سلايدرمقالات الرأى

سالي الملا تكتب .. ثمار العطاء

ربما قد تظن أنك حين تمنح الحب والمساعدة والمساندة لشخص أنك تساعده هو فقط، الحقيقة أنك تمنح العالم بأكمله فرصة ليكون أفضل، “كونك شخصا معطاءً لا يجعلك فقيرا أبدًا” كما قالت آن فرانك

لنُكمل ما بدأناه الأسبوع الماضي؛ توقفنا عند حكاية آن سوليفان، تلك الفتاة الفقيرة اليتيمة التي أودعت دار أيتام تويكسبري بعد وفاة والدتها وهروب والدها وإصابتها بمرض أصابها بعمى جزئي في عينيها، عند عدم استسلام آن لظروفها القاسية والتحاقها بمدرسة بيركنز للمكفوفين وحرصها على التفوق الدراسي بعد خضوعها للعديد من جراحات العيون، والتي بعد فشل العديد منها استطاعت أخيرا في استعادة بصرها، وبمساعدة من صديقتها لورا بريدجمان تمكنت من التخرج كالطالبة الأولى على دفعتها.

تلقى مدير مدرسة بيركنز للمكفوفين من السيد آرثر كيلر طلبا لترشيح معلمة تستطيع التعامل مع ابنته هيلين الكفيفة الصماء ذات السبع سنوات وتعليمها، وفور تخرج آن من المدرسة قام المدير (والذي كان ابن العالم الشهير الكسندر جراهام ب بترشيحها لتلك المهمة الصعبة. بدأت آن مهمتها في الثالث من مارس عام 1887 بمنزل آل كيلر بمدينة توسكومبيا بولاية ألاباما. حيث بدأ فصل جديد في كفاح آن سوليفان.

ولدت هيلين آدامز كيلير في السابع والعشرين من يونيو عام 1880 كطفلة سليمة معافاة. عندما أتمت عاما ونصف من العمر أصيبت هيلين بمرض ( افترض وقتها أنه التهاب السحايا او الحمى القرمزية) أدي لإصابتها بفقد كلي للسمع البصر، وفي عمر السابعة التقت هيلين كيلر بالمعلمة آن سوليفان، كانت هيلين طفلة صعبة المراس وشديدة العصبية، ولكن في خلال أشهر قليلة تمكنت آن سوليفان من احتوائها وتهدئتها وإيجاد  وابتكار الطرق المناسبة للتعامل معها وتوصيل المعلومات لها عن طريق لمس الأشياء وربطها بلغة إشارة خاصة ترتبط بحركات مميزة للأصابع على كف هيلين. وأصبحت آن معلمة مقيمة ومربية لهيلين وأقامت هيلين معها بعد ذلك.

كانت آن تصطحب هيلين لمدرسة بيركنز لتعلم القراءة بطريقة برايل،  وصاحبتها أيضا خلال تعلمها للنطق وقراءة الشفاة عن طريق وضع الأصابع على شفاة المتحدث بمساعدة المعلمة سارة فولر، أدى تفاني آن سوليفان وإخلاصها وحبها لهيلين كيلر إلى تقدم هائل لهيلين في التعليم، حيث التحقت هيلين بمدرسة رايت هيوماسون بنيويورك في سن الرابعة عشر، وفي سن السادسة عشر التحقت بمدرسة كامبريدج للسيدات بماساشوستس، وتفوقت فيها حتى حصلت على منحة لدخول جامعة رادكليف عام 1900 حيث تخرجت منها بامتياز عام 1904. لتبدأ حياة مليئة بالإثارة والإنجازات في حياة هيلين كيلر والتي عاشت مع معلمتها آن سوليفان حيث كانت آن هي عيون وآذان هيلين وصديقتها ورفيقة دربها لمدة 49 عاما وحتى وفاة آن سوليفان في العشرين من أكتوبر عام 1936.

حكاية الأسبوع القادم، عن حياة هيلين كيلر وما فعلته وكيف أثبتت للبشرية أنه لا يوجد على وجه الأرض ما يمكنه هزيمة إرادة الإنسان إن أراد ألا ينهزم.

 

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

إبراهيم عبد المجيد يكتب .. نور الحياة وكيف نزيدهم نورا

سالي المُلا تكتب .. أعطِ تُعطَ

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى