجماهيري بسبب مضايقات أمنية!!!
الإحصاء الذي تم إعلانه يثبت ببساطه زيف توصيف حالة فقدان الشعبية بأنها بسبب المال السياسي الذي لا يمكن لعاقل حصره في كونها رشوة انتخابية.
أو تقديم خدمة وإن كانت وسط جولة انتخابات؛ فالمواطنين ينتخبون ممثلهم لسببين تمثيل مدينتهم في مجلس تشريعي، والحصول على خدمات يمكنها أن تحسن من حياتهم المعيشية.
لذلك ينظرون للمرشح الخدمي أثناء تخصيص أمواله لخدمات خاصة إلى جانب حملته الدعائية نظرة امتنان وليس احتقار.
الرسالة التي أتمني أن تصل للجميع، ومنهم التيار اليساري هي أنه قد حان الوقت لوقف التعالي علي الشعب ووصفه بالجهل نتيجة ظروفه .
والتزام مساحتهم كفصيل داخل الوطن غير مسموح له سوي بطرح برامج واقعية وتنفيذها.
دون إطلاق شعارات مثل قادة الشعب، ومناضلين وسط الفساد وشعارات أخري لواقع هم مشاركين فيه.
وتغييره يستوجب أن يتغيروا أيضًا، ويتقبلوا النصح، والنقد، ويتعاملوا مع حقيقة وضعهم الميداني وحجمهم بدون دعم الدولة أو لجوئهم لتضخيم أمور عبر البارعين من كتابهم.
وحتى يحين ذلك الوقت الذي نشهد فيه معركة حقيقة لليسار مثل الأجيال السابقة من مؤسسي “حدتو” وغيرها.
نتمنى أن تشهد جولة الإعادة اتساق بين المرشحين وبين واقعهم وقدراتهم الحالية وبين ما يعلنونه للناخبين.
اقرأ أيضًا
موعد مباراة توجو ومصر وأبرز غيابات المنتخب وتفاصيل أزمة طارق حامد
تفاصيل لقاء ذوي الإعاقة بعضو مجلس الشيوخ 2020 بالغربية