سلايدرمقالات الرأى

منال حسنة تكتب .. شي أخطر من الزلزال

ضرب الزلزال بشكلٍ مفاجئ دول المنطقة، وزرع الخوف، والرعب في نفوس البشرية، وسبب حالات الهلع والذعر، وخلّف وراءه خسائر فادحة لا تعد ولا تحصى.

أربعون ثانية فقط كانت كفيلة بهز عروش جبروتنا، وأخبرتنا أننا كما أتينا إلى هذه الدنيا سنرحل دون مال، وجاه، وبيوت، وأبراج.
قصص كثيرة لم تكتمل بفعل الزلزال، و صعب أن تكتمل لأن بعض أبطالها قضوا تحت الركام.

و لكن الأخطر من الزلزال هو ما بعد الزلزال حيث الكارثة الانسانية، والصحية التي تتمثل بشيوخ، وشباب، ونساء، وأطفال، فقدوا يداً، أو ساقاً، أو عيناً، أو إصبعاً، أو ابتسامة رحلت مع الذين فقدوهم، وأصبحوا من أصحاب الهمم.

و نكتشف أن كل هذا التعاطف العالمي سيزول عند أول حدث على الساحة الاعلامية، وسينشغل العالم بالحدث الجديد، ويُترك كل الأشخاص الذين نجوا من تحت الركام وحيدين لمواجهة عالم مخيف، و مصير مجهول لا يرحم بعد أن أصبحوا من أصحاب الهمم. فبعد أن سلط العالم عليهم الضوء لفترة، وتعاطف معهم سيعطي الاولوية للمشكلة الجديدة، دون حل المشكلة الاولى.

فما نفع هذا التعاطف إن لم يثمر نتيجة يستفيد منها المنكوب لمتابعة حياته، و يتمكن من الإنخراط في المجتمع مرةثانية .
إنه التعاطف المؤقت الذي يرتدي معطفاً رمادياً في زمن المعاطف السوداء، في زمن يشتاق للون أبيض، لفسحة أمل، لإنسانية لا تنتهي.

فالحذر كل الحذر من هذا النوع من التعاطف الذي ينتهي بانتهاء فترة، أو فيديو، فنعود لحياتنا الروتينية و ننسى ما حدث، عندها سننسى أننا من التراب و إلى التراب نعود، إلى حين فاجعة أو حرب، هزة أرضية أخرى.

لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر  google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا  وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا  

اقرأ أيضًا 

متحدث القوى العاملة: نحصر نسبة تعيين الـ 5% من ذوي الإعاقة في الوظائف المختلفة

إنشاء مركزين لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والموهوبين بالأقصر

 

مقالات ذات صلة

ما تعليقك على هذا الموضوع ؟ ضعه هنا

زر الذهاب إلى الأعلى