تقارير

عراقية تتحدي الإعاقة : “الرسم متنفسي الذي أعبّر فيه عن نفسي” .. موهبة الرسم ومهندسة المُستقبل

 

عانت من ضمور العضلات منذ ولادتها، وهو مرض لم يكتشف علاجه في الوقت الحالي، ويتطور مع تقدم العمر، ويؤدي لتفاقم مشكلة الحركة العضلية في الجسد، وهو ما دعاها لاستخدام الكرسي المتحرك لتسهيل حركتها.

مريم شوكت، طالبة عراقية تعد نموذجا للقوة والإصرار على تخطي العقبات، عانت منذ صغرها من إعاقة “ظاهرية” لم تمنعها من ممارسة حياتها والسير على درب التفوق.

مريم مولعة منذ صغرها بالرسم، موهبة تطورت في السنوات الأخيرة من خلال مشاركتها في العديد من المعارض المدرسية أو ما تنشره على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “إنستجرام”.

تعمد مريم دائما لتصوير الفتاة ذات الاحتياجات الخاصة وهي تمارس حياتها بشكل طبيعي، إضافة لاستخدامها الألوان بتدرجات متفائلة ومليئة بالبهجة، وعن ذلك تقول: “أمارس هواية الرسم منذ صغري، وازداد شغفي بها مع مرور الأيام من خلال محاولاتي المستمرة لاكتساب مهارات جديدة وتطويرها والتجديد في أسلوبي”.

وتضيف: “من خلال الرسم أجد متنفسي الذي أعبّر فيه عن زاوية رؤيتي للظرف الذي أمر به من جانب إيجابي بعيد تماما عن نظرة المجتمع القاصرة لمن هم بمثل ظرفي”.

مريم حلمت ذات يوم أن تحصل على معدل عال تحقق من خلاله أمنيتها بدراسة تخصص في مجال يناسب ظرفها، كالهندسة المعمارية أو الديكور، أو أي قسم يعود بالنفع والفائدة على المجتمع. وقد حققت الحلم، وهي الآن طالبة في قسم الهندسة المعمارية بعد حصولها على معدل 93.35 في السادس الإعدادي، الفرع التطبيقي (الثانوية العامة)، ولا تزال تمارس موهبتها كرسامة تلون بأناملها أوراقا وتزخرف بريشتها مستقبلا حققت من خلاله ما عجز عنه الكثيرون.

رسوم مريم شوكت
رسوم مريم شوكت
رسوم مريم شوكت
رسوم مريم شوكت

تقول عنها إقبال راضي مدرّسة اللغة الفرنسية في ثانوية المتميزات التي تخرجت فيها مريم: “كانت مثالا يحتذى به، شخصيا كنت أتعلم منها وأجدها مصدر إلهام للكثيرات، فهي متفوقة، تجتهد لتكون الأولى دوما، فنانة لا تجد في علتها ما يعيب، بل على العكس جعلت من إعاقتها الحركية حافزا لتكون ملهمة لسواها ممن يتعذرون بالظروف ليتقاعسوا عن أداء واجباتهم الدراسية أو اللحاق بركب التفوق”.

وتضيف: “كنت دوما أرى في والدي مريم الجنديين المجهولين وراء هذا التميز، ورأيت على مدى سنوات حرصهما على دعمها، لقد كانا السبب الذي دفعها لتكون على ما هي عليه اليوم”.

وفي إحصائية سابقة نشرتها وزارة التخطيط العراقية، تبين وجود مليون و375 ألف معاق بالعراق، أعلى نسبة منهم كانت للمعاقين حركيا.

عن ذلك يقول الدكتور زامدار رسول الاستشاري الحاصل على الدبلوم العالي في الأمراض النفسية من جامعة كاليفورنيا: “من الممكن أن يكون أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة أفرادا اعتياديين في مجتمعاتهم، يمارسون النشاطات ذاته، لكن الصعوبة تكمن في نظرة المجتمع المتخلفة التي لا تتفهم أن الإعاقة إعاقة العقل عن اتخاذ القرارات الصائبة وليس الجسد”.

مضيفا أن “كل رد فعل انهزامي يظهره المعتل بالإعاقة الحركية هو في الحقيقة نتاج فعل المجتمع وأفراده عليه”.

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى