سلايدرمقالات الرأى

عمر عزام يكتب .. جزيرة غمام وتأثر عبد الرحيم كمال بـ «الحلاج»

 

 

يروى عن (عبد الودود الزاهد) أنه قابل الحلاج في مرة فسأله كيف الطريق الى الله ؟ فقال الحلاج : لا يوجد طريق الى الله .. بالمعنى الظاهري تؤكد هذه العبارة الشكوك حول الحلاج و لكن بالتعمق أكثر داخلها تجد الكثير .. رد عليه الزاهد و قال : كيف لا يوجد طريق الى الله!!؟ .. فرد الحلاج : الطريق بين اثنين .. عندما تقول الطريق فأنت تقول ..من … الى .. اي أنك تفترض وجود اثنين و هل يوجد اله غير الله ؟ .. ( أانت أم انا ؟ هذا في إلهين حاشاك حاشاك من إثبات اثنين )  هذا لا يوجد الا في وجود الهين و لا يوجد اله غير الله .. فعندما تقول الطريق الى الله فكأنك تقول لله أنا و أنت و هل لا يفنى وجودك أمام وجود الله؟ .. فطلب منه الزاهد توضيح لكلامه أكثر فقال له الحلاج ( من لم يقف على إشارتنا لم ترشده عبارتنا )

و له قول أخر أثار الجدل حوله حيث قال «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما كان المقصد منه إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله.

لذلك كانت معاناة الحلاج بين الأخذ بظاهر الكلام و بين التعمق في المعاني العظيمة .. و قال عنه الشيخ (عبد القادر الجيلاني) : ذل الحلاج و لم يجد من يأخذ بيده و لو أدركته لأقلته من عثرته .. اي أنه كان سيبسط المعاني و يشرح للناس و يفك أسر الحلاج الذي ظل يحاكم ٧ سنوات و يعذب ثم تم إعدامه بأبشع الطرق و كان ضحية الجهل

من هو منصور الحلاج ؟

شاعر صوفي ولد في مدينة واسط بالقرب من مدينة بغداد بالعراق، امتلك فسلسفة دينية حاول دائما أن يعبر عنها بطريقته و لكن هذه الفلسفة لم يرضى عنها قاضي بغداد في ذلك الوقت ( محمد بن داوود) و رأى أنها متعارضة مع الدين الإسلامي فطالب بمحاكمته و حاول أن يجعل الحلاج يتراجع عن كلماته و لكنه رفض فظل يحاكمه ٧ سنوات حتى أعدمه مصلوبا بباب خراسان

من أهم ما كتب عن الحلاج إنصافا له كانت مسرحية مأساة الحلاج للكاتب الكبير (صلاح عبد الصبور )

ما هي مأساة الحلاج كما وصفها الكاتب صلاح عبد الصبور و وضعها كعنوان لكتابه .. و يمكن أن نضيف للعنوان بقية ( مأساة الحلاج بين المقصود و المفهوم )

ماذا كان يقصد الحلاج و ماذا فهم الناس ؟

الشاعر الصوفي (منصور الحلاج) من أصل عراقي و الذي عاش و مات ضحية للجهل و سطحية الفكر .. أتهم الحلاج بأنه حلولي و الحلول هو إدعاء الإلوهية اي أنه يدعي أنه إله و أن الله قد حل فيه و كان هذا افتراء عليه و الدلائل كثيرة

يقدم الكاتب عبد الرحيم كمال شخصية عرفات في مسلسل جزيرة غمام الذي يعرض حاليا و هذه الشخصية فيها من روح الحلاج براءته الغير مقصودة و معانيه و مصطلحاته الخاصة التي تخرج من القلب و لا يفهمها أغلب الناس و رمزياته عن مدى تأثير اللجوء الى الله الذي بإمكانه إخراجك من أكبر الأزمات حتى لو كانت السجن ذاته فأنت تستطيع مناجاة الله في كل مكان و ترى الله بداخلك و في قلبك و في سبحتك و في القمر المكتمل نوره تطل عليه من خلال نافذة صغيرة في عمق الأرض داخل غرفة ضيقة محاطة بالأسوار، كذلك عمدة الجزيرة و قاضيها (عجمي) لا يفهم كلام عرفات ولا يستساغ له في أغلب الوقت و يشعر أنه درويش او مجذوب، لا يفهم كلام عرفات غير أطفال الجزيرة إشارة لطهارة القلب و صفاء الحديث فلا يفهمه سوى أنقى القلوب التي لم يلوثها الجهل بعد، و في إشارة داخل مسلسل جزيرة غمام أن الجزيرة سيتغير اسمها بعد ذلك و تصبح جزيرة أولاد عرفات و هذا مشابه تماما لما حدث مع الحلاج، لم يأخذ مكانته الا بعد أن خرج العلم من وسط الجهل من خلال الناس الذين فهموه جيدا و فهموا كلامه و يتمثلون داخل المسلسل في أطفال الجزيرة.

عمر عزام يكتب .. البرنس محمد رمضان والمخرج المُتطور

كذلك قدم الكاتب عبد الرحيم كمال من قبل شخصية الخواجة عبد القادر من خلال مسلسل يحمل الإسم ذاته و كان لرجل تنقله الظروف من لندن الى قلب صعيد مصر مرورا بالسودان قبلها و التي غير ديانته فيها و غير اسمه من هيربيرت الى عبد القادر على إسم شيخه السوداني و بعد قدومه الى مصر توغل في قلوب الناس رغم أنه خواجة غريب و رغم رفض العمدة له أيضا و لكنه علم الناس كيف يحبون الله و يعرفون دينهم على الرغم من أنه في نظر الشيوخ لا يعرف شيئا و يعتبرونه غير مسلم من الأساس و انتهى الأمر ببناء مقام له في الصعيد في المكان الذي عاش فيه و لم يستطع أحد أن يهد المقام أبدا رغم المحاولات العديدة

من خلال شخصية عرفات و شخصية الخواجة عبد القادر تحسست تأثرا كبيرا للكاتب عبد الرحيم كمال بشخصية الشاعر الصوفي منصور الحلاج و حياته و معاناته الملهمة

الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور يحكي لنا في مسرحية (مأساة الحلاج) لماذا قتل الحلاج، وماذا قيل فى المحاكمة التى انتهت بصلبه؟

صَفُّونا.. صفّاً.. صفّاً الأجهرُ صوتاً والأطول وضعوه فى الصَّفِّ الأول ذو الصوت الخافت والمتواني وضعوه فى الصف الثاني أعطوا كُلاً منا ديناراً من ذهب قاني برَّاقا لم تلمسه كفٌ من قبل قالوا: صيحوا.. زنديقٌ كافر صحنا: زنديقٌ.. كافر قالوا: صيحوا، فليُقتل أنَّا نحمل دمه فى رقبتنا فليُقتل أنا نحمل دمه فى رقبتنا قالوا: امضوا فمضينا الأجهرُ صوتاً والأطول يمضى فى الصَّفِّ الأول ذو الصوت الخافت والمتواني يمضى فى الصَّفِّ الثاني

هم لم يحاكموه على حبه الإلهى ولكنهم كانوا يحاكمونه على فعله السياسي : ما الفقر؟ ليس الفقر هو الجوع إلى المأكل والعرى إلى الكسوة الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الروح الفقر هو استخدام الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء الفقر يقول -لأهل الثروة- أكره جمع الفقراء فهمُ يتمنون زوال النعمة عنك ويقول لأهل الفقر إن جعت فكل لحم أخيك، الله يقول لنا: كونوا أحباباً محبوبين والفقر يقول لنا: كونوا بغضاء بغاضين اكره.. . اكره.. اكره هذا قول الفقر.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا

عمر عزام يكتب .. نادين خان مخرجة كبيرة على خطى والدها

عمر عزام يكتب .. التتر والكوميديا الارتجالية ضمن وجبة مسلسل 100 وش

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى