نيفين عبد الهادي تكتب .. دمج ذوي الإعاقة بين الفكرة والإنجاز!
لا يمكن التعامل مع فكرة دمج ذوي الإعاقة في المدارس العادية كفكرة عادية، فهي فكرة تحتاج دراسات معمّقة بحجم أهمية فئة في مجتمعنا أساسية، على أن لا تخلو هذه الدراسات من الجانب الانساني والعملي في التطبيق.
حتى نرى نتائجها وقد طبقت بشكل ايجابي يخدم الفئة وليس العكس، ففي مثل هذه الحالات الخطأ يجب أن يكون معدوما، وممنوعا.
استوقفني مؤخرا الكثير من الدراسات والخطط حول دمج ذوي الإعاقة في المدارس العادية، الفكرة في اطارها العام مميّزة ونموذجية، وقد تم تطبيقها على أرض الواقع بعدد من المدارس سواء كانت الحكومية أو الخاصة، لكن عند الوقوف على التفاصيل فإن الأمر ما يزال بحاجة لمزيد من العمل تحديدا لذوي اعاقات محددة، ولفئة الأطفال منهم، لنصل إلى تطبيق صحيح ومثمر، وحقيقي، فما تزال أصوات من أهالي هذه الفئة وحتى منهم تنادي بمزيد من الاهتمام تحديدا في جانب البيئة المدرسية المناسبة.
وبطبيعة الحال ونحن نتحدث عن هذا الجانب الهام في الشأن التعليمي، يجب أن نتطرق إلى المحافظات التي ما تزال بعض مدارسها تعاني نقصا في الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة، مما يجعل من دمجهم بمدارس عادية مسألة صعبة، ولا نبالغ إذا ما قلنا صعبة جدا، مما يجعل من الحديث عن موضوع الدمح ليس سهلا ويحتاج بحثا معمّقا يقف من خلاله المنفذون على كافة التفاصيل وأدقها.
ذوي الإعاقة يحظون باهتمام كبير في المملكة، فهم أولوية لدى جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحرص ويوجّه دوما لمنحهم الاهتمام والرعاية التي يحتاجون، فضلا لما يوليه المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من أهمية كبرى، الأمر الذي يجعل من تحقيق مكتسبات لهم ومنحهم حقوقهم التي تليق بهم، وبامكانياتهم مؤكّدا، لتبقى الكرة في مرمى الجهات التنفيذية وتوفّر لذوي الاعاقة أهم حقوقهم التعليم في بيئة مهيأة لهم.
أهالي لذوي الإعاقة يشكون غياب البيئة الآمنة لأبنائهم في المدارس
كثيرة هي المفردات والكلمات والدراسات التي يتم طرحها بين الحين والآخر بهذا الشأن، لكن للأسف تبقى مساحات التنفيذ المثالي متواضعة حتى اللحظة، فما زلنا نسمع أهالي لذوي الإعاقة يشكون غياب البيئة الآمنة لأبنائهم في المدارس، وفي حال وجدت تكون متواضعة، وكما أسلفت في اعاقات محددة، وتتجدد مطالب بعضهم أن أبناءهم يحتاجون العدالة والمساواة وإن لم تكن في منظورها الواسع وفي تطبيقها المطلق.
دمج ذوي الإعاقة ليس عنوانا لبحث، أو دراسة يتم تكرار كلماته في كل مناسبة تخصهم، فمثل هذه الجوانب لا تؤخذ بأسلوب «الفزعة» ولا باعادة ذات الكلمات في كل مرة، فهي تحتاج تطبيقا عمليا لفكرة الدمج في القطاعين الخاص والحكومي وفق أسس علمية طبية ومنهجية وجّه بها جلالة الملك وفي اطار توجيهات سامية من جلالته بدأت تبنى مدارس كاملة مؤهلة لدمج ذوي الاعاقة، بكافة مرافقها وصفوفها وشكلها المعماري بالكامل، حتى تكون المنتجات كاملة ونموذجية وليست معلّقة في منتصف الأشياء.
جلالة الملك عبد الله الثاني وضع منهجية مثالية لذوي الاعاقة، ليس فقط في التعليم إنما بكافة مناحي الحياة، وكان أن خرجت اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية بمكاسب سياسية هامة لذوي الاعاقة، وجعلتهم حاضرين انتخابيا وحزبيا وسياسيا، مما يجعل من الدرب ممهدة للتطبيق العملي لتمكينهم ومنحهم ما يليق بهم، اضافة لجهود المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، كل ما هو مطلوب التنفيذ على أرض الواقع، ولنجعل أفكار اليوم نتائج ملموسة للغد على شكل منجزات ملموسة.
نشر المقال بموقع الدستور الأردني
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
الأهلي والزمالك .. «اتحاد الكرة»: حكام أجانب لمبارة السوبر بالإمارات
وزارة الكهرباء: دراسة تسجيل قراءة العدادات على الفواتير