كتب – سليم سامي
تحلم خديجة القاسم، 50 عاماً، سورية الجنسية، بالعودة إلى بلدة أحسم التابعة لريف إدلب الجنوبي، لتستطيع سقاية الورود على قبري والديها والاعتناء بأشجار وأزهار المنزل المدمرة أجزاء منه بسبب تعرض المنطقة للقصف من جانب جميع القوات المتحاربة في سوريا، ولكن العودة إلى المنزل رغم ذلك أفضل من الحياة في الشقق السكنية متنقلة مع شقيقاتها الأربعة من منطقة لأخرى حسب تطورات الحرب الدائرة منذ 10 سنوات.
أزمة السورية العجوز
مشكلة خديجة القاسم، ليست كونها مهجرة داخل وطنها ولكن لأن لديها 4 شقيقات من ذوي الاحتياجات الخاصة، تتراوح أعمارهن بين 50 إلى 60 عاماً، وشقيق غائب منذ 8 سنوات لا تعرف هل هو ما زال معتقلا أم للقى مصرعه تحت التعذيب لذا رفضت فكرة الزواج حتى تتفرغ لرعاية الشقيقات في شقة مستأجرة في مدينة إدلب.
4 شقيقات و4 إعاقات مختلفة وصعبة
وتعاني الشقيقات الـ4 من إعاقات مختلفة إذ تعاني إحداهن من الشلل الدماغي واثنتان من الشلل الذهني والرابعة تعاني من إعاقة عقلية وقلب مفتوح، وتحتاج لإجراء عملية جراحية حيث تتعاطى أدوية مستمرة لتستطيع بذا أي جهد بسيط ولتبقى على قيد الحياة.
لا تستطيع خديجة العمل لأن حالة شقيقاتها تتطلب بقاءها طيلة اليوم، “أضع لهن الطعام 3 مرات يوميا، وأعطيهن الأدوية ولا يمكن أترك المنزل أكثر من عدة دقائق، لأن واحدة من الشقيقات تعاني من نوبات عصبية وتصيبها حالات إغماء، وتحتاج لأخذ الدواء فور مرورها بهذه الحالة”.
لدى خديجة القاسم شقيق لكنه معتقل منذ 8 سنوات، وترددت أنباء عن أنه لقى مصرعه تحت التعذيب، وتعتبر شقيقاتها أمانة لديها لذا رفضت الزواج حتى تستطيع رعايتهن كما تحاول تأمين تكلفة الطعام والدواء يوميا.
تتمنى خديجة أن تجد عملاً يوفر لها ولشقيقاتها أدنى درجات الحياة المعيشية وهى الطعام والدواء والمسكن، إذ أن تبرعات أهل الخير وحدها تساعدهن كما أن بعض الصيادلة يساعدنها بتوفير الدواء والحفاضات مجاناً.
خديجة واحد من بين مئات وربما الآلاف من السوريات اللواتي يعملن لرعاية أسرهن المتضررة أو الفقيرة، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بعد فقدان الأب أو الشقيق وسط ارتفاع نسبة الفقر بين السوريين بشكل عام لأكثر من 85 % خصوصاً من يعيشون في المخيمات والمهجرين من مناطقهم.
الحل في مشروع صغير
يقول باسل نجار، أحد جيران خديجة القاسم، ويعمل متطوعا في المساعدات الإنسانية، إنه كان جارا للشقيقات الـ5 لمدة أكثر من شهرين لم يعرف بأوضاعهن المأساوية خصوصا مع انعزالهن عما حولهم كما ان خديجة لم تطلب المساعدة إذ إنها امرأه مكافحة وتتعفف عن السؤال.
وزار باسل نجار الشقيقات بصحبة فريق إنساني حيث لاحظوا أن خديجة تطهو وتغسل وتنظيف المشقة التي تعيش فيها طيلة اليوم تقريبا دون تململ أو طلب مساعدة، رغم أنها أصبحا تعاني من أمراض عدة خصوصا مع تقدمها فى العمر إذ أصبحت مصابة بمرض الديسك، بسبب عملها المتواصل في رعاية شقيقاتها.
يقترح باسل أن يتم تأسيس مشروع خياطة ملابس أو محل لبيع المواد الغذائية لأنها لن تستطيع الحصول على المال لمجرد البقاء في منزلها لرعاية شقيقاتها رغم حاجتهن الماسة لهذا الأمر.
اقرأ أيضًا
السيسي يطلع على خطط تأمين العمق الغربي ومشروع الشبكة الحكومية الموحدة لربط الجهاز الإداري للدولة
الأزهر:التحرش سلوك عدواني ويستوجب العلاج .. الإفتاء: التبرير لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة
السيسي يوجه بتعزيز علاقات التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية والالتزام بضوابط الاقتراض الخارجي
رئيس الوزراء: السيسي يتابع ملف تجميع البلازما ومن الممكن التوقع بأن تكون هذه الصناعة واعدة