كتب ــ محمد جابر
هدى غباري سورية من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤسسة ومديرة مشروع «يداً بيد – إعاقتي ليست نهايتي»، المشروع رغم كونه افتراضيًا إذ يتوجد من خلال منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنه نشط جدًا، يضم مجموعة كبيرة من النشطاء في مجال رعاية أصحاب الإعاقات، وتجري حوارات مع نماذج من أصحاب الهمم، وتتحدث عن بطولات وتحديات، وتقدم أحيانًا دورات تدريبية صوتية من خلال مختصين في مجالات مختلفة، وتعقد مسابقات وتخلق روح وأجواء كلها بهجة لاعضاء الجروب.
الغباري، شابة سورية في الثلاثينات من عمرها، تقيم مع أسرتها في دولة الإمارات، أصيبت في طفولتها بمرض «فريدريك أتاكسيا» الجيني، الذي يصيب صاحبه بمجموعة من الإعاقات المختلفة، التي تتعايش معها غباري راضية بها.
قالت في حوار لموقع نساعد بابتسامة «لا يؤلمني المرض، وأتعايش معه، وأعلم أنه ليس سهلًا، أعتبرني زهرة كان من أقدارها أن تُصاب بالمرض والذبول مبكرًا، ولله الحمد رغم اصابتي بهذا، ورغم كل ما اسمعه عنه لا أتوقف عن التحدي»
هدى غباري : وزملائي وأساتذتي اكتشفوا موهبتي في الرسم
وأضافت هدى غباري، «في طفولتي كنّا نعيش في سوريا، واكتشف الأهل وزملائي وأساتذتي، موهبتي في الرسم من خلال محاولاتي المتواضعة وقتها، ولما كنت ألمس ضيق الحال وصعوبة العيش، والمجهودات التي يقوم بها والدي لمعيشتنا أنا وأمي وشقيقتي هبة وأشقائي، وشقيقي محمد وشقيقي بلال –المصاب بنفس المرض- كان من الصعب أن أشتري الأدوات والألوان، وكنت أمارس هوايتي في حذر من آن لآخر، وأضع نقوشي على أوراق الكراسات بقلمي الرصاص.»
وتابعت هدى غباري، «ولما انتقلنا إلى الإمارات بدأت في كتابة الشعر باللهجة الإماراتية، وقبل فترة ألقيت واحدة من قصائدي في أحد التجمعات المهتمة بالشعر على شبكة الإنترنت، ونصحني بعضهم بطباعة ما لديَّ في ديوان شعري».
«أتمنى أن أجد من يدعمه بإذن الله، وبصراحة غالبية كتاباتي الشعرية، تتناول دولة الإمارات وقادتها، لأني صادفت في هذه الدولة أسمى معاني الإنسانية، ذلك أن على رأس الدولة من يقدرون كل موهبة ويتعهدونها بالرعاية، إلى جانب وقوفهم ودعمهم المستمر لأصحاب الإعاقات، ويبقى للإمارات أيضًا الفضل في اطلاق لقب أصحاب الهمم على ذوي الاحتياجات الخاصة.»
واستكملت،«في الإمارات أيضًا اعدت اكتشاف موهبتي في الرسم من جديد، وبدأت أشتري بعض الألوان، والكراسات، وأرسم من ذاكرتي ما يروق لي، متحدية مرضي، وثقل حركة جسدي ويدي، إضافة إلى ذلك بدأت في تكوين بعض الأعمال الفنية بالخيط والنسيج، ولا أخفي عليكم صعوبة الأمر أثناء ممارستي لهواياتي في الرسم والكتابة والنسيج، لأن صديقي “فريديرك أتاكسيا” يشاركني في كل حركة وكل سكون.»
وأردفت،«لدي أمنية وحلم أن يراني الجميع ويعرف بقصتي، ويرويها للغير؛ لأثبت للجميع أن الإعاقة ما هي إلا إعاقة الفكر، وأنا ما يصيب الجسد، من السهل كسره والتمرد عليه، التميز والنجومية في متناول كل صحيح وصاحب إعاقة»
«من أمنياتي أيضًا يرزقني الرحمن القدرة على انهاء دراستي، واتخرج من الجامعة بإذن الله، مثل شقيقي الذي تخرج قبل شهور، رغم أن حالته أصعب من حالتي كثيرًا.»
وبينت هدى غباري،«أكبر أمنياتي بصراحة لن أخفيها وهي أن أحصل على الجنسية الإماراتية، وأحمد الله أني أقيم فيها، لأنني كنت سأتمنى الإقامة فيها؛ حبي لهذه الدولة كبير، لأني كما ذكرت أحب اهتمامها بأصحاب الإعاقات»
«وأحب المبادرة التي أصبح بموجبها أصحاب الإعاقات (أصحاب همم) وأحب ما تقوم بالدولة من إهتمام ورعاية لهذه الفئة، ودعمهم المستمر، والعمل على خلق سبل تجعل الحياة أفضل وأسهل أمامهم؛ فأصحاب الهمم هنا عند خروجهم من المنزل لأي مكان، يجدون مواقف وأماكن خدمية وترفيهية خاصة بهم ولهم، ولهم كل أهل الإمارات حكومة وشعبًا مني باقات ورود بقدر محبتي لهم واعتزازي بالتواجد بينهم.»
وأتمت موجهة رسالة لكل قراء موقع “نُساعد”، « لا تتوقفوا عن الإبداع، والتحدي، والبحث في داخلكم عن نقاط القوة، الإعاقة كما ذكرت من السهل كسرها، وكسر قيودها، دائمًا هناك رحمن رحيم يتولى أمورنا»
«وسأذكر لكم قصة حقيقية حدثت لي في رمضان الماضي، كان ليلة الجمعة المصادفة 26 من الشهر الكريم، خرج والدي ووالدتي لأداء صلاة القيام في أحد المساجد، وبقينا في المنزل أنا وشقيقي “بلال” وهو أيضًا لا يستطيع الحركة، وبينما كنا نصلي سمعنا أصوات غريبة ورائحة»
«لم استطع تبين الأمر وقتها، ولكن سمعت شقيقي “بلال” يحاول أن يستنجد بالأقارب، لأنه يشعر بأن هناك حريق في المنزل، تذكرت كلمات أمي قبل خروجها “أترككم في رعاية الحافظ” وهي التي تقولها لنا في كل مرة تخرج من المنزل وتتركنا وحدنا، رغم كل شيء أكملت صلاتي، وأنقذنا الأهل وكان الحافظ معنا ولم تلمسنا النار ولله الحمد التي قضت على الكثير من المنزل.. لا تتوقفوا وأخيرًا “تحدى نفسك قبل أي عمل وستشعر بقوة داخلية عظيمة وتوكل على الله وصدقاً ستنجز»
كما وجت الشكر لولديها، وشقيقيها هبة محمد، قائلة، «أسأل الله أن يحفظه في غربته ويعينه على صعوبات الحياة، لولاهم ما كان هذا الحوار، ورعايتهم الكريمة لي وشقيقي بلال هي الداعم الأول للإستمرار والتحدي والإنجاز بفضل الله»
وأشكر موقع “نُساعد” الذي سمعني دون مقاطعة، وكل القائمين عليه، وشكر موصول لأبي وأمي، وشقيقتي هبة وشقيقي محمد، وأسأل الله أن يحفظه في غربته ويعينه على صعوبات الحياة، لولاهم ما كان هذا الحوار، ورعايتهم الكريمة لي وشقيقي بلال هي الداعم الأول للإستمرار والتحدي والإنجاز بفضل الله.
لمتابعة أخبار موقع نساعد عبر google news اضغط هنـــــــــــا ، صفحة موقع نساعد على الفيسبوك اضغط هنـــــــــا وموقع تويتر اضغط هنــــــــــــــا
اقرأ أيضًا
وزارة الصحة: إصدار 315 ألف قرار علاج على نفقة الدولة بتكلفة 1.3 مليار جنيه
إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة .. «الصحة» إجراء الكشف الطبي لـ 141 حالة يوميًا من خلال 431 لجنة