كتبت ــ سمر حسن
فتاة عشرينية تحضر ماجستير في التربية الخاصة، ودبلومة في التخاطب، عملت لدى العديد من المنظمات الدولية، مدربة توعية غذائية وإرشاد أسري، تنقلت بين محافظات الجمهورية لعقد الورش والتدريبات، حصلت على العديد من الشهادات التي توثق تميزها، فلم توقفها الإعاقة السمعية منذ عمر الرابعة على التميز بل كانت سبب لتقدمها وانخراطها لخدمة الصم وضِعاف السمع.
التخاطب قلل الصعاب
“اكتشفت دا من التليفون الأرضي ودني الشمال العصب بتاعها ميت ومش بسمع بيها خالص وبسمع بودني اليمين والنسبة بين ضعيف ومتوسط وللأسف مليش سماعات” كانت الصدفة هي باب معرفة “أسماء” بإصابتها السمعية في عمر الرابعة، ومنذ تلك اللحظة التزمت الإرشادات اللازمة ممن أجل السماع بأذنيها اليمين فقط والتي يبلغ مقياسها بين (ضعيف- متوسط)، وللحفاظِ على تلك النسبة المتبقية لديها، تعيش وسط إجراءات احترازية صارمة فهي ممنوعة من أدوية عديدة.
“كتير بيقولولي أنتي إزاي بتتكلمي كدا وأنتي ضعيفة سمع” من الصعب إدراج أسماء تحت فئة ضعاف السمع، فتتبادل أطراف الحديث بسرعة بديهة دون توقف، وفسرت ذلك بأنها حرصت منذ الصغر على العلاج بالتخاطب، وانتسابها إلى الأزهر الشريف وقلة عدد الطلاب ساعدها على الاستيعاب والفهم مقارنة بالفصول الأخرى المتكدسة بالطلاب.
لغة الإشارة
وأكدت أنها تترجم لغة الإشارة؛ لتساعد ذوي الهمم، مشيرة إلى أنها وسيلة التواصل غير الصوتية التي يستخدمها ذووي الاحتياجات الخاصة سمعيًا (الصم) أو صوتيًا (البكم) وتستخدم حركات اليدين، كالأصابع لتوضيح الأرقام والحروف بالإضافة إلى تعبير الوجه.
العمل منذ الإعدادية
وازنت المدربة بالمجتمع المدني منذ 10سنوات بين دراستها وبين العمل فعملت من الصف الثالث الإعدادي بتحفيظ القرآن الكريم، وتطوعت بالمجتمع المدني منذ ذلك العمر، وفي المرحلة الجامعية عملت في بيع الملابس الجاهزة والأدوات المنزلية لكي تعتمد على نفسها “اشتغلت مدرسة و محفظة قرأن وتسويق إلكتروني وتسويق مباشر وعملت بعدد كبير من الشركات”، فكان طريق الفتاة ممتليء بالعثرات وفي ذلك السياق قالت: “أنا تعبت جدا وانا في الجامعة يومي كان بيبدأ من 5 الصبح لـ 3 الفجر، أخلص الجامعة وأرجع ألّف بالهدوم والأدوات المنزلية عشان أبيعها للجيران، وكنت لما أروح لازم أذاكر إللي أخدته في نفس اليوم عشان يثبت لأن لو أجلته استحالة أفتكره تاني”.
لم توقف الإعاقة السمعية الفتاة عن تحقيق حلمها بل كانت سبب لمزيد من الشغف والتميز؛ لذا أتت اللحظة الحاسمة لتقرر الفتاة بالمجال الذي تحلم به وهي أن تصبح مدربة ذائعة الصيت؛ لذا استقرت منذ العام 2015 للعمل كمدربة بالمجتمع المدني، وانتسبت للعمل بالعديد من المنظمات الدولية منها (y-peer Egypt- الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي الخيري- terre des homes- Egypt) والمؤسسات المحلة، كما عملت بالعديد من الجمعات الخيرية داخل وخارج القاهرة، والتوعية بأغلب مراكز الشباب بمحافظتي (القاهرة- الجيزة)، كما أنها حاليَا عضو بالجمعية اللبنانية للتجديد التربوي والثقافي والممثلة للجمعية بمصر ومسئولة عن الشراكات.
أسماء تقرر خدمة الصم وضعاف السمع
لم تكتفِ الفتاة بالعمل فقط بل قررت أم تكمل الدراسات العليا واختارت المجال الذي يُمكنها من خدمة الصم وضعاف السمع “اخترات أن أكمل الدراسات العليا عن ذوي الإعاقة”، وتعمقت في الآثار المترتبة عن الإعاقة السمعية “بدأت استرجع ذكرياتي كل إللي كان بيحصلي دا ببب ضعف السمع”، كانت تقضي أسماء ساعات طويلة من أجل تحصيل المعلومة مقارنة بقريناتها “أنا إللي كنت بعمل ملخصات الكتب لزمايلي وهما يجيبوا امتيار وأنا جيد عشان ضعف السمع وتاثيره على التركيز والاستيعاب”.
عايشت الفتاة المعاناة التي يعانها أسر الصم وضعاف السمع ولمرورها بتلك المعاناة قررت أن تفتح جمعية أهلية متخصصة في برامج تأهيل ذوي الهمم ومنها برامج التخاطب لما لها من أثر إيجابي، كما ستعمل جاهدة على توفير السماعات وصياناتها “أنا بس مأجلة الخطوة دية لغاية ما أحصل على دبلومة من معهد السمع والكلام.”
توعية الصم وضعاف السمع من فيروس كورونا
قدمت المدربة أسماء عطية، فيديو بلغة الإشارة، لتوعية الصم وضعاف السمع من خطورة فيروس كورونا “كوفيد 19”. وتعريف ذوي الاحتياجات الخاصة، بكيفية غسيل اليدين بطريقة صحيحة، وضرورة تحقيق التباعد الاجتماعي لتقليل العدوي، ووقف تفشي الفيروس التاجي.
اقرأ أيضًا
السيسي: كل مواطن في مصر هيطلب شقة هنديهاله
السيسي: لن نتسامح مع مخالفات البناء واللي قافل جراج هناخده منه نزع ملكية
وزير النقل: يتم تحصيل 50 مليون جنيه شهريًا من فارق “تزويغ” المواطنين من دفع ثمن التذكرة
ممتاز ربي يوفقك