سلايدرمقالات الرأى

محمد السيد صالح يكتب .. الاختيار القادم.. القضية (404)

 

على مدار ثلاث سنوات، تناول مسلسل «الاختيار»، من خلال إنتاج سخى ومشاركة كبار النجوم، التفاصيل الكاملة لتثبيت الدولة المصرية وإسقاط الإخوان فى 30 يونيو 2013. عادت أجزاء المسلسل للخلف قليلا، أو اقتربت من وقائع وعمليات إرهابية حديثة، لكنها التزمت فى الأجزاء الثلاثة بنفس الرؤية التى تكشف ما خفى عنا، أو لتثبيت ما هو معلوم حول إنقاذ الدولة المصرية من جماعة الإخوان.

أعجبنى فى الجزء الثالث اعتماده فى حلقاته الأولى على مانشيتات وفيديوهات صحفية بذلنا جهدًا كبيرًا فى إنتاجها. وها هى تُستخدم فى سياق درامى توثيقى.

على سبيل المثال، فيديو قادة حركة تمرد فى 3 يوليو 2013 الذى أذيع فى الحلقة الأولى، تم تصويره من داخل صالة تحرير الزميلة «الوطن»، لكنه كان بكاميرا «المصرى اليوم». هذه الأيام محفورة فى ذاكرتنا جميعا.. لكن الكواليس عشناها كصحفيين عن قرب. كان للصحافة دور مهم جدًا فى هذه المعركة الوجودية لمصر كلها. وقد فعلنا كل ما من شأنه كى ننتصر لبلدنا واستقراره.

وفى هذا السياق، أزعم هنا أن الصحافة عمومًا، و«المصرى اليوم» بالتحديد، خلال سعيها للبحث عن الحقيقة والانفراد بالخبر الصادق والصور الأصلية، قامت بما هو أفضل من ذلك، لكشف جماعة الإخوان ومنهجهم العنيف فى الشارع ومؤسسات الدولة.

فى 2006، قدمنا للقارئ ألبوم صور مشفوعًا بتقارير إخبارية عن تشكيل ميليشيات من طلاب الإخوان داخل حرم جامعة الأزهر وهم يؤدون تمارين أشبه بتدريبات الصاعقة، ويرتدون زيًا موحدًا عليه شعارات الجماعة. قيل الكثير حول هذه القصة وهذه الصور وظروف التدريبات والغرض منها، لكنها كانت مقدمة لما هو قادم.. وناقوس خطر انتبه إليه البعض، ولم تتفاعل معه جهات أخرى ولم تعطه حق قدره.

هناك عشرات المواقف والأحداث التى تكشف مدى تحيز الصحافة لتثبيت الدولة، وسعى البعض لتقويض أركانها. والمهم أن الصحافة لكى تفعل ذلك تحتاج مناخًا حرًا وتوفير إمكانات مهنية ومادية وفنية معقولة.

.. وأعود لـ «الاختيار» وأرى أنه بعد هذا العام، ينبغى على الجهات المسؤولة التفكير فى مشروعات فنية وطنية مختلفة.

لقد غطينا كل العناصر التى تشرح للمشاهد المصرى كل مراحل ومحطات الجهد السياسى والأمنى لكشف مخططات ونوايا الطرف الآخر. لنأخذ خطوة إيجابية وننظر للأمام. لنناقش فى الأعمال الفنية والمشاريع الجديدة التحديات الكبرى التى تواجهنا. لماذا لا ننتج جزءًا حول حدودنا وسكانها.. نقدم للمشاهد صورة لطبيعة حدود مصر الغربية بتضاريسها المعقدة وصعوبة تأمينها.. نستعرض فيه قصصا عن القبائل المصرية العظيمة التى تعيش هناك؟!.

لقد ذهبت مسلسلات وأفلام عديدة لسيناء، وضمنها «الاختيار»، لكننا لم ننتج عملًا فنيًا اجتماعيًا مهمًا من داخل سيناء، يبدأ وينتهى هناك، يتفاعل مؤلفه ومخرجه وأبطاله مع الأهالى بأزماتهم وتحدياتهم. يقدمونها بشكل جرىء وأمين.

قصصنا مع مياه النيل تحتاج أكثر من عمل.

تاريخنا القديم والحديث فى إفريقيا ملىء بالانتصارات وقصص النجاح. تقديمها الآن سيكون ملهمًا للمصريين.

حتى لو أراد أولو الأمر العودة لهذه الفترة الحساسة من تاريخنا التى تناولتها أجزاء «الاختيار»، فليقدموا ذلك ونحن نتقدم للأمام. هوليوود لم تتوقف حتى الآن عن إنتاج أعمال عن معارك وقصص الحرب العالمية الثانية. ألمانيا من أكثر الدول الغربية التى تنتج أفلاما وثائقية وتسجيلية عن النازية وهزيمتها. لنفعل مثلها، ولكن عندما تظهر لنا وقائع جديدة.

■ القضية (404)

فى عام 1991، عُرض فيلم «الصرخة» لنور الشريف ومعالى زايد. أدى نور دور عامل بسيط فقير وهو أصم أبكم. كان يعمل فى ورشة سيارات، تعمق الفيلم فى التحديات التى تواجهه ونظرة المجتمع إليه. بعدها بعامين أدت نبيلة عبيد واحدًا من أفضل أدوارها السينمائية بفيلم «توت توت»، والذى تعرّض لقصة شابة تعانى تخلفا عقليا حادا، تعيش فى حارة شعبية. يعطف عليها البعض، والغالبية تتنمر عليها، يطمع شخص عنيف وسادى فى جسدها فيغتصبها وتحمل منه.

أعمال أخرى، قليلة الأهمية، تعاملت مع ذوى الإعاقة الجسدية أو العقلية بشكل أو بآخر. نسبة كبيرة منها لم تخل من إهانات وسخرية منهم.

لدينا حاليًا مسلسل كامل، معظم أبطاله من ذوى الإعاقة بجميع أنواعها.

20  من متحدى الإعاقة شاركوا فى مسلسل «القضية ٤٠٤» بحلقاته الخمس عشرة. هو عمل يستحق كل الدعم.

كنت أتمنى أن تتحمس وزيرة التضامن له وتتدخل لعرضه على إحدى القنوات أو المنصات المصرية. لقد شاهدت حلقتين من المسلسل على اليوتيوب حتى كتابة هذه السطور. إنهم يبثونه يومًا بعد يوم مع بداية رمضان. وأعلم أن العمل جاهز منذ فترة. لقد سعى منتجوه لدى بعض المسؤولين لكى يدعموه أو يقدموه بشكل لائق.

أعرف كاتب سيناريو وحوار هذا العمل «رامز عباس». رامز مختلف عن الآخر الذى يتنمر يوميا على واحد من المشاهير. عباس صاحب معجزة حقيقية، أصم تمامًا لكنه يتحدث وبطلاقة، ولديه موهبة دقيقة فى قراءة لغة الشفاه. أنا فخور بمعرفتى برامز.

فى الحلقة الأولى من المسلسل تعاطفت جدًا مع الممثلة التى تعانى التقزم وهى فنانة بأحد المسارح، لكنها تعانى التنمر من جيرانها الجالسين على المقهى فى الحى الشعبى. أعجبنى تعامل والدها مع الأمر وكيف دعّمها نفسيًا. الأهالى فى هذا العمل تلقائيون جدًا، اقتربوا من الأدوار الطبيعية فى الحياة لأولياء أمور متحدى الإعاقة. تدريب الأطفال والشباب من ذوى الإعاقة فى المسلسل ونسبة كبيرة منهم مصابون بـ «متلازمة داون» تحدٍّ كبير وشجاعة من فريق العمل ومن هؤلاء الأبطال وذويهم. تحية تقدير للمخرج محمد الأنصارى ومبادرة «عالم موازى».

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

موعد مباراة الأهلي والمصري والتشكيل المتوقع

موعد مباراة ليفربول ومانشستر سيتي الأحد 10-4-2022

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى