رضا عبد السلام يكتب .. تهميش ذوي الإعاقة مسئولية من؟
تهميش ذوي الإعاقة، قضية لابد أن تطرح للنقاش؛ لأنها تحرم المجتمع من عمل وإنتاج وإبداع عشرة في المائة من أفراده الذين يعيشون فيه.
فمن المسئول؟
من وجهة نظري أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية
أول هذه العوامل فلسفة التعامل مع هذه الفئة من ذوي الإعاقة وفي الحقيقة لا يستطيع أحد أن ينكر التعاطف لدى الكثيرين، ومن المسئولين معهم لكن هذا التعاطف من الناس في أحيان كثيرة يكون نظرة بالعجز تخرج منه وهو يظن أنه بذلك يساعده ولكنها تأتي بمردود عكسي تمامًا؛ لأنها ترفع عنه المسئولية التي يجب أن يقوم بها ليحيا حياة الكرامة، ويخرج من دائرة المسكنة ومصمصة الشفاه، ممّن حوله ويسعي في الأرض ليثبت ذاته. فهو من حيث أراد أن ينفعه يضره بل يجب عليه أن يعامله كما يعامل غيره تماما حتى يعتاد على أن يكون مسئولًا.
وأما المسئولون فتخرج منهم كلمات مزينة بالمدح لهذه الفئة والإطراء من قبيل القاموس المعروف التحدي والإرادة والعزيمة والتصميم إلى أخر هذه الكلمات الكبيرة. وأنهم في العيون والقلوب والمطلوب منهم ليس هذا إطلاقا المطلوب هو قضاء الحاجات التي يحتاجها صاحب الإعاقة في حدود القانون وأن ييسر له ما يريد بغير تجاوز لا له ولا عليه وبغير عرائض المدح الأجوف التي تكون أحيانا لكي يفلت من التزامه القانوني الذي يجعله أداة لتحسين حياة هذه الفئة الأولي بالرعاية في كل المجتمعات المتحضرة.
ثاني هذه العوامل في تهميش ذوي الإعاقة سيل التشريعات التي لم تر نور الحياة، ولم تجد سبيلًا للتطبيق في الواقع، ودائمًا ما أقول ليست المشكلة في القانون الخاص بهم المشكلة في تطبيق هذا القانون فبدء بالقانون 39 لعام 1975 ونهاية بالقانون الجديد رقم 10 لعام 2018 قد نتحاور حول نصوصهما. ما يجب ومالا يجب، ما يحتاجه من زيادة، وما يعتريه من نقص، لكن ليست هذه هي القضية القضية التطبيق وسأضرب مثالا واضحًا في هذا الخصوص وهي المادة الخاصة بالتعيين لذوي الإعاقة بنسبة 5 %، في المصالح الحكومية والخاصة والواردة في كلا القانونين وهي صريحة وواضحة وقاطعة وحاسمة. لكن هذا لا يحدث بل أزعم أنه لا يوجد في مصر كلها التزام بهذه المادة لا في الحكومة ولا في القطاع الخاص، وهي مادة من أهم المواد لأنها تتيح لذوي الإعاقة الحياة الكريمة التي يجب أن تحرص الدولة أن يعيشوها موفوري الكرامة آمنين علي أنفسهم وآمنين علي ذويهم
ثالث هذه العوامل الأشخاص من ذوي الإعاقة أنفسهم ويجب في هذا أن نواجه أنفسنا فبعضهم يرضي لنفسه هذا التهميش بل ويساعد المجتمع علي ذلك بأن يبقي ساكنا، لا يطالب بحقه، ولا يسعي في تحسين موقفه في مكانه، وبعضهم يكون مطالبًا ببذل الجهد والعزيمة من أجل الوصول لحقه، ولا يفعل وبعضهم يوقف مواد الإنتاج في شخصه من إعمال العقل أو بذل الجهد أو التعب ويكتفي بمساعدة الآخرين له لكن كل هؤلاء فئة قليلة منهم من خلال قربي منهم وباعتباري واحدًا منهم، وفي كل الأحوال يجب أن نوقظ في نفوسهم سر تكريم الله تعالي للإنسان وهذا السر هو عمل هذا الإنسان في نفسه لكي يكرمها بألا تكون عالة علي من حولها وأن تكون مصونة بما تنتج لنفسها وللناس من سبل الحياة الكريمة.
الإتاحة والتمكين والحق والكرامة مقابل التهميش لذوي الإعاقة هذا هو المطلوب
اقرأ أيضًا
تعرف على زيادة ضريبة الدمغة على شحن خطوط الهاتف المحمول وكيفية التطبيق
قائمة أسماء حركة تنقلات وزارة الداخلية الجديدة 2020 كاملة
خطوات التصالح في مخالفات البناء وموعد نهاية المهلة للمخالفين
عودة الدوري بمبارتي الزمالك والمصري والأهلي وإنبي وتطبيق تقنية الفار