كتبت: صفا بكرى
في عيد الأم.. نحتفل بأمهات بطلات حوّلن إعاقة أبنائهن إلى قصص نجاح ملهمة للكثيرين. وتعطى دروس فى تحدى الإعاقة، وتحويلها الى نقاط قوة وليس صعف.
فغريزة الأمومة، هي غريزة ربانية، فالله سبحانه وتعالي يوهبها للنساء. فالأم بطبيعتها معطاءة ومضحية دائما وأبدا، لم تبخل علي أبنائها بأي شئ.
فالكثير من السيدات، يتحملن مشقة الحياة وتعبها لأجل أبنائهم، فالأبناء الأصحاء يستلهكون صحة الأم في كل شئ،تقوم به لهم، من إعداد الطعام وملابسهم وتنظيف المنزل، فما بالك من يكون لديها أبن من ذوي الإحتياجات الخاصة. فهو بيستهلك كل طاقة الأم بالطبع، وليس أي شخص يكون قادر علي تحمل هذه المشقة مثل الأم.
فى عيد الأم.. قصص نجاح لأمهات أبطال
وفى عيد الأم، يستعرض موقع نساعد، قصص ملهمة لأمهات مثاليات في التحدي والكفاح، قدموا كل ما يمكن من دعم لأبنائهن من ذوي الهمم، وبالأخص” أصحاب الإعاقة البصرية”
تروي السيدة “شيرين الكراني”، مهندسة زراعية، حكايتها ومعاناتها في الحياة. فهي أم لديها اثنان من الأبناء، الابن الأكبر 15 عاما، والابنة الصغري 11 عاما، وهى من ذوي الهمم، حيث انها تعانى من إعاقة بصرية. تقول “الكرانى”، “كانت رحلة البحث لمعرفة سبب هذه الإعاقة، رحلة شاقة. فمن طبيب الى آخر، حتى أخبرونى بأنها تعانى من أورام فى شبكية العين، لا استطيع وصف ما كنا نمر به من مشاعر قاسية. وآخر تشخيص لحالتها كان انها تعانى من تليفات فى الشبكية، كونها من الأطفال المبسترين”.
وتابعت قائلة: “مررت بعدة تحديات، مثل اننى كنت اعمل وفى ذات الوقت، كان يجب أن أتواجد بجانب ابنتى لحظة بلحظة”، مضييفة بأنها عانت وقت التقديم فى المدرسة لابنتها، تقول: ” كان مطلوب منا تقديم مستندات كثيرة وشاقة، بل حاولوا عرقلة دخلوها الى المدرسة، ولكننى فعل كل ما بوسعى حتى يوافقوا على قبول ابنتى فى المدرسة”.
تحدى الأم لنجاح الابناء
كما تؤكد ايضا قائلة، أنها كانت خائفة أن تصبح ابنتها منبوذة من المجتمع ومع الأطفال من سنها. ولكن حدث عكس ما توقعته. فأصبحت محور الاهتمام من أصدقائها.
تقول: “كان الفضل لله قبل مني، فأنا لم أهملها لحظة، وكنت أحاول أن أوفق بين عملي ومساعدتي لها، لكي تصبح أفضل بنت بين أقرانها من ضعاف البصر”.
وتستكمل حديثها وتقول: “اكتشفت أن ابنتى لديها صوت جميل، ففكرت أن تتعلم في مكان مميز وأن يهتموا بها اهتماما كثيرا، ولكنهم رفضوا من قبل دار الأوبرا المصرية، حيث قال لى المايسترو عبد الحميد عبد الغفار، نصا “مش بقبل مكغفوفين”. فلم أعرف لماذا يتم رفضهم، فهم يتم التدريس لهم نفس المناهج العادية ولكنه بطريقة برايل.
كما توضح وتقول: “عانيت ايضا من أسئلة الناس حولها، فعندما تذهب في أي مكان يقولوا لى اهل ابنتك نائمة؟ هل ذهبتى لأطباء بابنتك؟ فى هذه المواقف كنت اريد أن اصرخ وأقول لهم بان ابنتى هى طفلة طبيعية، ولكنها فقدت جزء من نظرها.
مضيفة أنها” تعاني أيضا من إجراءات المعاش التي تقدمه الدولة لذوي الهمم. حيث قضت عامين من المعاناة، ولم يتم صرف معاشها المتوقف. وكل ما أذهب لأي مصلحة حكومية ويكون معي كافة الأوراق. التي يتم تقديمها، لابد من كشف طبي لها، فأقول لماذا هذا التعنت والتأخير لكى أستخرج ورقة لها من أي مكان حكومي. بالإضافة إلى عدم توفر خدمات لهم، فمثلا الآلة الحاسبة وقلم برايل التي تستخدمهم عندما تلفوا منها لم أجدهم في الإسكندرية، وأرسلت لمكان بالقاهرة تم إرسالهم لي.
اختتمت حديثها بأن أمنيتها الناس تشعر بهم وأن يتفهموا أن الأهل لما يكون لديهم طفل من ذوي الهمم، لأن بيكون علي الأم ضغوطات كثيرة ومعاملة معينة، وكيف توفق بين العمل و البيت، إذا كانت الأم عاملة، مؤكدة أنها كيف نخلق تقبل ثقافة الإنسان المختلف من ذوي الاحتياجات الخاصة وندمجهم في المجتمع، ويكون فيه تقبل من الأناس الأصحاء أنهم يتعاونوا ويكونوا صداقات مع ذوي الهمم.
فى عيد الأم.. كفاح ومثابرة ورضا
في منزل عائلي بسيط بمحافظة قنا، تتكون عائلة أحمد أبو النجا من أب وأم و4 أخوات أخرين ، يشاء القدر أن يولد أحمد ” كفيف”، الأم غير متعلمة، الأب عامل بسيط باليومية، تقوم الأم بكامل واجباتها في البيت، وينزل الأب لشغله اليومي كي يحصل علي قوت يومه.
هكذا تحدث الشاب الكفيف ” أحمد أبو النجا” 22 عاما، عن حياتهم البسيطة، ولكي يشكر فيها والدته في عيد الأم، ويحكي بتأثر عن معاناة والدته السيدة اليسيطة الذي لم تمنعها ظروفها الصحية، لكي تقوم بواجباتها تجاهه، فعلي الرغم من إصابتها بالغضروف وتعاني من أمراض عديدة، فهي تقوم بالذهاب معه إلي المدرسة ذهابا وإيابا، حتي دخوله بالجامعة.
فأرادت الأم ذو ال”47عاما” الذي أنهكها التعب، أن توصل ابنها المصاب بفقدان البصر إلي أعلي المراكز، فهو منشد ديني، ومقرئ قرآن كريم في المناسبات والإحتفالات، إمام جامع في منطقته، وأخيرا فهو بالسنة الثانية بكلية الشريعة الإسلامية.
يشكر أحمد والدته كثيرا في عيد الأم ويقول لها” عانيتي كثيرا بسببي، ولكنها كانت سعيدة بهذا وهي تعمل كل هذا عن طيب خاطر وعمرها ما
حزنت أنها تقوم بمساعدتي في كل شئ، تذهب بي عندما أذهب لكورس لتعليم طريقة برايل ولم تشعر بأي تعب، فعندما أذهب للكلية بمفردي
دون توصيل أصدقائي لي، وأمشي بعصايتي البيضا، تحزن كثيرا وتقوم بتوصيلي حتى لو التعب شادد عليها.
يختم حديثه” ويقول حبيت أشكرها هي وكل أم لها ابن من ذوي الاحتياجات الخاصة وأقول لهم فأنتم عظماء ومكافحين وصابرين”.
فى عيد الأم.. موقع نساعد يستكمل قصص الأمهات المكافحات في عيد الام
وتروي السيدة”يسرا” والدة الطفلة سارة، المصابة بفقدان البصر، فهي عازفة بيانو برغم صغر سنها، وتقول أنه كان أصعب مرحلة لنا، بأن سارة أول طفلة عندي وأول حفيدة في العائلتين، مضيفة أن كانت المرحلة الأصعب عندما علمت بأن سارة كفيفة بعد خروجها من الحضانة من بعد ولادتها ب3شهور، كل يوم في حياة سارة تحدي جديد.
مستكملة رحلتها لمساعدتها ووقوفها بجانبها دائما، وتقول أول قرار أتخذته هو تقديم استقالتي من العمل، لكي أقوم بتعليمها لانها محتاجة لتعليم من نوع خاص وأنها تحصل علي كورسات لتنمية المهارات وتدريبات للعصا البيضاء.
وتردف أنها اتعلمت مع ابنتها أشياء كثيرة لأجلها، فدخلت عالم ذوي الإحتياجات الخاصة وقابلت أمهات أبطال علي حق، مؤكدة أن أمهات لذوي القدرات الخاصة هم أبطال لتحدي كل شئ، وكل يوم تحدي جديد بالنسبة لنا.
اختتمت حديثها” بأنها أحيانا تسمع تعليقات غير مناسبة، والمطلوب مني أن أكون متماسكة لكي لا تتأثر سارة بأي كلمة سلبية أو تهكم عليها، لا أريد أن تسمع كلمة تؤذيها أبدا، فأنا دائما متفائلة بالخير وأشعر أن ربنا هايعوضها بالخير.
ربنا رزقني بها بعد 12 عاما زواج
تروي السيدة دعاء أحمد المقيمة بمحافظة الإسكندرية، والدة الطفلة هبه بتأثر، وتقول فضلت 12 عاما لم يرزقني الله بأطفال، وبيني وبين نفسي تيقنت أن ربنا له حكمة في
ذلك، ولكن يشاء الله أن يهبني ذرية، فكانوا بنتين تؤام، ولكن بنت توفاه الله، وعاشت هبه الحمدلله، ولكن لم تكن الأمور تجري كما هي، ففيه الحضانة عاشت هبه لمدة 3 أشهر، ولم تخرج هبه كما ولدتها، فالحضانة أثرت عليها.
بدأت رحلة المعاناة والصدمة، عندما قالوا لي الأطباء بأن هبه أصبحت كفيفة لأن ضوء الحضانة أثر علي شبكية العين، فكانت صدمة كبيرة
بالنسبة لي، ذهبنا لأطباء كثيرون، وكأنهم متفقين علي كلام واحد بأنها لم تعد تري الحياة كما هي، لا بل تري الحياة ظلماء، تبينا رحلة علاجها وسافرت بها القاهرة لإجراء عملية لها، ولكن فضلت الحالة كما هي.
وتستكمل حديثها،” بأن هبه أصبحت الأن في 3 إعدادي، وبعد تدريبات كثيرة لها. أصبحت تغني في حفلات ومسابقات وتغنت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حفلة قادرون بإختلاف، مؤكدة أنها لم أقدر أعيش من غيرها، ولم أطيق حياتي بدونها فهي كل شئ”.
تنهي حديثها وتقول: “للأمهات الذين لديهم أبناء من ذوي القدرات الخاصة، بأن عليهم عامل كبير جدا. أتمني أنهم لايقولوا لأبنائهم أي كلمة سلبية. لأن الموضوع بيؤثر فيهم كثيرا. مضيفة أن ابنتك او ابنك لديهم موهبة، حاول أن تنميها ولابد أن تدمجه في المجتمع.
<<في عيد الأم بنقول لكل أم لديها أبناء من ذوي القدرات الخاصة كل سنة وأنتي بطلة >>.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا