مقالات الرأىسلايدر

عمر عزام يكتب .. نادين خان مخرجة كبيرة على خطى والدها

 

قدمت المخرجة نادين خان فيلم أبو صدام، بطولة محمد ممدوح وأحمد داش، سيناريو محمود عزت، و يبدو أننا على موعد مع مخرجة من العيار الثقيل على خطى والدها المخرج الراحل محمد خان.

القصة تدور عن أبو صدام (محمد ممدوح) سائق “تريلة”، ومعه التباع حسن (أحمد داش) في رحلة يوم واحد على الطريق، بعد رجوع أبو صدام لوظيفة سائق “التريلة” مرة أخرى، ومن خلال الرحلة نتعرف على شخصية بطلنا و مساعده.

على مستوى السيناريو كان تركيز الفيلم الأكبر على أبعاد شخصية أبو صدام، وكيف ينظر لنفسه كيف ينصب نفسه إله للطريق، ويطلق على نفسه ملك الطريق؛ لدرجة أنه يعاتب حسن على إلقاء كوب الشاي من الشباك، ويجبره على النزول لأخذها مرة أخرى من الطريق السريع، في البداية يتم تقديم شخصية أبو صدام على أنه شخص منظم، ومهني يتحاشاه الناس.

ويهرب منه التباعين الذين يعملون معه فقط لأنه شخص عملي؛ يحب عمله و يؤديه بشكل صارم، ولكن مع تتابع الأحداث تتضح الصورة الحقيقية، وهي أنه شخص مصاب بجنون العظمة يصدق من داخله أنه بالفعل (ملك الطريق) رغم أن ذلك غير حقيقي أبدًا حتى أن الرجل الذي لجأ له أبو صدام لينقذه من أحد المواقف لم يتذكره بسهولة و كانت تلك من الصدمات التي تعرض لها ابو صدام في مواجهته مع نفسه.

 

وانكشافه المستمر أمام نفسه، يصدق أيضًا أنه شخص قوي جنسيًا رغم أن ذلك أيضا غير حقيقي، يؤلف حكايات غير حقيقية عن نفسه يدعي فيها الذكاء الخارق و القوة ليخفي حقيقته.

يحاول السيطرة على زوجته بكل الطرق ولا يستطيع فعل ذلك بأي شكل سوى التحكمات والإنفعالات المبالغ فيها.

ورغم ذلك يفشل أيضًا، طوال الأحداث يقع أبو صدام في صراع مع نفسه بين ما يعتقد في ذاته وبين الحقيقة التي لا يستطيع تقبلها.

و في لافتة رمزية مكتوب على ظهر “التريلة” التي يعمل عليها (عيش نملة تاكل سكر)

وهذا يمثل الواقع الذي لا يتقبله أبدًا أبو صدام حتى أن اختيار اسم أبو صدام كان به دلالة ذكية لمخرجة الفيلم، وهي حقيقة أنه يصطدم مع كل الناس حتى ضابط الشرطة.

يعاتب كل الناس، ولا يعاتب نفسه أبدًا لدرجة أنه في أحد المشاهد قرب نهاية الفيلم تخيل شئ غير حقيقي بدافع الانتقام، وتسبب خلاله في حادثة قوية، وتلف كبير في السيارة التي يقودها.

ونزل منها و عند ركوبه مرة أخرى تجاهل كل الأضرار التي تسبب فيها ووقف ينظر ويتحسس خربوش صغير في الباب كان قد تسبب فيه شخص أخر من قبل.

وهنا يظهر جانب مهم من شخصية أبو صدام، وإلى أي مدى هو مصاب بالنرجسية وجنون العظمة.

من جهة أخرى يخطط حسن لسرقة أبو صدام و لكن تتغير الأمور، وتتعقد ترتيباته بشكل مستمر مع تتابع الأحداث و كانت هذه من الخطوط المثيرة طوال الفيلم لا تعرف على ماذا سينتهي هذا المخطط.

على مستوى التمثيل قدم محمد ممدوح و أحمد داش أداء رائع و مقنع للغاية و أيضا جميع الأدوار المساندة و ضيوف الشرف كان لهم ظهور مميز مثل سيد رجب، وعلي الطيب، وعلي قاسم.

قدمت نادين خان صورة رائعة و فيلم يستحق الإشادة

على مستوى الإخراج قدمت نادين خان صورة رائعة و فيلم يستحق الإشادة، و كذلك محمود عزت كاتب السيناريو الذي أبدع في كتابة الشخصيات، وقدم إجابات أراها منطقية و وافية لكل التساؤلات التي طرحها خلال أحداث الفيلم.

كما قدمت لنا خطًا تصاعديًا، وهبوط في الشخصية الرئيسية أكثر من رائع  و رحلة يوم واحد فيها كل أشكال الإثارة والمتعة، ومؤكد أنها تستحق الثناء و الإشادة.

بعض الجمهور انتقد نهاية الفيلم، و لكن شخصيًا أرى النهاية منطقية، ولكن يوجد تفسير لعدم رضا بعض الناس عن النهاية؛ أعتقد أنه الأقرب للحقيقة وهو أن في اللقطة التي رأينا فيها أبو صدام يتحسس الخربوش الصغير ويتجاهل التدمير الذي تسبب فيه كمدلول على أن هذا الشخص الموهوم بذاته لن يتغير أبدا سيبقى كل شئ كما هو و كأن شئ لم يحدث.

كانت هذه اللقطة في مخيلة المخرجة نادين خان ليست مجرد لقطة يفهمها البعض و الأخر لا ينتبه.

ولكن كانت تمثل النهاية المثالية بالنسبة لها، هي لقطة ذكية لدرجة أنها تحمل كل معاني النهاية المنطقية، ولكن ربما كانت تحتاج نادين الى تسليط الضوء عليها أكثر بشكل او بأخر لتصبح إن جاز التعبير (نهاية مفتوحة)  أبو صدام هو أبو صدام وفقط، وسيستمر بكل ما يحمله من صفات.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا 

اقرأ أيضًا

عمر عزام يكتب .. التتر والكوميديا الارتجالية ضمن وجبة مسلسل 100 وش

عمر عزام يكتب .. البرنس محمد رمضان والمخرج المُتطور

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى