نصائح في كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة البصرية
رامي محمد
شرح كتاب “الإعاقة البصرية المفاهيم الأساسية والاعتبارات التربوية” للكاتب إبراهيم عبدالله فرج الرزيقات، الأستاذ بقسم الإرشاد والتربية الخاصة، بكلية العلوم التربوية بالجامعة الأردنية، الصادر عن دار الميسرة للطبع والنشر، تصحيح المفاهيم الخاطئة والحقائق حول الأشخاص الضعاف بصريا “المكفوفين” والمهارات التي يحتاجون إليها، كما يشرح العوامل المؤثرة في تعليم الأطفال المكفوفين بصريا، وتعاون الأسرة، ودور ووظيفة معلم ذوي الإعاقة البصرية.
البداية ينظر إلى الأبصار على أنه حاسة مسافة تزودنا بالمعلومات القادمة من البيئة المحيطة، وعندما يصبح الأبصار محدود، فهو يؤثر على الفرد في التنقل، بالإضافة إلي المحدودية في الوصول إلى المعلومات المطبوعة، كما يؤثر على الاستقلالية في الأنشطة الحياتية واليومية، وأن الأفراد المعاقين بصريا يعانون من الوصمة الاجتماعية والمشاركة الكاملة في الاندماج المجتمعي، ولكن مع التعليم المعدل، واستخدام التكنولوجيا، والتخلص من السلوكيات النمطية، والتميز، فإن معظم الأفراد المعاقين بصريا يمكن أن يندمجون في المجتمع، ويتمتعون بحياة أكثر استقلالية.
ويحدد “الكاتب” المهارات التي يحتاج إليها المعاقين بصريًا، حيث تؤثر الإعاقة البصرية على الطريقة التي يحصل بها “المكفوفين” على المعلومات من البيئة المحيطة، وتحد من فرصهم في التعلم من خلال ملاحظة الأدوات البصرية في المدرسة، وهذا يعني أن هؤلاء الأفراد يحتاجون إلي تعلم مهارات خاصة من المعلمين المدربين في تعليم هذه المهارات.
ومنها اكسابهم مهارات خاصة في تعلم الحاسب الآلي، وأجهزة الاتصال عن بعد، وبرامج السوفت وير المعدلة لتناسب الأفراد المعاقين بصريا، وأيضا استخدام مهارات القراءة والكتابة باستخدام بريل والحروف الكبيرة، والعمل على اكسابهم مهارات التنقل الآمن والمستقل، مثل العصى الطويلة وغيرها من أدوات التنقل، وتنمية المهارات الاجتماعية من خلال استخدام لغة الجسد والمفاهيم الأخرى، مع العمل على تعزيز العيش المستقل من خلال أساليب خاصة تساعدهم على القيام بالأنشطة الحياتية بشكل مستقل مثل إعداد الطعام.
وأشار الكاتب إلى أن تعليم الأطفال المكفوفين لفت انتباه الباحثين والمشرعين، وبذلت الجهود لتحسين تعليم هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم تحديد العوامل المساعدة في تحقيق أفضل مستوى من النجاح، واستغلال أفضل قدراتهم، وذلك من خلال، إيمان الأنظمة التعليمة بقدرات وإمكانيات ذوي الإعاقة البصرية في التعلم ومنافسة نظرائهم المبصرين، مع التركيز على المهارات الأساسية التي يحتاج إليها المعاقين بصريا، وتوضيح التوقعات وهذا يتطلب تدريبهم ودفعهم لتحقيقها، مع العمل على دمجهم في المجالات التي تساعدهم فيها مهاراتهم، مع تقديم المعلمين والآباء والمدربين لمفاهيم إيجابية لهم، وتعديل في البيئة التعليمة والمناهج وطرق التدريس واستخدام التكنولوجيا، بهدف إشباع حاجات المكفوفين الخاصة.
كما نوه “الكاتب” إلى كيفية تعاون الأسر في تعليم الأطفال المكفوفين: حيث أن إشراك الأسر في تعليم أطفالهم المعاقين بصريا يؤثر بشكل ملحوظ على تطورهم، وهذا يفرض بناء جسور التعاون مع الأسر وتحديد الأدوار ومسؤوليتها، ولتسهيل المشاركة بين المعلمين والأسر يجب أن يكون في الإطار التالي:
الآباء لهم دورا كبير في تطور أبنائهم، ويعرفونهم أكثر، مع إحترام حق الآباء في المشاركة في برنامج تعليم أطفالهم، ولا بد من تبادل الخبرات بينهم، مع العمل على إدراك أهمية القيم وخصائص الأسرة في بناء البرنامج الخاص بتعليم أبنائهم.
مع الأخذ في الاعتبار إلى أن العلاقة بين أولياء الأمور والمعلم ليس تنافسية بقدر ما هي تفاعلية، لتحقيق حاجات الطفل الخاصة، ولا بد من تبادل المعلومات حول الخدمات والمصادر المتوفرة، مع مراعاة أن الطفل ذو الإعاقة البصرية ينمو وينتقل إلى مرحلة الرشد مع إعاقته، ويجب ملاحظة عدم الإساءة إليه في البيت والمدرسة والبحث عن المساعدة المتخصصة وقت الحاجة، مع استصدر التشريعات القانونية التي تضمن حقهم في التعليم.
تلك أهم الأمور التي يجب أن يتعاون فيها المعلمين مع أولياء الأمور، ولكن هناك ادوار هامه تقع على عاتق المعلم، ومنها أن دور المعلم يكون رئيسا مع الأطفال الرضع والصغار والشباب المعاقين بصريا، كما يلعب تقييم المعلم دورا محوريا، مثل إنتاج وتقيم دور البصر الوظيفي، وتفسير نتائج الاختبارات البصرية وتوظيفها في البيت والمدرسة، مع تحديد الطرق والأدوات لتحقيق الأهداف، والتوصية بالخدمات الأساسية، والخدمات المساندة، والأجهزة الخاصة وإجراء الاختبارات لها.
كما حدد الكاتب أهمية الاستراتيجيات التربوية والتعليمية وتعديل المناهج، مثل ضرورة اعتماد القراءة والكتابة على نظام بريل، والعمل على تعديل الكتابة والأدوات التعليمية للاستفادة منها، والمشاركة في الصف، مع تدريب الطلاب المعاقين بصريا على استخدام استراتيجيات التنقل، وتدريب حواسهم واستخدامها، واكسابهم مهارات الإصغاء، وتطوير وتوسيع استخدامها خلال الصف، والعمل على تنمية المهارات الحركية.
ولابد من تنمية القدرة على التفكير والمحاكاة العقلية والقدرة على اتخاذ القرارات، وحل المشاكل ومواجهة الإحباط والفشل، كما تلعب التربية الرياضية دورا هاما في ادماجهم بالأنشطة الرياضية، مع تزويدهم بالأنشطة الترويحية والترفيهية المختلفة، للمساعدة في قضاء وقت الفراغ.