مئات الآلآف من سطور الاستهجان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تنتقد قيام حزب يفترض عمله بمجال السياسة،
بصرف النظر عن تاريخه وأهدافه، وإلى أي اتجاه يميل وتميل أفعاله بتنظيم حفل لتوزيع البطاطين.
الجميع غاضب، الجميع يشعر باستياء بالغ.
ولكن يقابل هذا الاستياء بين صفوف المعارضة والشباب عمومًا، وعلى المنتصف بينه وبين تصرفات الحزب، صرخة لحاجات واحتياجات الناس ينكرها الطرفين، رغم أنها تعبر عن واقع مؤلم
الأوراق المطلوبة لتسجيل راغبي العمل من ذوي الإعاقة للحصول على وظيفة
البرد هذا العام قارس، والشتاء في مصر له نظام مختلف، ويأتي في ظل وجود نسبة لايمكن تجاهلها من الفقراء وفاقدي المأوي ومن لديهم سكن ولكن غير آدمي، وبالتالي تلبية احتياجتهم لا تخضع لحسابات السياسة، بقدر ما يجب أن تخضع لحسابات الإنسانية وتعاليم الأديان.
في عام 2017 حدث أن قمت باستغلال صفحتي على الفيسبوك بكتابة منشور، ينبه لحاجة البعض لبطاطين؛ نظرًا لبرودة الجو صاحب ذلك شعوري بأهمية المشاركة في الأعمال الإنسانية.
حاز المنشور اهتمام صديق فاضل مقيم بالولايات المتحدة الأمريكية فقام بمخاطبة صديقة له في مصر، ونشرت على صفحتها الشخصية المنشور، وجمعت لي ثمن 250 بطانية بقيمة 19500 جنيه.
خطوة بخطوة .. طريقة استخراج كارت الخدمات المتكاملة
إلى هنا تبدو القصة في إطار الخير، وتلبية مطلب بسيط وإنساني لعدد قليل من المُحتاجين. صاحب المصنع أبدل البطاطين المختارة بأخرى، جودتها أقل وخشنة.
تم توزيع غالبية البطاطين بقري الريف حول المحلة، وأصحاب تنسيق هذا التوزيع مازالوا بصفحتي شهودًا، فيما قام شقيق زوجتي بتوفير سيارة ربع نقل على نفقته الخاصة كمساعدة.
حصل الناس على البطاطين، ورفضت صاحبة الفعل الإنساني تصوير الناس وفضلت الاطمئنان بتقريري المكتوب حول كيفية وآلية التوزيع.
شروط تطبيق الإعفاء الجمركي لسيارات ذوي الإعاقة
قمت برفع هذه الصورة المرفقة في محاولة للحث علي الخير من زاوية، ومن زاوية أخري معاتبة غير مباشرة لمن طلبت منهم المساعدة قبل كتابة المنشور، ولم يهتموا. وأظن أنهم لم يهتموا لأننا نتعامل بمنطق طالما الأزمة لا تمس الإنسان شخصيًا، فلا داع للاهتمام، خصوصًا أن الأمر تطوعي ولا يوجد به مصلحة.
وهل تدفئة الفقراء في فصل قارس البرودة يجب أن يخضع للأهواء والمصالح؟
نعم قيام حزب مستقبل وطن بتصوير فاعلياته الخيرية ، خطأ كبير ويصادف هوى انتخابي لبعض أعضاءه، ولكن يقابله تقصير من الأحزاب السياسية الأخرى في دعم الناس ومساندتهم ،وعدم وضوح سياسات عدد من الجمعيات الأهلية مما صدر صورة سلبية عن باقي الجمعيات الجادة
التضامن تصدر منشورًا للجمع بين معاشين لذوي الإعاقة .. تعرف على الأوراق المطلوبة
ولكن يظل الفعل نفسه في خانة استفادة الناس فعلًا نبيًلا، وإن تم بصورة غير محمودة ولكنها الثقافة السائدة.
ثقافة إمضاء الحضور وتصوريهم لحضور الفاعليات، ثقافة الإعلان عن تقديم الخير، ليست لدينا ثقافة وإن تبدو الصدقات أو تخفوها فنعم هي، فضلًا عن القاعدة الثابتة في الحالتين، وهي عدم المّن والأذى وإظهار خجل وحاجة من تحسبهم أغنياء من التعفف.
سيظل الفقير فقيرًا حتى تأخذ الدولة زكاة الأغنياء لتوزيعها بصورة عادلة على الفقراء، أو في صورة خدمات تحل مشاكلهم كحل ديني أو تعتمد تحصيل الضريبة التصاعدية كإجراء اقتصادي مطلوب.
يعيد التوازن في مجتمع فقد الثقة، وانعدم بين أفراده سطوع شمس الضمير .
قبل أن نعاتب مستقبل وطن لمسيرته الخاطئة في فاعلياته منذ تأسيسه وحتى اليوم. لابد أن نسأل أنفسنا ماذا سوف نقدم لذلك الجزء الفقير من شعبنا، بدلًا من التعارك باسمه في معركة ليست له من غنائمها أي شيء.
رغم أنه صاحب كل شيء
اقرأ أيضًا
“عالم موازي” تنظم يومًا ترفيهيًا لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة
