عادة لا أحبذ استخدام كلمة (لو) وأعتبرها كلمة من حرفين، لافائدة منها على أرض الواقع فهي تقال عندما يفوت الأوان وتكون النتيجة سلبية، وفي حالة عدم الرضا بالأقدار، و لكن أحببت استخدامها اليوم لتدوير الزوايا ووضع فرضيات يمكن لها أن تغير مفاهيم، ومعتقدات، وسلوكيات، وأوضح هنا أنه ليس تغيير ماحصل من أحداث بل تغيير ما سيحصل.
أول ما سأبدأ به هو الطفل ريان ومن لا يعرفه؟!! وهو الذي خطف القلوب، والأنفاس من المحيط إلى الخليج، وإذا بدأت بوضع أول فرضية وتساؤل ستكون :”ماذا لو الطفل ريان تمكن من الخروج، من البئر بصحة وسلامة وهو تحت مجهر الإعلام العربي والغربي؟”
عندها ستتوالى عليه المساعدات، والتقديمات لتصل إلى منح تعليمية لمدى الحياة، و ستُصور أفلام و مسلسلات، وسيحصل الطفل على شهرة تتخطى حدود بلاده.
أما الفرضية الثانية ستكون
“ماذا لو خرج الطفل ريان حياً ولكن مصاباً إصابة
جسدية تجعله عاجزاً عن التحرك كسائر أطفال جيله؟”
لكانت تحركت جمعيات، ودول، ومستشفيات،
وأطباء لتقديم المساعدة، والعون لإيجاد حلول
تسهل حركة، وحياة ريان ليندمج في المجتمع ويتمكن من رسم مستقبل يحمل آفاقاً واسعة لطفل مثله.
تتعدد الفرضيات، والسيناريوهات، والنتيجة واحدة و هي إلقاء الضوء على الحالة، و مساعدتها بعد جذب انتباه المجتمع و تعاطفه.
و بهذا نخلص أن الإنسانية لم تنضب بل أصبحت موجهة
من قبل الإعلام لدرجة أن هذا الأخير أصبح يحسم حروباً، ومعارك فكم من دولة ربحت معركة كانت خاسرة على أرض الواقع بفضل الإعلام، وكم من دولة خسرت الحرب إعلامياً رغم إنتصارها على أرض الميدان،
وهنا تكمن أهمية الإعلام في تسليط الضوء على أي قضية نريد أن نروج لها.
فماذا لو قمنا بتسليط الضوء على حالات من أصحاب الهمم والاحتياجات الخاصة في برنامج يومي، أو حتى في فقرة صغيرة في نشرات الأخبار التي تحمل في جعبتها الكثير من الدموية، واليأس، والتضخم الاقتصادي.
لماذا لا يكون هناك فقرة مثل نشرة الطقس، أو مثل فقرة أخبار التواصل الاجتماعي لماذا لا نسلط كل يوم الضوء على حالة، ونوع احتياجاتها، وما ينقصها.
عندها ستجد من يساعدها بأسرع وقت، وتكون كل محطة ساعدت ما يقارب 365 شخص في السنة …
و هذا سيكون على صعيد قناة إخبارية واحدة فكيف إن توسعت هذه التجربة على جميع القنوات عندها لن تمر السنة إلا ونكون قد تخلصنا من جم الصعوبات، ولبّينا الإحتياجات، و يكون الإعلام قد قدم للإنسانية شيئاً يُسجل في تاريخ الدول…
فهل تستحق كلمة (لو) المستقبلية التجربة؟؟
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
منال حسنة تكتب .. مبدع رغم انقطاع الكهرباء
